ومع الذكرى الـ113 لميلاد والدي نجيب محفوظ، أتذكر قول أمير الشعراء أحمد شوقي: “الأمم أخلاقية ما بقيت.. فإذا ذهبت أخلاقها فستكون” وأتذكر ما عانيته حقًا كابنة نجيب محفوظ، آخر أفراد عائلتها، مع أشخاص وبعض الجهات المحسوبة على الثقافة. وهذا أمر مؤسف بالنسبة لي ويتركني بحزن عميق وألم نفسي!
بدأت هذه التجربة والمعاناة عندما قررت عام 2018 إصدار كتاب بعنوان «أبو نجيب محفوظ» بالتعاون مع أحد الصحفيين، لتكون مهمته تسجيل الأحاديث معي، على أن يتولى مهمة النسخ. التسجيلات وتحرير الكتاب المقرر، وقد بدأنا بالفعل بتسجيل مجموعة من التسجيلات.
وللأسف فوجئت بنشر مقاطع من هذه التسجيلات وما تحتويه من معلومات، معتبرا أنها محادثات صحفية أجراها معي نيابة عنه وبعد نشرها أرسلها لي لتحديد مكاني على أرض الواقع. وأصدرت كتابا باسمه عن نجيب محفوظ مستعينا ببعض المعلومات التي حصل عليها مني. لسوء الحظ، اتفاقنا كان شفهياً. لا يوجد عقد مكتوب، وهذا الشخص سعى لاحتكار الحديث عن نجيب محفوظ، وعندما راجعت. فقال لها: أنت التي وافقت، رغم أن ذلك لم يكن ضمن الاتفاق. وبيننا أغرب ما سمعته من كلامه أنه هو الذي كان يعطيني معلومات عن والدي!
ويعتمد هو وآخرون على ادعاءات بعض المستفيدين من ادعاءات أن أصدقاء نجيب محفوظ يعرفون عنه أكثر من عائلته، وهو ادعاء كاذب من الذين يتاجرون باسم والدي والذين يستفيدون ماديا ومعنويا من الحديث عنه في الندوات . بينما المعلومات المتوفرة لديهم عن نجيب محفوظ لا شيء. هذه مجرد تصريحات سبق أن أدلى بها في برامج تلفزيونية ولا تزال موجودة.
وما يقال عن ذلك مجرد اتهامات وافتراء محض، ولا يليق أن تأتي ممن يدعون أنهم أهل الثقافة والإبداع، حيث تحدث والدي عن تفاصيل كثيرة عن حياته وتجربته مع الراحل الكبير الصحفي والناقد رجاء نقاش، وبالتالي لا أحد لديه معلومات حصرية أو أسرار غير مكشوفة عنه سوى عائلته.
ولم يكن هذا الصحفي هو الأول من قبله، فهو من الذين كانت لهم علاقة عمل مع والدي واكتفى بالقول: “أعرف عنه أكثر من زوجته وأولاده”.
وللأسف هي حرب أصبحوا فيها وحشيين، حتى أدخلوا الأسرة إلى ساحة المنافسة، وموقفهم يقول: “نجيب محفوظ أحبنا أكثر من أهله وعائلته. نحن بالتأكيد لسنا طرفا في هذا”. صراع طفولي، ومثل هذه المحادثة بعيدة عن أن تكون منطقية.
ونتيجة لهذه التجارب والمعاناة، فشل مشروع كتابي الأول والأخير مع هذا الشخص بالطبع. بعد ذلك اتجهت إلى صحافية أخرى لإكمال الكتاب، لكنها بادرت للإعلان عن المشروع بالطريقة التي قمت بها. لم يعجبني ذلك لأنها لم تكن على مستوى المهمة، لكن بصراحة، لم تؤذيني وكنت راضيًا عن التوقف عن التعاون معها.
لقد كان خطأ، تركت الكتاب لفترة وأتمنى أن أكمله قبل أن أموت. لقد قمت بتعيين طرف ثالث موثوق به وآمل أن يرقى إلى مستوى توقعاتي. سأكتب في الفترة القادمة سيرة نجيب محفوظ من وجهة نظر ابنته ووجهة نظري، وسأكتفي في الكتاب بتوثيق ما شاهدته بعيني وما وجدته في مذكرات والدي ، والغرض. الكتاب مجرد محاولة للرد على الكلام الذي أهان أبو نجيب محفوظ وعائلته بعد رحيله، وأريد تصحيح الشائعات المتداولة عنه ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
التعليقات