وجهت العديد من وسائل الإعلام الاتهامات إلى مؤسسات استطلاعات الرأي، التي وضعت خلال الأشهر الماضية هاريس في مقدمة السباق مع دونالد ترامب.
وشعر إعلاميون ومنظمو استطلاعات الرأي بوجوه بحرج بعد أن أحرز ترامب فوزا مريحا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعدما توقعت استطلاعات الرأي إلى حد كبير فوز هاريس.
وقبل ذلك بسنين فشلت أيضا استطلاعات الرأي في التنبؤ بفوز ترامب في انتخابات عام 2016، وفضلت هيلاري كلينتون.
مايك فان ميتر، مرشح سابق للكونغرس عن الحزب الجمهوري، قال لقناة “الحرة” إن العديد من استطلاعات الرأي كانت غير دقيقة، عدا تلك التي قال إنها “داخلية” وأرقامها كانت دقيقة بشأن فوز ترامب مثلا.
وأضاف أن التباين في أرقام الاستطلاعات ونتائج الانتخابات سببه عدم وضوح الأسئلة وأخذ المعلومات من دون معرفة ما يرغب ويفكر فيه الناخب حقا، وهذا يمكن أن يتحقق عند الحديث معهم وجها لوجه.
لوري واتكينز، المستشارة السابقة للرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، قالت لقناة “الحرة” إن المشكلة تكمن من أن الناخبين لم يجيبوا بشكل صادق على أسئلة استطلاعات الرأي، فضلا عن وجود مشاكل في صياغة الأسئلة والمواضيع التي تطرح على الناخبين.
الفوز الكاسح لترامب في انتخابات 2024 والذي قلب نتائج استطلاعات الرأي رأسا على عقب فتح الباب على مصراعيه لسهام النقد اللاذعة التي لم تهدأ حتى الأن على تلك المراكز المتخصصة برصد وتحليل الآراء والتي يصرف عليها ملايين الدولارات حيث ظلت حتى اللحظة الأخيرة تشير الى تقدم هاريس على ترامب حتى وان كان بفارق ضئيل فيما بينت النتائج فوزا مريحا لترامب.
لكن السؤال المهم لماذا كانت مراكز استطلاعات الرأي موثوقة وأكثر دقة وبهامش خطأ لايتعدى إثنين إلى ثلاثة بالمئة في معظم الانتخابات الأميركية لكنها أخطأت في تقديراتها مع ترامب مرتين في انتخابات 2016 مع هيلاري كلنتون وفي الانتخابات الأخيرة مع هاريس والتي أحرجت الخبراء ووسائل الإعلام الذين اعتمدوا نتائج استطلاعاتها؟ وما أن فاز ترامب ظهروا وهم يلقوا باللوم كله على مراكز الرأي.
الرأي الآخر هو أن الخطأ الحقيقي لمراكز استطلاعات الرأي ليس كونها شاخت وما عادت صالحة للخدمة بل لأنها لم تتعامل مع ترامب كحالة خاصة قادرة على صناعة الزخم، حيث شكل الرجل بالفعل ظاهرة يجب أن ينظر لها على أنها خارج نطاق التوقعات ومليئة بالمفاجآت، وأثبت أنه قادر على اقتناص الفرص وتحويل هفوات الخصم إلى فرصة لتعزيز الفوز.
كما غفلت تلك المراكز ما يسمى بالأصوات الصامتة التي لم تنطق إلا في صندوق الاقتراع وقد تعطي ظاهرة ترامب درسا بليغا لمراكز الرأي لتحديث تقنياتها.
انتهى
التعليقات