أكد الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف، اليوم، أن الاحتفال بالدورة الخامسة للأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان “حلول مستدامة لمستقبل أفضل: “المرونة والقدرة على التكيف في العالم العربي النامي”، يوضح أن الدولة المصرية تواكب الحركة الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الساحة، وتهتم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يؤكد دائما على أهمية توفير الحياة الكريمة لجميع المصريين واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة الفقر ومكافحته، وهو ما تجلى بوضوح في الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، الذي يمثل إرادة حقيقية تنبثق من قراءة واعية للواقع، ومن فكر منظم، ومن الأمل بمستقبل مختلف.
وأكد خلال كلمته أمام المؤتمر الذي عقدته جامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومختلف المنظمات المهتمة بمصر والمنطقة العربية، أهمية هذا المؤتمر الذي يكمن في معالجة إيجاد صيغ التكامل بين: (التنمية المستدامة والاقتصاد) الشريعة الإسلامية بهدف مكافحة الفقر وعواقبه، وتحسين الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي. بلورة رؤية شاملة لمكافحة الفقر وصياغة سياسات حقيقية لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار لكل العقلاء في العالم ليتكاتفوا ويكثفوا جهودهم لانتشال الفقراء من واقعهم الأليم. حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعات العنف والجريمة والإرهاب التي تؤذي الجميع.
التنمية المستدامة ليست شعارا
وقال إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل واجب تفرضه الظروف المتغيرة، وقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي أمة تسعى إلى التقدم والريادة، ووسيلة للحفاظ على الهوية من أي اختراق أو اعتداء. وفي ضوء ذلك واستجابة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يهتم الأزهر بنشر ثقافة الاستدامة ودعمها والتوعية بأهميتها . ترسيخ قيمه وتحقيق أهدافه في المجتمع، وفي مقدمة ذلك (مقاومة الفقر) وقد عقد الأزهر العديد من المؤتمرات المتعلقة بالتنمية المستدامة ومواجهة أزمات الحياة، منها: مؤتمر “مواجهة أزمات الحياة” وتداعياتها”. …رؤية للشرعية”. بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر “التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي” بكلية الشريعة والقانون يفهمه النبلاء هنا…
تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي للقضاء على الفقر
وأشار وكيل الأزهر الشريف في كلمته إلى جهود الأزهر في هذا الطريق، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصل طوال تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشاكل الأمة والوطن. معضلات المجتمع. حيث ساهم برجاله وأكاديمييه وكافة موظفيه وقطاعاته وأدواته العديدة والمتنوعة في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي. ولمكافحة الفقر بكافة أشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاء بيت الخير والزكاة المصري، الذي نفذ العديد من البرامج الهادفة إلى مد يد العون للفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تغطية نفقات الحياة. وهي تحمل أثقالها..
ودعا وكيل الأزهر إلى تحسين التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي للقضاء على الفقر وآثاره، حيث لم يعد ذلك ترفاً بل حاجة ملحة. ويجب أن يسير ذلك جنباً إلى جنب مع تنمية بناء الإنسان الأخلاقي والمعنوي والروحي والحفاظ على حياته في الحاضر والمستقبل. وهذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأوسع والأعمق، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة، يجب أن يتجاوز الحلول المؤقتة والملطفة، نحو حلول دائمة تعمل على تحسين العدالة الاجتماعية ودعم التوزيع الصحيح للثروة.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى الحفاظ على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما في ذلك من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الأغنياء والفقراء، يستفيد منها الأغنياء ليصبحوا أكثر ثراء. ومساعدة الفقراء على تحسين أحوالهم. تحسين سبل عيشهم وتقليل درجة فقرهم، بما في ذلك أنواع الزكاة والصدقات، بما في ذلك ضمان التوزيع العادل للثروة. ومن بينها تعزيز العمل والإنتاج، بما في ذلك تنمية الموارد البشرية، بما في ذلك دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك تشجيع الشركات والمؤسسات على تحمل مسؤوليتها الاجتماعية وغيرها من الأدوات، بالإضافة إلى الأنواع الجديدة من العقود مثل شركتي العنان والمضاربة. وآخرون. أحد أنواع الأعمال التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. للفرد والمجتمع..
وأضاف أن الفقر مشكلة صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بد من فهم أسبابها. الفقر ظاهرة متشابكة الجذور وما تسببه من حروب وقتل ودمار. ومكانتهم اليوم على الساحة العالمية من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تخلق الفقر وتستنزف المجتمعات لفترات طويلة. لما يترتب على ذلك من تدهور اقتصادي وعمراني، وما يتبعه من تراجع وتراجع في مستوى المعيشة، وفقدان مقومات الحياة الأساسية، ناهيك عن الخلل السياسي المتعمد الذي تتركه الحروب على مساحة أكبر من الأرض سكان. ويزداد الفقر والجوع والتهميش كلما ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
نائب الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام المجتمع الدولي الذي يظل متفرجا عاجزا
وذكّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأبي ومعاناة الأبرياء الذين يختطفهم الجوع والخوف، وينقسمون بين ألم النزوح والحرمان. الإسكان. والجوع، وقسوة القتل والتنكيل والترويع، من قبل كيان محتل ظالم لا يحترمهم ولا يتحمل أي مسؤولية، بينما يقف المجتمع الدولي متفرجا عاجزا عن ذلك. مساعدتهم والتوقف عن المعاناة. مشيراً إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمعالجة الفقر يواجه تحديات كبيرة في تنفيذه ومراقبته، الأمر الذي يتطلب تعاوناً دولياً وإرادة سياسية قوية وبناء نظام شامل يحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.
التعليقات