ومن الكتب المهمة التي يصدرها المركز الوطني للترجمة والتي يرتبط موضوعها بالشؤون الاقتصادية والتنمية، كتاب “النهضة الزراعية في أفريقيا”، وهو دراسة علمية مدعمة بالنماذج والأرقام والإحصائيات عن أمل هذه القارة. مستقبل يليق بقدراته ويفيد سكانه وهو قطاع الزراعة.
يتناول الكتاب حالات من ثلاث قارات ويقسم أفريقيا
يقع الكتاب في 418 صفحة، مقسمة إلى أربعة أقسام رئيسية، يتضمن كل منها سلسلة من المواضيع الفرعية حول الزراعة كمحرك للتحول الاقتصادي والتنمية الشاملة، بالإضافة إلى دراسات حالة للتحول الزراعي في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كما يعرض أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع في القارة قبل التوجه نحو بناء مجمع للطاقة الزراعية في القارة الواعدة.
هذه دراسات حالة من ثلاث قارات، وهي آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. ومن هذا المنطلق، ينتقل المؤلف إلى تقسيم أفريقيا إلى خمس مناطق زراعية، داعياً إلى خلق نموذج رائد في كل منطقة إذا تحقق الهدف. وعلى المستوى الإقليمي، من الممكن الانتقال إلى المستوى القاري ومن ثم إلى المستوى العالمي.
ويرى الدكتور أسامة رسلان، الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر والمترجم، أن الكتاب دعوة لاستكشاف منابع التميز والتعاون، ونفض غبار الماضي، وتحويل التخلف في التنمية إلى عنصر رابح، والتعلم من تجارب الدول الأخرى لمحاكاة نجاحاتها وتجنب تكرار التجارب السيئة. الاعتماد على القطاع الزراعي كنقطة انطلاق لبعث الحياة في قطاعات التجارة والصناعة وريادة الأعمال.
وأوضح رسلان، في تصريحات لـ«الوطن»، أن «جمال هذا المقترح أنه يعالج القضية، بدءاً من رصد الواقع، مروراً بعرض التجارب الزراعية الناشئة في القارة، وانتهاءً بالتنظير – المبني على الحقائق والأدلة: نحو أنظمة إقليمية تشمل القارة بأكملها لتحقيق الاكتفاء”. واحتجاز الموارد، على أمل الانتقال من بؤس التناقض في الواقع إلى قوة التعاضد في الطموح، لأن القارة تجمع كل مظاهر التخلف وكل أسباب التنمية، بين الحاجة والنقص مع الوفرة ومصادر الرخاء. الطاقة، بين الصلاح في الدنيا ومعصية أهل القارة، بين طلب المساعدة على الخير فيها بجميع أنواعه وألوانه».
ويرى الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر أن الكاتب لم يتناول الوضع والتجربة الزراعية المصرية إلا من بعيد، ولم يخصص لها الاهتمام الكافي أو العرض الشامل، ولعل الأهم. والسبب في ذلك هو أن المؤلف كان في مرحلة الإعداد والكتابة في السنوات القليلة التي سبقت سنة نشره. وفي الأعوام السابقة شهدت التجربة المصرية وطموحها الجامح للتوسع الزراعي العلمي – الرأسي والأفقي -. وكانت قيد الدراسة والتنفيذ، وهنا أدلتها. ويشهد المشروع المبهر إنجازات تكاد تكون إعجازية في استصلاح ملايين الأفدنة بمختلف مناطق الجمهورية، يسبقها ويصاحبها البنية التحتية التي تخدمها من طرق وكهرباء ومطارات ومستودعات وقنوات مائية، ونهر صناعي وهو الأكبر في العالم، بالإضافة إلى مشاريع تحلية ومعالجة المياه.
وأشار إلى أن المؤلف النيجيري أيوديلي أودوسولا، له دراسات سابقة في القطاع الزراعي، ويعد هذا الكتاب تجسيدا لتتويج أبحاثه ودراساته، ويواصل جهوده البحثية الحثيثة إقليميا وقاريا، ومن المتوقع أن تشارك مصر في هذا المجال. للمشاركة في كتبه المستقبلية، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب في غاية الأهمية لصناع القرار والمستثمرين. علاوة على ذلك، وقبلهم مراكز الأبحاث والوزارات والمنظمات المتخصصة في مجال الزراعة، فالتجارب هي الطريقة الأفضل! الاستفادة من تجارب الآخرين كافية لتجنب أسباب الفشل. ويكفي أيضًا اختصار الوقت، وتسريع التنفيذ، وتحقيق الإنجازات، وسد الثغرات، والاستعانة بذوي التجارب الناجحة.
التعليقات