الشيخ ياسر مدين يكتب: إيتاء الزكاة (1) – كتاب الرأي

جلس معلمنا جبريل الأمين عليه السلام أمام أستاذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد رآه الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم بصيغة أ. رجل غريب، وها هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يكلمه عن الإسلام بكلام شريف كامل فيقول: “”إن الإسلام يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً محمداً”” رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان. وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً».

بداية الإسلام أن يشهد الإنسان “أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

أول شيء بعد الاستشهاد إقامة الصلاة، والصلاة هي عبادة خالصة لله عز وجل، وإقامتها تقتضي استيفاء حقوقها وأركانها، ثم يأتي أداء الزكاة، والزكاة هي مبلغ يسير من المال يؤدونه. ثري. ثمانية أصناف من الناس ذكرهم قول الرب تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين”. والعاملون فيه والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة الله وكان الله عليماً عليماً. ” [التوبة: 60]; أي: زكاة المال تجب على ثمانية أقسام. الفئة الأولى هي الفقراء، والثانية المحتاجون، والثالثة العمال (الموظفون) المكلفون بجمعها، والرابع هم الأشخاص الذين ستهتدي نفوسهم. الإسلام حتى ننقذ أرواحهم من نار جهنم، والخامس العبيد لتحريرهم من العبودية، والسادس المدينون الذين عليهم ديون غير معصية الله تعالى ولا يجدون ما لديهم من أموال. يدفعونها إلى دائنيهم، والسابع في سبيل الله، وهو سفك دماء بمعنى واسع، إذ يشمل إعداد الجيوش للدفاع، ويجوز إنفاقه على طلاب العلم، ويجوز ينفقها على من أراد الحج، وقال بعض العلماء: يشمل الخير كله.

الثامن: ابن السبيل، وهو المسافر الذي يحرم ماله في سفره، فيعطى من الزكاة التي تعينه على الوصول إلى وطنه، ولو كان غنيا في بلده. واشترط العلماء أن لا يكون سفره بغرض المعصية.

وهذا يعني أن الزكاة تقتضي أن يكون للمسلم دور اجتماعي بين أفراد مجتمعه، بحيث يتفقد أحوالهم، ويعرف من منهم يستحق الزكاة، ويحدد إلى أي مدى يستحق كل منهم، ويدرك العموم. ظروف مجتمعهم وبلدهم ويشاركون فيها بجزء من أموال زكاتهم من خلال المشاركة في سبيل الله، ومن هذا السهم يبنون الجسور والأقواس والحصون والمساجد، ويغطون الموتى، وغيرها جوانب الخير. الدور الاجتماعي الذي يساعد فيه الأغنياء الفقراء، سواء كانوا جيرانهم وأفراد بيئتهم وجوارهم أو كانوا غرباء، ويشاركون في إعادة إعمار وطنهم من خلال بناء ما يحتاجه شعبهم: الجسور والأقواس والمساجد والحصون وتجهيز الجيوش . أقول إن هذا الدور الاجتماعي جعله شرع الله تعالى عبادة يعبد بها الإنسان ربه عز وجل. بل هو ركن من أركان هذا الدين الكريم. العناية بالشريعة ورعاية البشر بها، حتى جعل ذلك عبادة يعبد بها المسلم ربه ويتقرب إليه، وهنا موضوع يجب الاهتمام به، وهذا قد يكون أعتقد أن الزكاة ركن يأتي بعد الصلاة. لأنه مقرون بحرف الواو في قوله صلى الله عليه وسلم: «تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة». والصحيح أن العلماء قالوا: الواو لا تلزم. الترتيب أو الاقتران؛ أي أن ما بعده ليس لاحقاً لما قبله ولا في نفس الوقت، بل يقتضي الجمع بين ما يتعلق به وما يتعلق به في هذا الأمر، ولا يشترط ذلك. كلاهما في نفس الوقت. فإذا قلت مثلاً: (جاء زيد وعمرو) فهذا لا يعني أن مجيء عمرو كان بعد مجيء زيد، ولا يفهم أنهما اجتمعا معًا. وهو أن المجيء حصل من كليهما، بغض النظر عما إذا كان أحدهما يسبق الآخر. أو يجتمعون معا.

وعلى هذا نفهم أن اقتران إخراج الزكاة مع أداء الصلاة يعني أن المسلم بمجرد إسلامه بالشهادتين يؤمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج الحج في البيت، ما لم يكن هناك مانع يمنعك من أداء هذه العبادات، فالجميع سواء. وهذا يعني أن الزكاة، التي هي وسيلة لمساعدة الناس، تشمل العبادات مثل الصلاة والصيام والحج. وهذا يدل على مستوى تقدم هذا الدين الكريم. رعايته ورعايته للإنسان.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *