كيف تحولت عصا السنوار رمزا للصمود والمقاومة

تحولت اللحظات الأخيرة لقائد حركة حماس “يحيى السنوار” إلى صورة أسطورية تتصدرالصحف والمواقع العالمية، وتناولها الكتاب والصحفيين واصفين تلك اللحظات بأسمى العبارات، ففي مقال نشرته صحيفة الشرق القطرية والتي حمل عنوان “أبعد من الرمزية في مشهد عصا السنوار” راى المحلل السياسي “خالد وليد محمود”، أن مشهد يحيى السنوار الذي يقف فيه بعصاه في مواجهة المسيرة الإسرائيلية المتطورة يمثل مشهدا مليئا بالرمزية والتحدي، ويتجاوز مجرد لحظة شخصية ليلامس معاني أعمق في الصراع بين المقاومة وإسرائيل. مضيفا أن الرمزية الأساسية في هذا المشهد تكمن في أن التحدي ليس دائما متعلقا بالقوة العسكرية وحدها، بل بالإرادة والتصميم على المواجهة، حتى في ظل فجوة تقنية كبيرة. ومع ذلك، فإن هذا المشهد يفتح أيضا بابا للنقاش حول حدود الرمزية في الحروب الحديثة، وما إذا كانت تكفي لتحقيق النصر في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا والقدرات العسكرية الفائقة.

 ويشرح خالد محمود، أن لعصا السنوارورغم أنها قد تبدو متواضعة أمام المسيرات الإسرائيلية المتطورة، تحمل درسا مهما: ليست كل مواجهة يجب أن تتم بنفس الأدوات، ولكن يجب أن تحسب بدقة والتمسك بالعقلانية والحسابات الاستراتيجية يعني دراسة التأثيرات بعناية من كل الجهات، واتخاذ القرارات التي تراعي القدرات الذاتية والدولية على حد سواء. ومهما يكن من أمر فإن الرمزية في مشهد عصا السنوارستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال، لكنها أيضا يجب أن تكون درسا مستفادا بضرورة التحليل الواقعي للمعارك والحروب العسكرية بين دولة مدججة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيات العسكرية وفاعل غير دولي (حركة مقاومة).

أيضا نشرت صحيفة العربي الجديد، مقال بعنوان “السنواروالمسيرة الإسرائيلية.. عصايحيى” للصحفي “عمارفارس”، حيث علق قائلا، عصا يحيى إن صحت تسميتها كذلك تختزل الهوة التكنولوجية الهائلة بين من يقاوم وماكينة قتل تضرب من الأرض والسماء وتعبرالجدران بحثا عن غريمها، ذلك الذي نراه وحيدا التقف عصاه ورماها، فلا هي أضحت أفعى ولا شقت البحربل كانت درسا لكل من يشاهد، في غزة تقاتل ولو بالعصى حتى آخررمق.

ويصف عمارفارس تلك اللحظات بصورة أيقونية جديدة، ديكورها حطام وذكريات دمرها الاحتلال الإسرائيلي، في منتصفها وعلى كنبة تحمل ذكريات من قتلوا جلس السنوارلا منزل في غزة يمكن فيه لأحدهم أن يرتاح بين الحطام، بل ويلتقط منه خشبة، عصا تتحول إلى أداة وحكاية، صورة أيقونية تشيرإلى أن الحطام نفسه يمكن أن يكون سلاحا مادام هناك مقاتل موجود بين كل هذا الحطام. 

وتحت عنوان “أقوى من عصا السنوار” أكد الصحفي “احمد عثمان”، أن الاحتلال سيزول وستبقى قصة يحيى السنواروعصاته خالدة في ذاكرة الشعوب الحرة كأيقونة عالمية وسيقام نصب تذكاري للسنوار وعصاته على باحة ميدان الاقصى في القدس العاصمة كرمز للحرية العالمية وعنوان للتحرير وكفاح الشعوب، وستطبع بعض الدول الصورة على عملتها الوطنية بينما تطبع اخرى ذات الصورة على طوابع البريد.

وأكمل احمد عثمان قائلا، ستذهب عصا السنوار مثالا للحرية وقوة ارادة الانسانية وسيردد (اقوى من عصا السنوار ) حيث سيذهب مثالا يتداوله الناس عبر الازمان وستقص الأمهات لأبنائها قصة هذا المثال العظيم  وحكاية البطل وشعبه.

أما صحيفة العرب فتصدرها مقال للكاتبة القطرية “مريم ياسين الحمادي” بعنوان “عصا السنواروأبعادها الرمزية”، أشارفيه إلى تحول عصارالسنوار لتحمل رمزية إنسانية، ترمز إلى إرادة الصمود والثبات، فهذا الاستخدام الرمزي يتعدى مجرد الأداة ليعبر عن القيادة الراسخة والشجاعة والتحدي أمام التهديدات. وترى مريم الحمادي أن العصا هنا ليست مجرد قطعة خشبية للاتكاء بل هي تعبير عن قوة الإرادة ورفض الرضوخ وتمثل روح المقاومة حتى مابعد اللحظة الأخيرة. كما أن هذه الرمزية في المنطقة العربية تعطي أهمية للرموز المادية، مثل العصا أو السيف، كإشارة إلى القيادة والقوة. فلم تقتصر رمزية هذه العصا على العرب والعالم الغربي بل إن الراصد في وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنه ملاحظة تداول آراء، اليابانيين، الذين ربطوا السنوار بتاريخهم الطويل، وقيمهم المرتبطة بالحكمة، الانضباط، والتفاني في العمل.

وتابعت مريم الحمادي، أنه من المؤكد في هذا الموضوع أن الحياة لا تتوقف بموت قائد أو بطل وإنما تستمر ليواصل من بعده يحمل رمزيات هذه المقاومة فالأصل في فكرة الشهداء أنهم أحياء لا يموتون وبالرغم أن هذه الحقيقة ترتبط بما بعد الحياة إلا أن الواقع الذي يفرض نفسه أنه أصبح لهذا الموت رمزية يعيشها كل من يأتي بعده، ليتذكرها ليس الفلسطيني وإنما كل إنسان وكل مدرب للتنمية البشرية

وتصدرصحيفة المجتمع مقال لإبراهيم أحمد مهنا “عضوالمكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين” بعنوان “عصا السنوارإذ تلقف ما يأفكون”، حيث إعتبرإن عصا السنوارقد أصابت صهاينة العرب فساءت وجوههم وشاهت، وكشفت زيف إيمانهم وادعائهم التدين والدين، فاستحقوا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وكشفت ولاءهم الخالص للشيطان، ليستحقوا الدرك الأسفل من النيران؛ إذ لا حياد في هذه المعركة، إنما هم فسطاطان، إما كفر أو إيمان.

ولا يجد ابراهيم مهنا عصا السنوار، إلا رسالة لعموم المسلمين الصالحين، الذين آثروا التدين المسالم المهادن المسكين، الذي لا يعرف مواجهة للكافر المحارب، ولا للطاغية المستبد، رسالة لها وقع العصا إذ تلهب الأجساد، لعلها توقظ الألباب، فتنقل الصالحين إلى خانة المصلحين، والمتخاذلين إلى صف المناصرين.

النهایة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *