ناصر عبدالرحمن يكتب: المدينة – كتاب الرأي

جدران بلا أسلاك، لافتة نيون ترمي الشرر على المارة، عامل شارع يحمل مكنسة في يده، أطفال يتتبعون في الشوارع، مساجد تنتظر المؤمنين، المدينة امرأة تلد الأيتام، أم رحمها الله ممزق، وعاشق فاقد الذاكرة، أنين يخلقه الضجيج، حركة تذوب في الكتلة، أشجار تقتل علناً. وفي الطريق المدينة خليط من الزيت والحلبة، يجمع بين القاتل والمصلوب، وثمرتها الليل، ودكان يصلي على صاحبه، مروحة سقف، ثلاجة، بقايا طعام، ملابس معلقة، نار بلا دخان، ومطر وغليون غير ملحوم، وباب مفتوح، وشمس على شكل سيدة، وكاتب يبكي قلمه. ووصفه بأنه كاتب أمر مثير للسخرية.

المدينة أفلام: “القاهرة 30″، “سائق الحافلة”، “الكهف”، “طيور الظلام”، “المدينة”، “آخر تانجو في باريس”، “البرتقالة الآلية”، أحلام كوروساوا، ” “تفجير”، “جوكر خواكين فينيكس”، “المدينة في شعر كافافي”، “قلت سأذهب إلى بلدان أخرى، سأذهب إلى مكان آخر، سأجد مدينة أفضل من هذه، بينما “كنتم تضيعون. ” حياتك هنا.

في هذه الزاوية الصغيرة، المدمرة في جميع أنحاء العالم، مدينة عين بدر شاكر السياب: “أتدري ما الحزن الذي يجلبه المطر، وكيف يشعر الوحيد بالضياع فيه، مثل الحب، مثل الأطفال الموتى، إنه مطر. أبو القاسم الشابي يتحدث عن مدينته، ​​وأنا الذي عاش في المدينة تحت الضغط. ومشى نحو التالي وقلبه ينزف.

وقال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي: «وكنت أنا والقاهرة الوجه والمرايا. نقوم بإزالة الصورة. ندخل الزمن ونصبح في عمرنا الجميل ونصبح كبارا. قالت الشاعرة العراقية نازك الملائكة: صدى ضائع. مثل السراب البعيد الذي يجذب روحي صباحا ومساء. واليوتوبيا حلم يجري في دمي، أموت وأعيش.

قال الشاعر في المدينة المنورة: “جاءوا للصلاة وقادهم الشوق.. لزيارة نبي احتضنك.. المدينة المنورة اسم تعرف به، ويكفيك فخرا أن الرسول من الله سماكم». وقال الأخوين رحباني عن مدينة القدس: “من أجلك يا مدينة الصلاة أصلي… لك يا أجمل القصور… يا زهرة المدن… يا قدس يا مدينة الصلاة أصلي”. أنت .

كل شخص يعيش في المدينة لديه تصور خاص يختلف مثل بصمة الإصبع. من ولد في المدينة ليس مثل من جاء إليها. من غرب عنها وحرم منها. الذي سئم وأفسد. المدينة امرأة تقص شعرها لتخفي عمرها. المدن لها ألوان خضراء أو حمراء أو صفراء. كذلك المدن لها ملامح ووجوه شابة، عجوز، خائنة، حاقدة. مخلص، دامع، ناعم، ساخر أو سعيد، فهو يشبه ويتماثل مع روح الدعابة للمرأة. قد تمر المدينة بتغيرات أو تمرض أو تعاني من الزهايمر، لكنها لن تمحى، حتى لو تم ذلك. سطراً، في ذاكرة التاريخ، أو في قصة شاعر. سواء كانت روائية أو مديرة تصوير، فإن المدن، مثل النساء، ليست متساوية، لكنها بلا شك تصل إلى سن اليأس، أو تتجدد بمزارع جديدة.

المدن أحلام الشباب، صبغها الفنان، بصوت عبد الوهاب مدينة، بصوت فيروز مدينة، بصوت عبد المطلب مدينة، صحف نجيب محفوظ هي مدينة، في صحف عبد الحكيم قاسم مدينة، في صحف الجبرتي مدينة، لكن المدينة المنورة ستبقى راية المدن، مدينة شهدت نور الرسول صلى الله عليه وسلم . وصلى عليه وسلم. بارك الله فيك وسلم عليك، المدينة التي تنتج السلام، وتمطر الرحمة وتشرق بالخير، مدينة النور والمحبة والرزق، المدينة التي تكون منبع حسن الخلق والأخلاق. مدينة الفضائل، مدينة الأخوة والأخوة والإيثار، مدينة الفتوحات والأسرار، مدينة بدأ خيرها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام. “صلوا والناس نيام، فدخلوا الجنة بسلام”.

إذا كنت من سكان مدينة فاحرص على حبها وتبديد خوفها، وملء أذنيها باللطف والسلام، واحتضان أحيائها، وتذكر أيامها، وهدوء قلبها وتغزل بأنوارها، ولا تنس أن كل المدينة لها مفتاح، وهذا الحب هو مفتاح كل مدينة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *