تصعيد عسكري روسي.. بوتين يأمر بإنتاج صاروخ لا يمكن اعتراضه

في خطوة تصعيدية جديدة تضاف إلى قائمة التطورات العسكرية المتسارعة في الحرب الروسية الأوكرانية، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيادة إنتاج صاروخ “أوريشنيك” الباليستي الجديد، الذي يُعتبر من الأسلحة المتطورة للغاية، والتي لا يمكن اعتراضها بواسطة أي منظومة دفاعية عالمية.

هذا الصاروخ، الذي يتسم بسرعته الفائقة، يُعتقد أنه سيكون من أهم أدوات الردع الاستراتيجي في المستقبل القريب، ويُعتبر إعلانًا روسيًا واضحًا عن استعداد موسكو لتوسيع نطاق حربها إذا لزم الأمر.

ضمن فقرات برنامج “الظهيرة” على “سكاي نيوز عربية”، ناقش بسام البني الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية من موسكو، والباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، رفايل بوسونج، التداعيات الاستراتيجية لهذا الإعلان الروسي وتأثيره على الوضع في أوكرانيا والغرب.

روسيا تسعى لتغيير قواعد اللعبة العسكرية: كيف يعمل صاروخ “أورشنيك”؟

أكد الدكتور بسام البني أن صاروخ “أورشنيك” يُمثل طفرة تكنولوجية كبيرة بالنسبة لروسيا، وهو يعتبر من الصواريخ البالستية فائقة السرعة التي تفوق سرعة الصوت بعشر مرات، مما يجعل اعتراضه من خلال المنظومات الدفاعية الغربية أمرًا شبه مستحيل.

وأضاف البني أن روسيا ترى في هذه التكنولوجيا سلاحًا استراتيجيًا يمكنه تغيير معادلة الردع في المعركة.

وقال: “منظومة أوريشنيك ليست مجرد سلاح تقليدي، بل هي تهديد حقيقي لأي دفاعات جوية على مستوى العالم”.

موقف روسيا من هذه الأسلحة الجديدة هو، بحسب بوسونج، جزء من سياسة الردع الاستراتيجي التي تهدف إلى إيصال رسالة قاسية للغرب، خاصة في ظل الدعم الغربي المتزايد لأوكرانيا.

وقال بوسونج: “استخدام هذه الصواريخ هو بمثابة إعلان عن قدرة روسيا على الرد بشكل حاسم إذا استمرت الأطراف الغربية في دعم أوكرانيا بشكل كبير”.

وتوقع بوسونج أن روسيا قد تستخدم هذه الأسلحة لأغراض دعاية سياسية من جهة، ولتعزيز موقفها العسكري في المستقبل من جهة أخرى.

أوكرانيا ترد على التصعيد الروسي: تطوير الدفاعات الجوية

في المقابل، أكدت أوكرانيا أنها تعمل على تطوير دفاعاتها الجوية لمواجهة التهديدات الجديدة القادمة من روسيا. الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أعلن في وقت سابق أن بلاده بصدد الحصول على منظومات دفاع جوي متطورة من الغرب، في محاولة لمواجهة التفوق الروسي في هذا المجال.

بسام البني أضاف: “لا يمكن لأوكرانيا بمفردها التصدي لهذه الصواريخ الحديثة، خاصة في ظل تأكيدات روسيا بأنها صواريخ لا يمكن اعتراضها”.

وأضاف بوسونج أن المنظومات الدفاعية التي تطورها أوكرانيا بمساعدة من الغرب قد تكون قادرة على إحداث فارق في المعركة، لكن هناك تحديات كبيرة في مواجهة صواريخ بهذه السرعة.

وقال: “حتى الولايات المتحدة الأميركية لا تمتلك منظومات قادرة على اعتراض صواريخ بهذا الشكل، ولهذا السبب ستكون روسيا قادرة على استخدام هذه الأسلحة للردع أكثر من أي وقت مضى”.

التصعيد النووي والتداعيات: هل روسيا بصدد تهديدات أكبر؟

من جهة أخرى، أشار بوسونج إلى تصريحات الرئيس بوتين التي ألمح فيها إلى إمكانية تزويد صواريخ “أوريشنيك” برؤوس نووية.

وأضاف أن استخدام هذه الصواريخ يمكن أن يعيد فتح باب النقاش حول الردع النووي، خصوصًا في ظل التصعيد العسكري في أوكرانيا.

وقال: “روسيا تستخدم هذه الأسلحة بشكل أساسي للردع، ولكن هناك دائمًا تهديدات أكبر قد تظهر إذا استمر التصعيد في أوكرانيا”.

الموقف الغربي: هل سيستمر الدعم لأوكرانيا في ظل التصعيد؟

تساءلت مروج إبراهيم عن موقف الغرب في حال استمرت روسيا في التصعيد باستخدام هذه الأسلحة المتطورة. بوسونج قال: “الغرب سيستمر في دعم أوكرانيا، لكن قد يجد نفسه في موقف أكثر تعقيدًا إذا استمرت روسيا في اختبار صواريخها المدمرة”.

وأكد أن الصواريخ الروسية لا تشكل فقط تهديدًا ماديًا بل أيضًا تحولًا في الصراع الاستراتيجي في المنطقة.

روسيا وكوريا الشمالية: تعاون عسكري مشترك في الحرب الأوكرانية؟

من جانب آخر، سلط الضوء على العلاقة المتزايدة بين روسيا وكوريا الشمالية، خاصة بعد التقارير التي أشارت إلى إمكانية مشاركة قوات كورية شمالية في المعارك ضد أوكرانيا.

البني أكد أن هذا التعاون قد يعزز من قدرة روسيا على الاستمرار في الحرب، ولكن في الوقت نفسه يعقد الموقف العسكري بشكل أكبر.

وقال: “هذا التعاون العسكري قد يعزز من القدرة القتالية لروسيا، ولكنه قد يفاقم أيضًا التوترات مع الدول الغربية”.

المرحلة المقبلة في الصراع الروسي الأوكراني

وأشار الضيفان في ختام الفقرة النقاشية إلى أن التصعيد العسكري بين روسيا والغرب سيستمر في التزايد، حيث أن روسيا ماضية في تحديث وتطوير أسلحتها الاستراتيجية.

وأكد بوسونج أن الغرب يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة هذه التحديات العسكرية المتزايدة، بينما يواصل دعم أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة.

النهایة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *