قال الكاتب أحمد الجمال، إن الجماعة الشعبية في مصر أبدعت عبر عقود طويلة ما يمكن وصفه بالتدين الشعبي، حيث قدمت الدين المسيحي والإسلامي بروح مصرية أصيلة.
وأوضح الجمال، أن التدين الشعبي ينقسم إلى نوعين: تدين شعبي نخبوي وتدين غير شعبي، معتبرًا أن التدين الشعبي يمثل عملية تنقية للدين مما قد يشوبه من شوائب.
وأشار الجمال، إلى أن التدين الشعبي يتضمن نصوصًا إلهية تتعرض لتعديلات ومداخلات من قبل المصريين، مما يؤدي إلى تحريف بعض المفاهيم، وقد أسفر هذا عن ظهور “أوصياء” يمثلون التدين الصحيح، مما أدى إلى صراعات بين المذاهب المختلفة.
خمسة وخميسة
واستعرض الجمال، مفهوم “الخمسة وخميسة” من منظور تاريخي وثقافي، موضحًا أنهما يمثلان تخميسًا لمقاومة الحسد، حيث يشير إلى أن “خمسة في عين العدو” تعكس فكرة الحماية من الأذى.
ويعتبر الجمال، أن “الخمسة” تمثل خمس أسر مقدسة جاءت إلى مصر، حيث كانت البلاد الوحيدة التي شهدت حضور شخصيات بارزة مثل إبراهيم الخليل وعائلته، ويعقوب ويوسف وموسى، بالإضافة إلى السيد المسيح والأسرة المقدسة.
وأشار إلى أن هذه الأسر المقدسة تضم العذراء ويوسف النجار، مما يعزز من مكانة الأسرة المقدسة في الثقافة المصرية.
وأبرز الجمال أيضًا خمس أسر أخرى، تشمل أهل العباء، وهم الإمام علي، وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين، وأحيانًا يُضاف سلمان الفارسي إلى هذه العائلة.
وأكد الجمال أن هذه الرموز تعكس جزءًا من التدين الشعبي في مصر، حيث يتحول المقدس إلى تجسيد في الحياة اليومية.
وأشار أيضًا إلى أن المسيحية انتشرت في مصر خلال عصر قسطنطين الأول، مما أدى إلى ظهور خلافات حول طبيعة السيد المسيح، والتي تُعرف بعلم الكريستولوجي.
الكهنوت
كما تناول الجمال فكرة الكهنوت وتأثيره على فهم الدين، مشيرًا إلى أن هناك من يصعبون على العامة فهم الدين من خلال تعقيدات كهنوتية. واعتبر أن التدين الشعبي هو الدين في بساطته، بعيدًا عن التعقيدات.
وأضاف الجمال، أن المصريين قدموا للدين المسيحي من ذواتهم، وأخذوا بعض الطقوس المسيحية وتأثروا بالحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن الدين في هو تأمل في مظاهر الكون وعلاقة مع الغيب.
وتحدث الجمال أيضًا عن دور الأسرة المقدسة في مصر، وذكر أن المسيحية دخلت مصر في عام 60 ميلادي، مع قدوم القديس مرقس، مما أسهم في تشكيل علاقة فريدة بين الدين والمجتمع المصري.
وخلص إلى أن التدين الشعبي يظل جزءًا أساسيًا من الهوية المصرية، حيث يجسد القيم الروحية والأخلاقية التي تجمع بين الديانات.
انتهی.
التعليقات