يترقب العالم بأسره سلسلة السياسات التي سيأتي بها الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب”، لاسيما فيما يخص الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي والحرب الروسية الأوكرانية، وحاول الخبراء والصحفيين في أبرزالصحف العربية التنبؤ بالخطوات المستقبلية لترمب بعد رجوعه إلى البيت الأبيض الأبيض مرة أخرى.
وأكد أستاذ العلم السياسي “محمد الرميحي” في صحيفة الشرق الأوسط في مقاله “فيما يخص صحيفة الشرق الأوسط”، أن المرحلة المقبلة في سياسات الإدارة الجديدة مغلقة لكثيرين وخاصة على الصعيد الخارجي وخاصة بعد أن بدأت وسائل الإعلام تعيد تصريحات بعض من تم اختيارهم للإدارة العليا وهي تحمل التطرف الواضح ضد الآخر وقد يرى البعض أن تلك التصريحات لا تلزم من يصل إلى العمل العام، وهذا صحيح إلا أن البعض يرى أن القناعات وخاصة السياسة قليلا ما تتغير بشكل جذري.
ويضيف الرميحي، أن الأمرفي الشرق الأوسط هو أكثر حيرة لأنه دون خطط واضحة لإنصاف الفلسطينيين سوف تبقى القضية بؤرة لتراكم الغضب والإحباط، بعد أن شاهد العالم أمام عينيه كما من الغضب والتشريد في غزة، يضاهي الإبادة الجماعية والقتل بالتوجيع مما يثير أي إنسان.
وجاء في المقال التي نشرته صحيفة إندبندنت العربية تحت عنوان “عهد ترمب الثاني”، أن رجوع ترمب إلى البيت الأبيض وانتخابه من جديد، أعاد الجدل بشأن قراراته وآرائه الصريحة، حيث عرفت فترة رئاسة ترمب السابقة بالانقسام الداخلي والسياسة الخارجية الجرئية. ويترقب العالم بإعادة ترامب فترة تحول جذري في المشهد السياسي الأميركي والعالمي، والتحديات المتزايدة على الساحة الدولية وتوقعات بقرارات مصيرية على مختلف الأصعدة.
وإستعرض المقال أبرزالقضايا التي ستواجه عهد ترمب الثاني، مع استعراض للتوقعات والانعكاسات المحتملة على السياسة الخارجية والداخلية في الولايات المتحدة، مشيرا أن عهد ترمب الثاني يعد بتغيير ديناميكيات السياسة الأميركية محليا ودوليا. وستكون القرارات المتخذة خلال السنوات المقبلة مؤثرة بشكل كبير من تعزيز العلاقات مع بعض الدول وزيادة الضغط على أخرى إلى التركيز على تقوية الاقتصاد الأميركي ومحاولة تعزيز وحدته الداخلية. وفي هذا السياق، قد يستمر ترمب في تبني سياسات جريئة غير مكترث بالانتقادات أو الضغوط، مما سيجعله يظل، كما كان دائما موضع جدل واسع ونقاش عميق في الداخل والخارج.
وتحت عنوان “على عتبة ترامب الثاني” علق الصحفي المصري “عبدالحليم قنديل” في صحيفة القدس العربي، بالقول، كثيرون يحبسون الأنفاس انتظارا لتصرفات الرئيس الأمريكي الجديد القديم دونالد ترامب، مع عودته رسميا إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025، فقد وعد ترامب بالإنهاء الفوري لحروب أوكرانيا والشرق الأوسط، وقد يكون الوعد قابلا للتحقق أكثر في حالة أوكرانيا، وقد لا يفعل فيها سوى التسليم بما صار أمرا واقعا.
وتابع عبدالحليم قنديل، لن يكون أمام ترامب عظيم الإعجاب بالرئيس بوتين، سوى أن يسعى غالبا للتوصل إلى تفاهم أساسي، توقف به روسيا الحرب عند الحدود التي وصلت إليها، وبصفقة تتقبل بها أوكرانيا ما جرى من انتزاع أراضيها، ومقابل إغراء الروس بمزايا مضافة، قد يكون بينها تقليص أو حتى إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، وقد بلغت نحو 20 ألف عقوبة،
ويرى الصحفي المصري، إن رغبات ترامب في وقف حرب أوكرانيا، وفتح سبل تفاهم مع روسيا، لا تبدو تطوعا ولا تكرما من الرئيس الأمريكي الجديد القديم، بل تأتي اعترافا بتوازن قوى جديد صنعته روسيا على الأرض، وهو ما يختلف في الكثير من تفاصيله عن الوضع في الشرق الأوسط، كما أن سعي ترامب، إن حدث لوقف حرب غزة، لن يكون إيجابيا بالمرة لصالح الفلسطينيين، فإضافة لالتزام واشنطن الثابت بخوض حرب الإبادة الجماعية في غزة إلى جوارإسرائيل، وهو ما سيزيده ترامب ويضاعف معدلاته، حتى إن أقدم على وقف إطلاق نار موقوت، لا ينهي عدوان الإبادة، ولا يلزم إسرائيل بالانسحاب كليا من غزة.
أيضا تصدرت صحيفة العرب، مقال للكاتب الفلسطيني “فاضل المناصفة” بعنوان “ما المتوقع من ترامب في أوكرانيا وفلسطين”، تحدث فيه حول ضرورة إيقاف حرب أوكرانيا وعبء فاتورتها الباهظة على الولايات المتحدة قبل أن تكون على أوروبا.
وأوضح فاضل المناصفة، أن القادة الأوروبيون إن لم يعترفوا بذلك علنا يفضلون خيار الصفقة على خيار سكب المزيد من الزيت على الناروإذا كان ترامب يملك أدوات التفاوض التي تحفظ ماء الوجه وتلجم الروس وتنهي هدر المزيد من مليارات الدولارات في دعم أوكرانيا وتخفف من تداعيات أزمة الغاز، فالمؤكد أنهم سيسيرون في نفس الاتجاه.
ويتابع المناصفة، أن المعطيات الجديدة في قطاع غزة بعد أن فقدت حركة حماس سيطرتها الفعلية عليه، قد تقود ترامب إلى إعادة صياغة خطته للسلام في الشرق الأوسط، وقد يحاول ربط الدعم المالي للسلطة الفلسطينية والتمهيد لعودتها إلى قطاع غزة بشرط حصوله على موقف مغاير من صفقة القرن في ما يتعلق بالقدس وبمسألة عودة اللاجئين، لكنه على الأرجح سيصطدم بالرفض الذي أبدته السلطة الفلسطينية تماما كما وقع مع صفقته الأولى. لذلك لا بد من خفض الآمال والتوقعات إلى مستويات معقولة ومنطقية وهي وقف الحرب التي تسببت في معاناة إنسانية قد يصح وصفها بأنها الأكبر في التاريخ الحديث.
أما صحيفة نون بوست، فنشرت مقال للأكاديمي الأمريكي “فرانسيس فوكوياما” بعنوان “ما الذي يعنيه فوز ترامب لأمريكا والعالم”، تنبأ خلاله أن ستكون هناك بعض التغييرات الكبرى في السياسة الخارجية وفي طبيعة النظام الدولي. وستكون أوكرانيا الخاسر الأكبر إلى حد بعيد، حيث كانت مقاومتها العسكرية للروس متراجعة حتى قبل الانتخابات، ويمكن لترامب أن يجبرها على التسوية بشروط روسيا من خلال حجب الأسلحة، كما فعل مجلس النواب الجمهوري لمدة ستة أشهر في الشتاء الماضي.
وتابع فوكوياما قائلا، صحيح أن ترامب يهاجم الصين في تصريحاته، لكنه يعبر في الآن ذاته عن إعجابه بخصال شي جين بينغ القيادية، وقد يكون مستعدا لعقد صفقة معه بشأن تايوان. يبدو أن ترامب يعارض بشكل جوهري استخدام القوة العسكرية ومن السهل استغلاله في هذا الاتجاه، لكن الاستثناء الوحيد قد يكون الشرق الأوسط، إذ من المتوقع أن يدعم بالكامل حروب بنيامين نتنياهو ضد حماس وحزب الله وإيران.
النهایة
التعليقات