وأوضح أن تلك الأسس تتمثل -ضمن ما تتمثل- في الجهل بلغات المنطقة وثقافاتها وتقاليدها، وهي الأمور المهمة للغاية في هذا العمل.
ايبن بارلو (الجزيرة)
وحول استخدام الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان في نهاية التسعينيات نجاحات شركة “النتائج الحاسمة” في إنهاء بعض الحروب في أفريقيا وتأكيده ضرورة استخدام شركات الأمن الخاصة في عمليات الأمم المتحدة، ومدى استعداده لقبول خصخصة عمليات حفظ السلام، قال بارلو إن لديه مشكلة مع تعبير “حفظ السلام”.
وأوضح أنه لا يمكن “حفظ السلام” في حال وجود حرب مستمرة أو صراع مستمر، لأنه في الوقت الذي تجري فيه المحادثات حول حفظ السلام وبناء السلام وصنع السلام، يموت الأبرياء، إذا لم نفعل شيئا حيال ذلك، فنحن متواطئون. وعاد الرجل ليقول إن العالم ليس مستعدا لقبول دعوة كوفي عنان بعد.
إيبن بارلو (الجزيرة)
وأوضح بارلو أن نهج العمليات العسكرية التي يقوم بها في أفريقيا يقوم على فهم الهدف النهائي للحكومة ورؤيتها الإستراتيجية، ومن ثم ما الذي ينبغي تحقيقه حتى تتمكن الحكومة من تنفيذ
end of list
رؤيتها الإستراتيجية، “وفى إطار ذلك تتحول قواتنا إلى جزء من القوات المسلحة لتلك الدول، وهو ما حدث في أنغولا وسيراليون وغيرهما”.
وأضاف: “نحن نتعامل من وجهة نظر عسكرية مهنية، فلا يمكننا الحفاظ على السلام في الوقت الذي يقوم فيه مسلحون بقتل الأبرياء، بمعنى أنه لا يمكن الإبقاء على سلام غير موجود في الأساس، وبالتالي، علينا إنشاؤه ثم الحفاظ عليه حتى تتمكن الحكومة من ممارسة صلاحياتها”.
غلاف كتاب لإيبن بارلو
وحول مسؤولياته في أثناء قيادته “مكتب التعاون المدني” الإقليمي -الذي كان الذراع السري للقوات الخاصة الجنوب أفريقية- في أوروبا الغربية خلال الثمانينيات، قال بارلو إنها تمثلت في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقييمها ورصد عمليات تضليل ضد جنوب أفريقيا وتحليلها في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
وحول إذا ما كانت بعض هذه العمليات أثارت تحفظات أخلاقية لديه، كشف الرجل عن أنه تحفظ على عملية كانت هي لعمله عندما رفض بشكل قاطع تنفيذ الأوامر باغتيال شخص من سود جنوب أفريقيا الذي كان يعيش مسالما في بريطانيا، وهو ما أدى إلى فصله من الخدمة.
إيبن بارلو (في منتصف الليل) مع الجنرال جواو دي ماتوس والقائد الإنجليزي في أنغولا المصدر: PictureNET Africa
وكشف الرجل عن وجود علاقات تعاون وثيقة بين جهازي المخابرات الإسرائيلي والجنوب أفريقي في زمن نظام الفصل العنصري، وأنهما كانا يتبادلان الوفود سواء للتنسيق أو للتدريب، مشيرا إلى أن تلك العلاقة كانت شديدة السرية، بسبب موقف جنوب أفريقيا على الساحة الدولية في تلك المرحلة.
التعليقات