بعد سقوط الإخوان.. كيف أعادت مصر بناء الحريات الدينية وترسيخ دولة المواطنة؟ – أخبار مصر

وأكد كريم كمال، الباحث في الشئون السياسية، أن فترة ما بعد حكم الجماعة المحظورة شهدت تغيرات جذرية، خاصة مع اندلاع ثورة 30 يونيو المجيدة، التي خرجت استجابة لإرادة الشعب المصري، بعد أن أدركت خطورة الجماعة على نفسها. وحدة الأمة، موضحا أن هذه الثورة مهدت لبداية عهد جديد مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية قيادة البلاد.

قانون بناء الكنائس وتقنينها.

ومن أبرز الإجراءات التي اتخذتها الدولة، بحسب كريم كمال، إصدار قانون بناء وتقنين الكنائس، الذي مثل نقلة نوعية في تعزيز الحرية الدينية، حيث ساهم في حل العديد من المشاكل المزمنة. حيث تم تقنين وضع نسبة كبيرة من الكنائس غير المرخصة، مما يعكس جدية الدولة في معالجة هذه القضية الشائكة.

وأشار كمال في تصريحات لـ«الوطن» إلى أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في تقنين أوضاع الكنائس القائمة، حيث يتم تقنين نسبة كبيرة من الكنائس غير المنظمة بشكل منتظم. وليس هذا فحسب، بل أولت الدولة اهتماماً خاصاً ببناء الكنائس الجديدة. وفي المدن الحديثة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، تم تخصيص الأراضي لجميع الطوائف المسيحية المعترف بها في مصر، بغرض إنشاء دور عبادة تخدم أبناء هذه الطوائف.

رسالة الدولة بشأن الحرية الدينية

وأكد أن هذه الإجراءات تعكس اهتمام الدولة المصرية بترسيخ مبدأ الحرية الدينية وتوفير البيئة الآمنة لجميع الطوائف الدينية، بما يعزز قيم التعددية والمواطنة. كجزء من رؤية أوسع للدولة في عهد الرئيس السيسي، الذي اقترح تعزيز الحرية الدينية كأحد المحاور الرئيسية لسياسته الداخلية.

وأضاف أن الدولة اهتمت بتحقيق المساواة بين جميع المصريين، حيث لم يقتصر الأمر على تسهيل بناء دور العبادة فقط، بل امتد إلى المجالس البرلمانية والمناصب القيادية، حيث نجد لأول مرة مثل هذا العدد الكبير. من الأعضاء المسيحيين في مجلسي النواب والشيوخ، بعضهم بالانتخاب الحر المباشر وبالقوائم، والبعض الآخر بالتعيين، مما يؤكد أن الدولة توفر المناخ المناسب للانتخاب على أساس المنافسة وليس الدين. ولأول مرة يحتل محافظون مسيحيون، وبعضهم من النساء، محافظات لا يوجد بها عدد كبير من السكان المسيحيين، مما يؤكد أن مصر أصبحت دولة تؤمن بها. لديه إيمان حقيقي بالحرية الدينية، وقد تمكن خلال العقد الماضي من تحويلها من شعارات إلى واقع ملموس.

حالة المواطنة

ومضى كمال قائلا إن مصر بعد ثورة 30 يونيو، وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت دولة حديثة تقوم على القانون والعدالة والحرية، ولا مكان فيها للفكر المتطرف، و وهذا ما أدى إلى قيام دولة المواطنة التي كانت حلماً وأصبحت واقعاً ملموساً.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *