“ارجع يا جورج”، عبارة ترددت على أفواه آلاف الحاضرين عشية “عيد القديس جاورجيوس” في كنيسته في غيط العنب والشوارع المحيطة فيما كانت الأضواء تملأ الشوارع. وبحجمها الكامل، وقفت صورة أشهر شهداء المسيحيين زمن الاستشهاد بين جوانب الطريق، في مشهد بهيج، زاده فرحا عويل النساء وطبول الكشافة والطبول. “العرس الروحي” يغادر الكنيسة ويتجول في الشوارع.
ومرت مراسم الزفاف التي ترأسها الأنبا إيلاريون أسقف عام كنائس غرب الإسكندرية، وتبعها الآباء والكهنة والشمامسة، بصعوبة وسط الحشود الكبيرة التي جاءت للاحتفال بالعيد، أو كما يطلق عليه شعبيا. “ميلاد القديس جاورجيوس” لبيع الحلويات والأجواء الفلكلورية الشعبية التي تحيط به.
وقالت نادية شوقي، إحدى الزائرات التي برزت وسط العويل أثناء حفل الزفاف، “أنا آتي إلى هنا منذ 30 عاما وعلي أن أحضر أخواتي وعائلتي ونحتفل بليلة العيد”.
سهام علي، إحدى النساء المسلمات التي وجدت في الشارع وقت الزفاف، سعيدة بهذه البيئة: “لقد نشأنا طوال حياتنا بين كروم العنب ونحب أجواء سانت جورج. أن نولد لأنها فرحة لنا جميعاً ولا نشعر أنها تقتصر على الدين”.
واستمرت أجواء الاحتفال لمدة أسبوعين، من 1 نوفمبر إلى 16 من الشهر نفسه، حيث صرح الأب داود بطرس كاهن رعية الكنيسة، أن كنيسة مار جرجس في غيط العنب هي إحداها. من أقدم الكنائس بالإسكندرية، حيث يعود تاريخ افتتاحها إلى 15 نوفمبر 1938. ومنذ ذلك الحين أصبحت الكنيسة مركزًا للأنشطة الروحية والاجتماعية لسكان المنطقة والمناطق المجاورة.
وقال قس الكنيسة لـ«الوطن» إن الأجواء الاحتفالية التي تشهدها شوارع غيط العنب تعكس وحدة وتماسك المجتمع السكندري، حيث يتجمع الكبار والصغار للمشاركة في هذه المناسبة السنوية. ونفى صحة مصطلح “عيد ميلاد”. “، فهو عيد تكريس الكنيسة، لكنه مصطلح شعبي نتيجة للتراث الشعبي الذي يصاحب العيد.
التعليقات