شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات هائلة مع اندلاع أحداث 2011، التي حملت معها التطلعات إلى التغيير والحرية، لكنها فتحت الباب أيضا أمام أزمات وصراعات أثرت بعمق على الأقليات العرقية والدينية في المنطقة.
الأقليات في الشرق الأوسط
على سبيل المثال، واجهت الأقليات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأكراد والمسيحيون والأيزيديون، تحديات سياسية واجتماعية شملت التمييز والتهميش، لكن العديد منهم تمتعوا بحماية نسبية في ظل الأنظمة القومية التي حكمت المنطقة في العراق وسوريا، في حين أن بعض الأنظمة لعبت دورا في احتواء الأقليات.
ومع اندلاع أحداث عام 2011، زادت حدة التوترات، خاصة تلك التي تعاني منها الأقليات الساعية للحصول على حقوقها، وظهر تنظيم داعش في هذه الفوضى، مستهدفاً بشكل خاص الإيزيديين والمسيحيين.
وفي الوقت نفسه، استغل الأكراد ضعف الدول الأساسية لتعزيز مطالبهم بالاستقلال أو الحكم الذاتي، كما حدث في منطقة روج آفا في شمال سوريا، في حين أصبحت المجتمعات الأخرى، مثل اليزيديين في العراق، أهدافاً مباشرة التطهير العرقي.
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي كريم كمال، إنه لا شك أن الأقليات العرقية والدينية في العالم العربي تأثرت بشكل خطير بعد أحداث 2011، وقبل أحداث العراق التي سبقتها بأكثر من عقدين من الزمن. ومع فقدان العديد من الدول العربية للتنوع الذي شكل حضاراتها، تجلت هذه الدول بقوة في العراق وسوريا، حيث زادت الصراعات الطائفية وهجرة الأقليات مثل المسيحيين والأكراد والإيزيديين والآشوريين، مما أدى إلى تغيير التركيبة السكنية للكثيرين منهم . بلدان.
وفشلت محاولات زرع الصراعات الطائفية بين المصريين
وأضاف كمال، في تصريحات لـ”الوطن”، أن محاولات زرع الصراعات الطائفية بين المصريين باءت بالفشل، حيث وجدت مصر نفسها في وضع مختلف جذريا عن بقية دول المنطقة، عندما أنشأ الرئيس عبد الفتاح السيسي دولة تقوم على أساس على مبدأ أن الجميع مصريون، ولا فرق بين مسلم ومسيحي. وهذه هي أهم سمات الدولة المصرية الحديثة التي نعيشها الآن، بعد فشل مخطط الجماعة الإرهابية لزرع الفتنة بين أبناء الشعب. أمة.
التعليقات