عالم آثار إسرائيلي يتوجه إلى إثيوبيا للتنقيب عن آثار مملكة يهودية قديمة “مستقلة”

توجه فريق إسرائيلي للتنقيب عن الآثار إلى إثيوبيا، للبحث عن بقايا وجود مملكة يهودية في إفريقيا تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنها ازدهرت في إثيوبيا الحالية لمدة تزيد عن 1000عاماً.

وبحسب الصحيفة كان هناك قبل نحو 300 عام، مملكة “مستقلة” عاش فيها اليهود برخاء واستقرار وبشكل مستقل، كانت مقامة على سفوح تلال شديدة الانحدار في قلب جبال سيمين شمال إثيوبيا.

وطمعاً في أن يكون أول من يكتشف آثار المملكة المزعومة، توجه عالم الآثار الإسرائيلي من مركز التراث اليهودي الإثيوبي في القدس “بار كريبوس” برفقة بعثة استكشافية، العام الماضي، إلى قرية سيجنيت الإثيوبية التي يقول بأنها كانت “عاصمة المملكة اليهودية المستقلة في أفريقيا”.

السياق التاريخي للمملكة اليهودية في أفريقيا..

يجري اعتقاد سائد في بعض أركان المجتمع اليهودي بأن مملكة لليهود شهدت حياة مستقلة في غرب إثيوبيا الحالية، المتاخمة لإقليم جوندر، حيث أقام فيها أغلب اليهود الأفارقة قبل هجرتهم إلى إسرائيل.

وامتدت أطراف المملكة على مساحة تبلغ مساحة دولة إسرائيل اليوم. ووفقاً لهآرتس فإن الكثير من الروايات والأساطير سادت في المجتمعات اليهودية وأثارت “أملاً بالخلاص”، دون وجود أو العثور على أي دليل مادي يدعم هذه الرواية.

وتقول الروايات أن المملكة كانت قائمة لأكثر من ألف عام تحت حكم سلالة من الملوك يدعى كل ملك منهم “جدعون”، نسبة إلى القاضي التوراتي، لذلك أطلق عليها اسم “مملكة الجدعونيين”.

كما تم رصد يهود يعيشون على قمم الجبال بالقرب من منطقة في أفريقيا كان يطلق عليها “لوبيا” التي اعتبرها بعض الرحالة الإسرائيليين بأنها تشير إلى النوبة “السودان حالياً”.

وتشكك الصحيفة بمدى مصداقية هذه الروايات بعكس الحقيقة التاريخية، إذ ترجع المعلومات عن المملكة إلى روايات شفوية تم تناقلها عبر الأجيال على مدى العقود الأربعة الماضية، وتعدى بعضها إلى التوثيق والكتابة ككتاب “الجدعونيون تاريخ يهود إثيوبيا والرحلة إلى أرض إسرائيل”، للكاتب الإسرائيلي الإثيوبي دانييل بيليتي.

ويشكل تاريخ ميلاد المملكة اليهودية نقطة خلاف في الروايات اليهودية، إلا أن الشهادات الأولى التي سمتها الصحيفة ترجع إلى القرن الرابع عشر فقط، بينما يوجد إجماع على أنها سقطت في العام 1626.

ويشير كريبوس إلى أن الكتابات التاريخية التي خطها ناشطون من المبشرين اليسوعيين تذكر وجود كنيس يهودي في سيجينيت يعود تاريخه إلى ما قبل القرن التاسع عشر، الأمر الذي قد يكشف عن معلومات ثمينة حول الحياة الدينية والروحية لليهود المحليين في إثيوبيا، وفقاً لعالم الآثار الإسرائيلي.

وبالفعل، بدأ أبحاث ميدانية منذ العام 2015 بهدف تحديد الأماكن التي تربط التقاليد المختلفة بالمملكة اليهودية المزعومة، والتي كشفت الصحيفة بأنها ستستمر إلى حين اكتشاف نتائج مادية ملموسة لإثبات صحة القصص حول المملكة، أو دحضها.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن مؤرخين، فإن اليهود قبل نحو 500 عام كانوا خاضوا حروباً طويلة دفاعاً عن مملكتهم المستقلة في أفريقيا، الأمر الذي ينافي الرواية التقليدية للنفي اليهودي القائل بأن “حياة اليهود كانت دائماً في الشتات تحت حكم أجنبي مسيحياً كان أم مسلماً”، تقول الصحيفة.

انتهى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *