-في السنوات المنصرمة صرح الخبراء بانه ترامب البيت الأبيض سنرى وقفا لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بحلول الربيع. والآن تحقق الشرط الضروري لهذه الفرضية (انتصار ترامب)، لكن هناك احتمالات تسبق شرطها الكافي إحلال السلام في أوكرانيا. كما هناك تكهنات مختلفة حول خطة ترامب لأوكرانيا.
ومن بين نقاط خطة ترامب، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال وقف مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي لمدة 20 عاما وإنشاء ما يشبه المنطقة المدنية والمحايدة. ومن ناحية أخرى، جاء كلام بريان لانزا مستشار حملة ترامب قبل أيام، الذي قال إن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض ستركز على تحقيق السلام في أوكرانيا، وأن عودة الأراضي المنفصلة عن أوكرانيا ليست الهدف الولايات المتحدة، وأن أوكرانيا يجب أن تقبل خسارة شبه جزيرة القرم؛ وهذه التصريحات قد أحدثت الكثير من الضجيج، مما دفع الخدمة الصحفية لترامب للرد للتأكيد على أن هذه الكلمات هي موقف لانزا الشخصي ولا علاقة لها بالرئيس المنتخب للولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، يعتقد البعض أن خطة ترامب تتماشى مع اتفاقيتي مينسك 1 و2. في هذه الأثناء، وبغض النظر عن الخطة التي ينتهجها ترامب لإنهاء الصراعات في أوكرانيا، فإن الشيء المهم هو النهج الرئيس للرئيس الأمريكي، والذي يؤكد على نهاية الحرب، وكما يقول استيفان والت، المنظر وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد إن ترامب لا ينفق قرشا واحدا من رأسماله السياسي على أوكرانيا؛ لأن ناخبي ترامب يوافقون على مثل هذا القرار من جانبه.
لذلك، يمكننا أن نتوقع أن يرفض ترامب تقديم المساعدة لكييف، وسيقول الأوروبيون إن أوكرانيا هي مشكلتهم. ولكن في أوروبا، فإن الدور الذي يلعبه فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، في مفاوضات السلام بارز للغاية. وهو سياسي مقرب جدا من كل من فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وبالمناسبة، عقد اجتماعات مع بوتين وترامب الصيف الماضي كجزء من خطة السلام في أوكرانيا.
وإذا ألقينا نظرة على زيارة زيلينسكي إلى المجر قبل أيام لحضور اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية، فيبدو أنه سيتم تسليط الضوء على أحد بنود الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة للسلام في أوكرانيا؛ عندما لم يوقع زيلينسكي على الاتفاقية الأمنية الثنائية مع أوربان، لأن بودابست رفضت تضمين الوثيقة بندا يدعم انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
الوقت في صالحنا
ويقول أوربان إنه سيلتقي بزيلينسكي في كييف خلال المحادثات الصيفية في روسيا والولايات المتحدة وسيخبره أن الوقت ليس في صالح أوكرانيا وأن المجر مستعدة للمساعدة في وقف إطلاق النار وتحقيق السلام بصيغة مقبولة. لكن زيلينسكي رد قائلا: فيكتور، لدي رأي مختلف والوقت في صالحنا.
ويقول أوربان ردا على ذلك، قلت شكرا، مهمتي انتهت. في الواقع، يبدو أن سوء تقدير زيلينسكي كان أنه اعتقد أن رئاسة البيت الأبيض ستبقى في أيدي الديمقراطيين، وأن هاريس بعد بايدن ستواصل دعم زيلينسكي. من ناحية أخرى، يعتقد زيلينسكي أنه مهما كان ما يجعل أجواء الحرب متوترة في هذه الأشهر الأخيرة، فيمكنه زيادة قدرته التفاوضية في المفاوضات. على سبيل المثال، شهدنا يوم الأحد من هذا الأسبوع أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في موسكو، حيث تم إسقاط 34 طائرة بدون طيار في سماء موسكو.
الإجراءات التي يبدو أنها تحظى بدعم بايدن، بعد أن قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن إدارة بايدن تريد إعادة جميع المساعدات البالغة 6 مليارات دولار المتفق عليها مع أوكرانيا قبل نهاية رئاسة بايدن (20 يناير)، وإرسالها إلى أوكرانيا. وهذا الاختلاف في النهج بين ترامب وبايدن هو أبسط مثال على أنه يمكن القول إن ترامب يتبع السياسة المناهضة لروسيا متمثلة في الجمهوريين، بينما يؤكد بايدن والديمقراطيون على سياسة الخوف من روسيا، ومع وصول ترامب، يمكننا أن نتوقع أن تتغير العلاقات من العدائية إلى التنافسية.
وبموجب هذا المفهوم، يمكن الحديث بشكل أكثر دقة عن مفاوضات السلام الأوكرانية بين روسيا والولايات المتحدة. فالمفاوضات التي ربما لا تشمل أوكرانيا فحسب، بل وأيضا قضايا أخرى، ويتبادل الطرفان في إطار قضية وقف إطلاق النار والسلام المستدام في أوكرانيا، الضمانات الأمنية في قضايا أخرى.
المصدر: صحيفة شرق
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
التعليقات