أجاب سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد السيستاني حول إستفتاءات صلة الأرحام
السؤال: هل صلة الرحم واجبة ؟
الجواب: صلة الرحم واجبة على المسلم ، وقطيعته من الكبائر ، وإذا كانت صلة الرحم واجبة وقطيعته من الكبائر التي توعّد الله عليها النار ، فإن شدة الحاجة الى صلة الرحم في الغربة أهمَّ ، ومراعاتها أولى في بلدان يقلَّ فيها الإخوان ، وتتفكك فيها العوائل ، وتتاَكل فيها الأواصر الدينية ، وتطغى عليها قيم المادة.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن قطيعة الرحم فقال في محكم كتابه الكريم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمَّهم وأعمى أبصارهم).
وقال الإمام علي (ع) «إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله ، وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء».
وروي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «في كتاب علي ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة يبارز الله بها، وإن أعجل الطاعة ثواباً لَصلةُ الرحم ، إن القوم ليكونون فجَّاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون ، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها». تحرم قطيعة الرحم ، حتى لو كان ذلك الرحم قاطعا للصلة تاركا للصلاة ، أو شاربا للخمر ، أو مستهينا ببعض أحكام الدين ، كخلع الحجاب وغير ذلك بحيث لا يجدي معه الوعظ والإرشاد والتنبيه بشرط أن لا تكون تلك الصلة موجبة لتأييده على فعل الحرام.
قال نبينا الكريم محمد (ص): «أفضل الفضائل: أن تصل مَن قطعك ،وتعطي من حرمك ،وتعفو عمّن ظلمك».
وقال (ص ): «لا تقطع رحمك وان قطعك». ولعلّ أدنى عمل يقوم به المسلم لصلة أرحامه مع الامكان والسهولة ، هو أن يزورهم فيلتقي بهم ، أو أن يتفقد أحوالهم بالسؤال ، ولو من بعد. قال نبينا الكريم محمد (ص) «إنَّ أعجل الخير ثوابا صلة الرحم ».
وقال أمير المؤمنين (ع): «صلوا أرحامكم ولو بالتسليم ، يقول الله سبحانه وتعالى( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبا)».
وعن الإمام الصادق (ع): «إن صلة الرحم والبرِّ ليهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب ، فصلوا أرحامكم وبرّوا باخوانكم ، ولو بحسن السلام ورد الجواب».
السؤال: كيف تكون صلة الرحم؟
الجواب: يكفي ان تسأل عن حالهم ولو بالهاتف وتعودهم اذا مرضوا ونحو ذلك ولا يجب ان تزورهم.
السؤال: هل تعتبر ابنة العم أو العمّة أو الخال أو الخالة من الأرحام؟ وهل الأرحام في رأيكم هم خصوص من يرثون بالقرابة، ما عدا الزوجة؟
الجواب: العبرة في الرحم بالصدق العرفي، وابنة العم ونحوها من أبرز مصاديق الرحم.
السؤال: إذا كان الزوج يمنع زوجته من صلة أرحامها فهل يجوز لها الخروج لصلة الأرحام من دون إذنه؟
الجواب: يجوز لها الخروج إذا توقّف صدق صلة الرحم عليه عرفاً.
السؤال: قطيعة الرحم من الكبائر المسقطة للعدالة، فهل تجوز اذا ترتب على الصلة ضرر ديني او دنيوي معتد به لدي العقلاء؟
الجواب: نعم تجوز ولكن القدر الادنى من الصلة لا يتسبب عادة في الضرر المعتد به.
السؤال: متى تحرم قطيعة الرحم؟
الجواب: تحرم قطيعة الرحم ، حتى لو كان ذلك الرحم قاطعا للصلة تاركا للصلاة ، أو شاربا للخمر ، أو مستهينا ببعض أحكام الدين ، كخلع الحجاب وغير ذلك بحيث لا يجدي معه الوعظ والإرشاد والتنبيه ، بشرط أن لا تكون تلك الصلة موجبة لتأييده على فعل الحرام.
قال نبينا الكريم محمد (ص): «أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك ،وتعطي من حرمك ،وتعفو عمن ظلمك».
وقال (ص ): «لا تقطع رحمك وان قطعك».
السؤال: ما هو اقلّ ما يجزئ في صلة الارحام ؟
الجواب: إبلاغهم السّلام والتّحية والتفقّد عن أحوالهم ونحو ذلك .
السؤال: من هم الذين يطلق عليهم الرحم؟
الجواب: الرحم كل قريب يشاركك في رحم كالوالدين والاخوة والعم والخال والعمة والخالة واولادهم.
السؤال: هل تختلف طريقة الصلة من شخص الى آخر اي اذا كان الرحم غير ملتزم دينياً او اخلاقياً فكيف تكون طريقة الصلة معه؟
الجواب: لا تقطع صلتك به نهائياً حتى لو كان غير ملتزم.
السؤال: هل يُعتبر السؤال عن شخص ما من خلال شخص آخر من مصاديق صلة الرحم؟
الجواب: نعم يعتبر منه.
السؤال: كثرت في مجالس العقد والزفاف الموسيقى والغناء فاذا كانوا من صلة الارحام فهل يجوز الذهاب الى تلك المجالس ؟
الجواب: لا يحرُم اذا لم يكن الحضور تاييداً للباطل ومع ذلك يجب النهي عن المنكر بشروطه والاحوط وجوبا اظهار التذمّر من ارتكاب الحرام ولو مع عدم احتمال التاثير.
انتهى
التعليقات