بعد عام كامل من الحرب، لم تعد غزة مجرد أرض مدمرة تتلاعب آلة الحرب الإسرائيلية بآثارها. ولا يزال سكانها يعانون من الجوع والموت، وتتفاقم المعاناة يوماً بعد يوم وسط أطنان من الركام. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من 42 مليون طن من الركام، بينها مباني مدمرة لا تزال قائمة ومباني منهارة، وهو ما يمثل تحديا خطيرا لعملية إعادة الإعمار، ويهدد بتحويل غزة إلى أرض قاحلة لا حياة فيها.
في قلب غزة، حيث أزيل الحجر ودفن الشهداء، يشهد الصحفي الفلسطيني نضال خضرا، مجزرة لم تروى بعد، دمار هائل لا يرحم صغيرا وكبيرا، صغيرا أو كبيرا . كل شيء في غزة بدأ يذكر الجميع بقوة الأعاصير وبطء الزمن. عندما أصبحت كل ثانية ساعة وكل ساعة دهرا، حاول نضال إعادة بناء الرواية وسط الأنقاض. هذه المرة لم تكن حربا، بل مذبحة لا توصف. كانت قطعة أرض تحترق بآلات العدو الذي لم يبالي بدموع الأطفال ولا نحيبهم.
ويواصل “خضرا” وصفه لجرائم الاحتلال التي لم ترحم أحداً: “عائلات بأكملها دفنت في أحضان الدمار وفي قلب الركام، منزل هنا وآخر هناك دمرته الهجمات المتتالية، و كل ضربة للاحتلال تعني مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة المآسي التي لا تنتهي، عائلات تحت الأنقاض التي لا نستطيع انتشالها. لا يسعنا إلا أن نشاهد الدمار الذي لحق بمدينتنا، وبكاء الأطفال، وحزن المسنين”. “.
وأضاف الصحفي الفلسطيني: “تتعرض غزة لقصف عنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، من البحر والجو والبر، يصل إلى حد قصف الألواح الشمسية التي تزود المستشفيات بالكهرباء، مما يزيد من معاناة السكان تحت القصف. وبينما تبذل مصر جهودا كبيرة لدعم غزة”، وتجسد “خضرة” بكلمات مريرة، فإنه واقع العديد من عائلات غزة التي تشعر بالحزن على فقدان أحبائها وتحاول مواصلة حياتها وسط هذا الوضع. المأساة والمقاومة. حازمة في وجه الاحتلال الإسرائيلي. يأكل سكان غزة كل ما يبقيهم على قيد الحياة، ويرفعون شعار “لا تستسلم أبدًا”.
وتابع: “في هذه الأوقات الصعبة تبرز مصر كأحد أبرز الداعمين لقطاع غزة، حيث تواصل تقديم الدعم اللازم رغم الظروف الصعبة وتحاول العمل على تخفيف المعاناة بينما يلتزم العالم الصمت. وفيما يتعلق بهذا القصف العنيف فإن مصر تحاول أن تكون صوتا للشعب الفلسطيني وتحاول أن تساهم بجهود كبيرة في تحقيق الهدوء والأمن. ومصر دائما وأبدا درع للفلسطينيين. وفي مواجهة أي عدوان على فلسطين وأراضيها، منذ بداية قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، عملت بكل الوسائل على ضمان دخول المساعدات لأهالي القطاع. الغزاوي سيقف صامداً شامخاً في أرضه”.
التعليقات