باحثون يحددون آلية رئيسية في تطور سرطان الجلد

يعد الورم الميلانيني، الذي ينشأ من الخلايا الصباغية المنتجة للصبغة، النوع الأكثر فتكا من سرطان الجلد. ويعتبر التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، سواء من ضوء الشمس أو مصادر أخرى، السبب الرئيسي في هذا النوع من الأورام، حيث يؤدي إلى طفرات تعزز من تكوين الورم.

وقام فريق البحث بقيادة البروفيسور كريستيان غريم، عالم الصيدلة في معهد والتر ستراوب لعلم الأدوية والسموم، والدكتورة كارين بارتيل من كلية الكيمياء والصيدلة، بدراسة الآليات الجزيئية التي تساهم في تكوّن الورم.

وأوضح الباحثون أن التفاعل بين بروتينين – القناة الأيونية TPC2 والإنزيم Rab7a – له دور حاسم في تعزيز نمو الورم الميلانيني وانتشاره.

وأظهرت الدراسة أن بعض الطفرات التي تزيد من نشاط القناة الأيونية TPC2 ترتبط بالبشرة الفاتحة والشعر الأشقر والمهق، ما يجعل الأشخاص الذين يتمتعون بهذه السمات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد، إذ تكون بشرتهم أقل قدرة على توفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وبالمقابل، يرتبط فقدان TPC2 بتقليل خطر الإصابة بالورم الميلانيني.

وتتحكم القناة الأيونية TPC2 في تحلل البروتينات داخل الجسيمات الليزوزومية، وهي عضيات خلوية تشارك في عمليات النقل والتحلل. وتؤثر هذه العملية على مسارات الإشارة التي تنظم نمو الورم.

وقد وجد الباحثون أن نقص TPC2 يؤدي إلى انخفاض في خطر الإصابة بالورم الميلانيني.

ومثل TPC2، يعد البروتين Rab7a من العناصر المنظمة الرئيسية لنظام الجسيمات الليزوزومية. وأظهرت دراسات سابقة أن Rab7a يعمل كشريك محتمل لـ TPC2. وباستخدام تقنيات متقدمة، تمكن الباحثون من إثبات وجود تفاعل وظيفي بين Rab7a وTPC2، ما يعزز نمو الخلايا الميلانينية وانتشارها.

وفي المقابل، أدى تثبيط Rab7a إلى تقليل نشاط TPC2، وبالتالي تقليل نمو الورم الميلانيني.

ويقول غريم: “تظهر نتائجنا أن Rab7a، من خلال تضخيم نشاط TPC2، يلعب دورا رئيسيا في تنظيم نمو الورم، خاصة أن تنشيط TPC2 بواسطة Rab7a يقلل من مستويات بروتين معين يعزز استقرار عامل النسخ، وهو منظم رئيسي في الخلايا الصبغية والأورام الميلانينية، وبالتالي يساهم في تكاثرها وبقائها”.

كما قال الباحثون إن إحدى النتائج البارزة هي القدرة على إثبات تأثيرات تفاعل Rab7a وTPC2 في الجسم الحي. ففي نماذج الفئران التي تحتوي على خلايا ورم ميلانيني خالية من Rab7a أو TPC2، لوحظ انخفاض كبير في حجم الورم وانتشاره.

ويضيف غريم: “إن التفاعل بين Rab7a وTPC2 قد يمهد الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة تستهدف مسارات الإشارة التي تعزز نمو الورم الميلانيني وانتشاره”.

نشرت نتائج الدراسة في Nature Communications.

انتهی.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *