بعد فوز “أحلام عابرة” بالقاهرة السينمائي.. رشيد مشهراوي: السينما وطن حر

من أهم المخرجين الفلسطينيين الذين نقلوا معاناة الشعب الفلسطيني، ولد في غزة فكانت الصورة الأولى لهذه الحرب والصراع فنقلها للشاشة من خلال عدسته، لأن الفن هو سلاحه للمقاومة. وفي حواره مع “العربية.نت” تحدث المخرج رشيد مشهراوي عن فيلمه “أحلام عابرة” والذي عُرض خلال افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 45، وكشف عن كواليس تصويره والصعوبات التي واجهته أثناء العمل، وسعادته الكبيرة بعرضه خلال المهرجان.

كما كشف عن رفضه التام لأخذ أي تصاريح من القوات الإسرائيلية، وكيف تغلب على هذا الأمر. وتحدث عن مبادرة “المسافة صفر” التي أقامها المهرجان لدعم القضية الفلسطينية ونقل معاناة أهل غزة هناك.

كما تحدث عن رأيه في الانتقادات الموجهة للمهرجانات الفنية التي تقام وسط هذا الصراع ودور الفن في مواجهة محاولات الاحتلال لمحو الهوية الثقافية. كما تحدث عن الأمل الذي يجب أن تصنعه السينما لأنه جزء من المقاومة وكيف أثرت نشأته في غزة على تكوينه الفني وعبر من خلال أفلامه عن المعاناة ونقل صورة حية لما يحدث هناك.

* في البداية حدثنا عن عرض فيلمك “أحلام عابرة” في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45 حيث كان فيلم الافتتاح؟

بالطبع سعيد للغاية لعرض فيلم “أحلام عابرة” خلال المهرجان، فهذه ليست المرة الأولى لي في القاهرة، فقد سبق وحصلت على جائزة الهرم الذهبي عن فيلم “حتى إشعار آخر” في عام 1994 وتواجدي هنا شرف كبير. وموقف مهرجان القاهرة من دعم القضية الفلسطينية هو شيء طبيعي وليس غريبا على السينما المصرية لأننا في بيتنا وطبيعي أن يكون له موقف ورد لما يحدث من إبادة في غزة.

وما هي الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير الفيلم؟

واجهتنا صعوبات كبيرة خصوصا في تصوير أحياء القدس القديمة والتنقلات والتغيرات الطارئة التي تحدث أثناء التصوير، ولكننا استطعنا مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها، ولذلك أنا سعيد أنني أنجزت هذا الفيلم وأنه تم عرضه في مهرجان عريق وهو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

*حدثنا عن موقفك من أخذ تصاريح للتصوير من القوات الإسرائيلية؟

أرفض تماما الحصول على أي تصاريح للتصوير من الجيش الإسرائيلي لأن ذلك سيعد اعترافا ضمنيا بسيادتهم على أراضينا الفلسطينية، وهذا ما نرفضه جميعا ولكننا نحاول التحايل على الأمر والتصوير بطريقة التهريب.

*وعن ماذا يعبر فيلم “أحلام عابرة”؟

“أحلام عابرة” يتحدث عن “سامي” ذي الاثني عشر عامًا، الذي يطارد الحمام الزاجل وينطلق في رحلة عبر فلسـطين، مقتنعا بأن الطائر قد عاد إلى صـاحبه الأصـلي، ويلتقي خلال رحلته عبر الخط الأخضـر الفاصـل بين فلسـطين وإسرائيل بفلسطينيين آخرين يتشاركون جميعهم حكاياتهم معًا. هو فيلم رمزي فالبحث فيه بالأساس عن المكان حيث نحاول أن نجد أنفسنا خلال هذه الرحلة، وبعد مجموعة أفلام عن فلسطين أحاول التجديد والتجريب دائما.

* تحاول إظهار الأمل فهل بالفعل هناك أمل؟

السينما يجب عليها أن تصنع الأمل كي يراه الناس لأن هذا جزء من المقاومة لأنه لدينا أمل طوال هذه السنين.

* هناك العديد ممن يهاجمون فكرة إقامة مهرجانات فنية وسط الحرب والصراع الذي تعيشه المنطقة الآن فما رأيك في هذا؟

على العكس تماما أنا ضد تأجيل أي فعاليات فنية لأن المهرجانات لها دور كبير في توصيل أصواتنا إلى العالم فالسينما وطن حر لا يستطيع أحد احتلاله، والتواجد داخل المهرجانات فرصة كبيرة للتواصل الثقافي، كما أن لكل إنسان دوره الذي يؤديه، وهناك حرب على الهوية الثقافية، وهذا دور الفن والثقافة أن يتصدى لمثل هذه المحاولات التي يتبعها الاحتلال بخطة ممنهجة، ومهرجان القاهرة يدعم القضية الفلسطينية وموقفه واضح منذ البداية وطبيعي خصوصا من خلال مبادرة “المسافة صفر” التي عرضت خلال المهرجان، فهي قصص حقيقية تعبر عما يحدث داخل فلسطين، وهذه هي وظيفة الفن فهو سلاح ضد الاحتلال الذي يحاول تشويه صورتنا وتزييف الحقائق، لذلك كانت مبادرة رائعة ومهمة لنقل أصوات الشعب الفلسطيني للعالم كله كي يرى حقيقة ما يحدث.

نشأتك في غزة وسط الصراع ساهمت في تكوينك الفني هل لذلك دعمت الشباب في مبادرة “المسافة صفر”؟

بالطبع نشأتي في غزة ساهمت في ذلك وجعلتني أرى القصص والصعوبات التي نعيشها هناك، فالصورة الأولى في مخيلتي هي الحرب والصراع، والسينما هي وسيلتي للمقاومة، وهذا ما حاولت نقله من خلال الأفلام لذلك دعمت الشباب من غزة كي ينقلوا معاناتهم الحقيقية وقصصهم في غزة من خلال المبادرة، فالحرب الأخيرة وحشية للغاية وصعبة، وما تشاهدونه من أفلام خلال مبادرة “المسافة صفر” هي قصص حقيقية تم تصويرها تحت القصف لكي يرى العالم كله ما يحدث ويتم توثيق الإبادة من خلال هذه الأفلام، فالاحتلال يحاول تزييف الحقائق ومحو الهوية والإعلام الغربي متواطئ معه في ذلك.

انتهى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *