وأكد العديد من الخبراء أن مسار العائلة المقدسة تراث استثنائي ليس له مثيل في العالم، وأنه على الرغم من القيمة التراثية للآثار القبطية الموجودة في جميع أنحاء مصر، والتي يبلغ عمرها آلاف السنين، إلا أنها تواجه أزمة في الحفاظ عليها. العناية بهذه الشواهد التاريخية وترميمها في ظل غياب… الوعي بأهمية التراث القبطي والآثار.
«ميري»: الاهتمام بكافة المرافق والاستعانة بالشركات المتخصصة لتحسين الخدمات وزيادة الجاذبية السياحية
وقالت الدكتورة: مريم مجدي، أستاذ الدراسات القبطية بقسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية، إن طريق العائلة المقدسة تراث استثنائي ليس له مثيل في العالم، والفاتيكان أيضًا معترف بها طريقا داخل الحج المسيحي، لأنه يعكس تاريخا مرتبطا بالشعب المصري.
وأكد الدكتور. وأوضح “ميري” لـ”الوطن” اهتمام الدولة المتزايد بمسار العائلة المقدسة والجهود الحثيثة المبذولة لتنشيط هذا المسار الديني والسياحي الهام، مع الاهتمام بالمسار والأماكن المحيطة به، وتوفيره ذات طابع مميز. وأوضح أن الذاكرة البصرية والصوتية بما يتناسب مع قيمتها التاريخية، أشار إلى أن الدولة اقترحت خلال المشروع القومي لتطوير طريق العائلة المقدسة في مصر يهدف إلى تحسين أوضاع العديد من الأماكن، وهو هدف سياحي وديني. أن أحد الأهداف الرئيسية للدولة هو تحسين جودة المكان من خلال الاهتمام بجميع المرافق المحيطة بالطريق. زيادة الجذب السياحي وإعطاء انطباع جيد لدى الزوار، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية والخدمات في المناطق المجاورة للمسار.
وتابع: «حققت الدولة العديد من الإنجازات الملموسة فيما يتعلق بمسار العائلة المقدسة، وأدرجت اليونسكو أرشيف الاحتفالات المتعلقة بالعائلة المقدسة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، ما يعكس أهمية وأصالة هذا التراث». . “ومع الإشارة إلى أن مصر بذلت جهودًا كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة، فإن هذا الإنجاز يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الدينية في مصر. وشددت ماري على أهمية الترويج لهذا التراث الفريد لجذب المزيد من السائحين إلى مصر، واقترحت إنشاء شركة متخصصة للترويج لهذا التراث. النشاط، حيث تتمتع البلاد بمقومات فريدة تجعلها وجهة جاذبة للسياحة الدينية، ويجب استغلال هذا التراث على النحو الأمثل.
ومن جانبه، قال الدكتور نادر الألفي، أستاذ الآثار والفنون القبطية، إن أزمة هدم بعض الكنائس القديمة نشأت عبر التاريخ لأسباب عديدة، منها عدم تسجيلها بقائمة الكنائس المصرية، والتي ويمكن في بعض الأحيان تشجيع المسؤولين عن هدم هذه الكنائس بغرض تطويرها لمواكبة حداثة المدينة وتوسعها. المكان مخصص لاستيعاب عدد أكبر من المؤمنين وزوار الكنيسة. وهناك سبب آخر وهو الجهل ونقص المعلومات الأثرية. الوعي الحضاري والثقافي بأهمية بعض مواقع الآثار القبطية من كنائس وأديرة، مما يؤدي إلى هدمها وأحيانا إلى تشويه النصب التذكاري من أجل ترميمه.
وأشار “الألفي” إلى أنه خلال عمليات ترميم الآثار القبطية أو المباني التراثية، لا بد من الاستعانة بمتخصصين في مجال الآثار والترميم والصيانة، وأنه قبل الترميم يتم إجراء دراسة شاملة ومتخصصة للموقع الأثري. بدء العمليات، وكذلك توثيق السن المحتاج للترميم قبل إجراء عمليات الترميم وأثناء وبعد الانتهاء من الترميم الشامل، مما يحافظ على السن من التغييرات والتشوهات غير المقصودة. كما يجب أن يكون هناك تنسيق وتعاون بين الكنيسة. وتتولى وزارة السياحة والآثار ترميم الآثار للحفاظ على الآثار، وفي نفس الوقت عدم تغيير الاستخدامات الدينية. للكنيسة كمبنى للعبادة.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الأديرة القديمة التهديدات البيئية، خاصة تغير المناخ، مثل ارتفاع منسوب المياه الجوفية والتلوث، مما يؤثر سلبا على الآثار القبطية، بالإضافة إلى قلة الصيانة بسبب قلة الموارد المالية، مشيرا إلى أن كل هذه المشاكل تتطلب جهوداً متكاملة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية للحفاظ على هذا التراث.
“ساويرس”: تخصيص قسم للدراسات القبطية على مستوى الجامعة.. ومعالجة المخاطر البيئية الناجمة عن التغير المناخي
وقال الدكتور إبراهيم ساويرس، أستاذ اللغة القبطية بكلية الآثار بجامعة سوهاج، إن قيمة الآثار تعتمد على عاملين. الأول هو التفرد. هناك قطع أو مواقع أثرية ليس لها مثيل وهناك غيرها. والتي يوجد منها عدة نسخ. والعامل الثاني هو العتيق، وأيضا القيمة التي يمثلها العتيق لحضارة وعمارة الفترة التي يعود إليها، وهذه عوامل تشكل مجتمعة قيمة العتيق.
وأضاف ساويرس أن المشكلة الأساسية في الآثار والتراث القبطي هو الوعي، وهو ما يتجاوز الآثار القبطية أيضا، لافتا إلى ضرورة رفع الوعي حول التراث القبطي، وكذلك كل ما يتعلق بالمسيحية، حتى يكون هناك انسجام في المجتمع ووعي. لأهمية الآثار القبطية وتابع: “الإعلام يلعب دورا في عملية التوعية أثناء التعريف بالآثار القبطية حتى تصل الرسالة لأكبر قاعدة جماهيرية”، لافتا إلى أن على مدى السنوات القليلة الماضية، حظيت التحف ببعض الاهتمام. التابعة لوزارة الآثار. والبعثات من جميع أنحاء العالم.
ودعا إلى تخصيص قسم للدراسات القبطية بالجامعات، حيث لا يوجد قسم متخصص في هذا النوع من الآثار إلا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وذلك لتحسين فهم الطلاب للحضارة القبطية. وهو جزء من النسيج المصري، بالإضافة إلى الترويج للآثار القبطية وجعلها من وجهات السياحة في مصر، حيث يوجد في مصر الدير الأبيض وهو أقدم كنيسة حجرية في العالم على عكس الدير. روجو، التي تضم أقدم اللوحات الجدارية.
التعليقات