«كل نفس ذائقة الموت». هذه الآية الكريمة كانت آخر ما قاله بطل الملاكمة الفلسطيني علي عبد الشافي من قطاع غزة، قبل أن يمزقه صاروخ إسرائيلي ويستشهد أمامه عن عمر يناهز 45 عاما. من عيون زوجته وأبنائه الذين صدمتهم هول اللحظة المؤلمة.
عبد الله عبد الشافي، شقيق رئيس الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى والملاكم الراحل، يروي لـ«الوطن» تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة شقيقه.
بدأ فصل الخريف منذ أكثر من شهر، ومعه انخفضت درجات الحرارة، وشعر أطفال علي بالبرد الشديد، مما جعل رب الأسرة يعود إلى منزله الذي تركه هرباً من القصف، لإحضار “البطانيات” لهم. حماية أنفسهم. عائلته قبل قدوم الشتاء.
ولا يخطو علي خطوة واحدة دون عائلته التي رافقته إلى منطقة تل الهوى في مدينة غزة، ثم عاد معهم إلى شقة أخرى وخرجوا لتفقد المكان، للتأكد من عدم تواجد جنود الاحتلال في المكان. المشهد، وبدأت أعين عائلته تلاحقه، ليشهدوا أسوأ لحظة في حياتهم.
وتمزق جسد علي إلى أشلاء
يقول «عبد الله» في تصريحاته لـ«الوطن»: «عندما وقف في الشارع لتفقد المكان، رأته زوجته وأولاده وسمعوه يردد الآية الكريمة، قبل ثوانٍ من سقوط الصاروخ عليه وجعله ينزف». أدر رأسك وتقطيع جسده إلى أشلاء، واستشهد أمام أعين أهله».
تعيش عائلة علي مأساة بعد وفاته
حالة الأسرة يرثى لها. إنهم يعيشون مأساة كبيرة بعد رؤية “علي” يستشهد أمام أعينهم. وتمكنوا من استعادة جزء صغير من أجزاء جسده المفقودة، ولا يعرفون أين ذهب باقي جسده. لـ”عبدالله”: “حتى الآن لا نعرف أين بقية جثة أخي. أخي يتمتع بسمعة طيبة ومعروف. لا علاقة له بأي شيء، ولا ينتمي إلى أي فصيل سواه. لقد كان موظفاً وقُتل بدم بارد”.
ومثل علي دولة فلسطين في العديد من البطولات الدولية للملاكمة، أبرزها بطولة عام 1998، وبعد اعتزاله اللعبة، تدرج في المناصب ليصبح رئيساً للاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى.
التعليقات