بمجرد اقترابك من محكمة الأسرة ستجد العديد من النساء اللاتي يعانين من أزمات أسرية، وقد حضرن إلى المحكمة بعد أن سئمن ما عانينه في حياتهن، ومن بين هؤلاء النساء سمية في الأربعينيات من عمرها. ، حاضر في تمام الساعة 11 صباحًا، بوجه جميل، وتعابير العجز والحزن، بعد أن انتظر 15 عامًا ليقوم بهذه الخطوة؛ ما هو السر وراء قصتها؟
سمية تحكي التفاصيل قبل 20 عاما
قبل 20 عامًا تقدم لخطبة سمية المدعية؛ شاب متدين، هادئ الطبع، لطيف مع عائلته، كما وصفه كل من يعرفه. وافقت بعد مباركة أهلها، وخلال جلسة الخطوبة علمت منه أنه مخطوب ومنفصل منذ أكثر من 10 سنوات. مرة واحدة، لكنها لم تستطع أن تأخذ ذلك سبباً للرفض بسبب قلة خبرتها في الحياة، على عكس اليوم، بعد إعلان خطوبتهما، تبادلا معها كل الاحترام، ولاحظت أنه يحترمها دائماً. وتقبل وجهة نظرها، كما قبل وظيفتها بعد الزواج بعد أن أخبرته أن أهلها يعارضون وظيفتها. لم تكن تعلم أنه فخ وقعت فيه، بل كانت تؤمن أنه سيقضيه. حياة سعيدة، بحسب حديثه لـ«الوطن».
كانت لدى سمية أحلام كثيرة أثناء تجهيز شقة الزوجية وكان أهلها يظهرون لها الحب والاحترام باعتبارها ابنتهم، وعندما تنظر الآن إلى الوراء لا تتذكر أي شجار بينهما خلال فترة الخطوبة بأكملها، وهذا يؤكد دليلها الآن على أن لقد كان ممثلاً بارعاً وكان هو وعائلته يقفون إلى جانبها دائماً وبلا مبرر، وبعد أن تم الاحتفال بالزواج وانتهى حفل الزفاف وعادت معهم إلى منزلهم الجديد، بدأ فصل جديد في حياتها، ومن اصطدمت اللحظات الأولى بشخصيته وعاداته الشخصية الصعبة التي لا يتحملها أي إنسان؛ بحسب ما قالت سمية.
بداية الزواج.. معاناة مستمرة حتى يومنا هذا
اعتقدت الزوجة أنني لم أعتد على الطباعة ولا أكثر، وتقول: “بعد أن تزوجت بدأ ينتقدني لأنني كنت عنيفة في منزل أهلي وأن لديهم رأي جيد جدًا فيّ، وكان ينتقدني”. كان يضربني بطريقة همجية، على حد وصفه، وعندما اشتكيت لأهله لم يتزحزحوا، وبدأت أرى أشخاصاً آخرين أعرفهم، حتى فاجأني بعد شهرين بأنه سيسافر. بعد عام من العمل. في بلد عربي، وكان قد وعدني أنه سيأخذني معه، ورغم تعامله معي، لم يكن لديه أي سبب يرفضني في أعين الناس.
“طالما رحل زوجك، يمكنك أن تعيشي.” وهذه هي العبارة التي برر بها أهلها وأهل زوجها سفرها معه إلى الخارج حتى لا يبقى وحده. لذلك استسلم للأمر الواقع وبدأ فعلياً بالتخطيط لحياته من جديد. وفي هذه الأثناء، استيقظت منهكة، وبعد يومين اكتشفت أنها حامل. وقرروا أنه لن يسافر معه وسينضم إليه بعد العطاء. وبالفعل وافقت، وبعد 4 أشهر سافر الزوج على أمل العودة فور ولادة الطفل ورؤيته واصطحابهما معه إلى الخارج، بحسب رواية سمية.
عاد الزوج بعد 5 سنوات.. بعد أن تخلت عن عودته إليهما، لقاء خالٍ من المشاعر؛ لمدة 3 أسابيع فقط، عامل ابنه وكأنه غريب عنه. لم تتوقع عودته غريبًا، ولم ترغب في التحدث معهم أو الجلوس معهم. فاجأها بالعودة إلى الخارج بمفردها. مع الشكوك وتصرفاتها جعلتها لا تترك شيئا غير وارد، لتكتشف الصدمة بعد يومين من رحيلها؛ تقول سمية: “كانت بين الحقائب حقيبة سفر خاصة بامرأة سوداء، لكنه تفاجأ بوجودها وأخبرني أن أحد أصدقائه قد باعها لأهله، ولم أخرج منذ ثلاثة أسابيع ولم أرها”. أي شخص. واحد وبالطبع كنت مشغولاً ولم أسأل مرة أخرى.
لغز حقيبة السفر
وتدخل القدر ليريح قلب سمية؛ ترك الزوج الحقيبة السوداء، لكنه لم يكن يعلم أنه سوف ينساها. وبعد السفر عثرت عليه وحاولت بكل الوسائل فتحه فوجدت داخله ملابس امرأة وأطفالها. وفي مكالمتها الأولى تفاجأت به، لكنه أغلق الخط، فأسرعت لتخبر أهلها بما وجدته، لكن رد فعلهم كان… البردة أكدت شكوكها بأنه متزوج من امرأة أخرى. حسب ما قالت الزوجة.
وعاشت سمية 15 عاما في حداد بأمر من أهلها، حتى لا تطلق وزوجها يبتعد عنها، حفاظا على أحاديث أهلها وجيرانها، فوضعت حجرا في قلبها. وعاشت تربية ابنها الوحيد تتألم وهي تخفي دموعها عن الجميع، وفور عودته مطلع عام 2024، توجهت بسرعة إلى محكمة أسرة الوراق. ورفعت عليه دعوى طلاق للضرر رقم 983.
التعليقات