وأمرت الحكومة في العاصمة الهندية دلهي جميع المدارس الابتدائية بتعليق الدراسة حتى إشعار آخر بسبب تفاقم التلوث في المدينة الكبيرة، بينما كان الضباب الدخاني كثيفا على بعد أكثر من 100 ميل لدرجة أنه حجب رؤية تاج محل نصب تذكاري.
محتويات المقال
دلهي تتصدر التصنيف العالمي لتلوث الهواء
وبحسب موقع صحيفة الغارديان البريطانية، فإن دلهي والمنطقة الحضرية المحيطة بها، التي يسكنها أكثر من 30 مليون نسمة، تتصدر باستمرار التصنيف العالمي لتلوث الهواء في فصل الشتاء، والذي من المقدر أن يخفض متوسط العمر المتوقع لسكان العاصمة لما يصل إلى سبع سنوات.
لقد أصبح التلوث مصدراً سنوياً للبؤس لأولئك الذين يعيشون في دلهي، وتفشل العديد من المبادرات الحكومية المتفرقة في معالجة المشكلة بأي طريقة مجدية.
وأعلن رئيس وزراء الولاية على منصة التواصل الاجتماعي “X” أنه “بسبب ارتفاع مستويات التلوث في دلهي، ستتحول جميع المدارس الابتدائية في دلهي إلى الفصول الدراسية عبر الإنترنت، حتى صدور المزيد من التوجيهات”.
تأخير وإلغاء رحلات الطيران والقطارات
وتسببت أزمة الضباب الدخاني السنوية أيضًا في العديد من الاضطرابات الأخرى في المدينة وفي جميع أنحاء شمال الهند، بما في ذلك تأخير وإلغاء الرحلات الجوية والقطارات.
وأفادت المستشفيات عن ارتفاع في أعداد المرضى الذين يصلون بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي بسبب التلوث، الذي يقول الأطباء إنه يسبب أزمة صحية في المدينة.
كما حظرت الحكومة، أمس، جميع أعمال البناء غير الضرورية، ودعت المواطنين إلى استخدام وسائل النقل العام بشكل أكبر وتجنب استخدام الفحم والحطب للتدفئة، دون تحديد المدة التي ستظل فيها هذه الإجراءات سارية.
تسجيل مستويات قياسية من مسببات التلوث
وسجلت الولاية مستويات من الملوثات التي تكتشف الجزيئات الدقيقة الخطيرة المسببة للسرطان التي تدخل مجرى الدم عبر الرئتين، أعلى بأكثر من 50 مرة من الحد الأقصى اليومي الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء.
ويعزى الضباب الدخاني بشكل أساسي إلى حرق المزارعين في أجزاء أخرى من الهند بقايا المحاصيل لتطهير حقولهم من أجل الحرث، بالإضافة إلى أبخرة المصانع وعوادم السيارات.
وتؤدي درجات الحرارة المنخفضة والرياح البطيئة إلى تفاقم الوضع من خلال حبس الملوثات القاتلة كل شتاء، من منتصف أكتوبر إلى يناير على الأقل.
السلطات تطلق مبادرة لمكافحة تلوث الهواء دون نجاح
أطلقت سلطات دلهي العديد من المبادرات لمكافحة التلوث، لكنها لم تحقق الكثير على أرض الواقع.
وسخر المنتقدون من خطة جديدة تم الكشف عنها هذا الشهر لاستخدام ثلاث طائرات صغيرة بدون طيار لرش رذاذ الماء، واصفين إياها بحل مؤقت آخر لأزمة الصحة العامة.
وتشكل مشكلة تلوث الهواء أزمة وطنية في جميع أنحاء الهند، الدولة الأكثر سكانا في العالم، ووفقا لدراسة أجرتها مجلة لانسيت الطبية عام 2019، هناك 1.67 مليون حالة وفاة مبكرة في الهند بسبب سوء نوعية الهواء.
التعليقات