اكتشاف معبد بنته مملكة عربية قديمة قبالة ساحل مدينة إيطالية

ويتميز المعبد بتصميمه المستطيل واحتوائه على غرفتين يمكن الوصول منهما إلى الطرق الداخلية لمنطقة “فيكوس لارتيديانوس”، التي كانت مخصصة للأجانب المنخرطين في التجارة.

ويعد هذا الاكتشاف قبالة ساحل بوتيولي، أو بوتزولي الحديثة، أول معبد نبطي معروف خارج الشرق الأوسط، وهي الحضارة التجارية العربية البدوية التي جاءت من الأردن.

وتشتهر الحضارة النبطية بـ”الخزنة”، وهي الهيكل الأثري المحفور في الصخور، الذي يعود تاريخه إلى حضارة الأنباط في الأردن، والواقعة في المحمية الأثرية بمدينة البتراء في جنوب البلاد، حيث تم تصوير فيلم “إنديانا جونز والحملة الأخيرة” (الجزء الثالث من سلسلة أفلام إنديانا جونز) عام 1989.

وذكر العلماء في دراسة نشرت في مجلة Antiquity: “إن وجود ملاذ نبطي داخل منطقة الميناء يؤكد وجود مجتمع من تلك المنطقة يشارك في الأنشطة التجارية في بوتيولي”. وأضافوا أن “بناء الملاذ كان ممكنا عندما استمتع الأنباط بالحرية والفرص التي قدمتها الصداقة مع روما واستقلال وطنهم الأم”.

وحدد علماء الآثار غرفتين تحت الماء، الغرفة (أ) والغرفة (ب)، ووجدوا أنها بُنيت بمواد محلية المصدر.

وتتميز كل غرفة بجدران على الطراز الروماني وألواح رخامية محفور عليها النقش اللاتيني Dusari sacrum، ما يعني “مكرس لذو الشرى” (ومعناه سيد الجبال)، الإله الرئيسي في الديانة النبطية القديمة.

وتتميز الغرفة (أ) بمذبحين من الرخام الأبيض، أحدهما كان يضم ذات يوم أحجارا مقدسة تستخدم في عبادة الأنباط داخل ثمانية تجاويف مستطيلة.

وتضم الغرفة (ب) أيضا ألواحا من الرخام الأبيض تحمل نفس النقش اللاتيني، وكان للمذبح ثلاثة تجاويف مستطيلة.

ويقع الهيكل تحت الماء على بعد نحو 150 قدما من سواحل بوتزولي، التي كانت تعد ميناء رئيسيا للسفن الرومانية لنقل السلع التجارية من مختلف أنحاء الإمبراطورية.

لكن قرونا من النشاط البركاني في المنطقة غطت المعبد القديم بطبقات من الصهارة حتى أعاد علماء الآثار اكتشافه أثناء استكشاف خليج بوتزولي بحثا عن كنوز مفقودة منذ فترة طويلة.

وتم الاكتشاف في عام 2023 أثناء توثيق أثري تحت الماء لميناء بوتزولي، لكن الفريق أمضى العام الماضي في المزيد من الحفريات حول المعبد تحت الماء.

ويُعتقد أن المعبد بُني خلال فترة ازدهار النبطيين واستقلالهم، عندما كانوا من الشركاء التجاريين الرئيسيين للرومان.

ويقدر العلماء أن المعبد بُني خلال فترة حكم أغسطس (31 قبل الميلاد – 14 ميلادي) أو تراجان (98 – 117 ميلادي).

وكانت المملكة النبطية كيانا سياسيا مستقلا من منتصف القرن الثالث قبل الميلاد حتى تم ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية في 106 ميلادي.

وسيطرت هذه الحضارة العربية القديمة على طرق التجارة المزدهرة، التي نقلت السلع الفاخرة من المحيط الهندي عبر القوافل الصحراوية إلى البحر الأبيض المتوسط، كما توقفت في بوتزولي لتعزيز العلاقات التجارية.

ومارس الأنباط ديانة وثنية تأثرت بثقافات الإغريق والمصريين، حيث كان لديهم العديد من الآلهة التي تم تشكيلها على هيئة حجارة مقدسة، والتي كانت تجلس داخل تجاويف المذابح.

وأسس الأنباط مستوطنة في بوتيولي قبل نحو 2000 عام، وبنوا أكبر ميناء تجاري في منطقة البحر الأبيض المتوسط الرومانية.

وخلال ذروتها، امتدت إمبراطورية الأنباط عبر الشرق الأوسط لتشمل الأردن وفلسطين ومصر وسوريا والسعودية.

وتغيرت الأمور بشكل جذري للأنباط عندما سيطر الرومان على البتراء، العاصمة النبطية.

جدير بالذكر أنه تم مؤخرا الكشف عن قبر “غير معروف سابقا” تحت “الخزنة” في البتراء، يحتوي على 12 جثة وقطع أثرية.

انتهی.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *