يعد “ثقب الجاذبية” في المحيط الهندي أحد أعمق الثقوب في مجال الجاذبية الأرضية. وهي منطقة محيطية دائرية ذات قوة جاذبية ضعيفة جداً، حيث يبلغ مستوى سطح البحر 106 أمتار (348 قدماً).
بداية اكتشاف أصل هذا الثقب الجاذبية العملاق، أو ما يسمى بالمنخفض الجيودي كما يسمى تقنيا، كان عام 1948، وحتى وقت قريب بقي لغزا وفي الساعات الأخيرة كان الحديث عنه. لقد بدأت من جديد، فما قصتها؟
تفاصيل الثقب العملاق في ثقب الجاذبية بالمحيط الهندي
وكشف العلماء مؤخرا عن بعض التفاصيل الجديدة حول ثقب الجاذبية في المحيط الهندي، وخلصوا إلى أن مساحة الثقب تبلغ 1.2 مليون ميل مربع، أو 3.1 مليون كيلومتر مربع، ويقع على بعد 746 ميلا (1200 كيلومتر) جنوب غرب الهند. بحسب موقع “livescience”.
حاولت عدة نظريات تفسير وجودها منذ أن اكتشفها علماء الجيوفيزياء لأول مرة، لكن الإجابة لم تأت إلا بعد نشر دراسة جديدة في مجلة Geophysical Research Letters، عندما استخدم الباحثون 19 نموذجًا حاسوبيًا لمحاكاة حركة الوشاح والتكتونيات من الأرض. الصفائح الأرضية على مدار الـ 140 مليون سنة الماضية، ثم خلصت إلى سيناريوهات أدت إلى ظهور حوض جيودي يشبه الحوض الواقعي.
منذ حوالي 20 مليون سنة، مات محيط قديم يسمى تيثيس، والذي كان موجودًا بين قارتي لوراسيا وغوندوانا العملاقتين، في جزء من قشرة الأرض التي انزلقت تحت الصفيحة الأوراسية أثناء تفكك غوندوانا قبل 180 مليون سنة. حدث ذلك، وغرقت شظايا القشرة المحطمة في عمق الوشاح.
عندما هبطت شظايا من تفكك الصفيحة الأوراسية على غندوانا في المناطق السفلية من الوشاح، أدت إلى إزاحة المواد عالية الكثافة التي نشأت من “الكتلة الأفريقية”، وهي فقاعة مضغوطة من الصهارة المتبلورة، أطول بمئة مرة من جبل إيفرست. ثم حلت أعمدة من الصهارة منخفضة الكثافة محل المادة الكثيفة، مما أدى إلى تقليل الكتلة الإجمالية للمنطقة وإضعاف جاذبيتها.
تفاصيل قديمة عن منطقة المحيط الغريبة.
ولم يتمكن العلماء بعد من تأكيد هذه التنبؤات النموذجية باستخدام البيانات الزلزالية، وفي هذا الوقت تستمر الأبحاث للتحقق من وجود أعمدة منخفضة الكثافة في قاع الحفرة. وفي الوقت نفسه، أصبح الباحثون أكثر وعيًا بالصهارة الموجودة. الأرض مليئة بالأماكن الغريبة، بما في ذلك بعض الأماكن التي… يُعتقد أنها مفقودة، وقد ظهرت في أماكن غير متوقعة.
التعليقات