قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن مذكرة الاعتقال “التاريخية” التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف جالانت، تشكل معلما دبلوماسيا مهما.
وقالت الصحيفة، فى مقال تحليلى نشرته اليوم /الخميس/، إن مذكرات الاعتقال تلك ستجعل نتنياهو وجالانت يشعران بأن العالم أصبح مكانا أصغر بالنسبة لهما، ورغم أن نتنياهو لديه حلفاء بين أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، سيتعين عليه التخطيط لسفره إلى الخارج بعناية أكبر بكثير من ذى قبل.
وذكرت الصحيفة أن مذكرات الاعتقال تمثل فى حد ذاتها معلما دبلوماسيا مهما، وسوف تنظر إليها العديد من الدول فى الجنوب العالمى، سواء كان ذلك صحيحا أو لا، على أنها علامة على أن المؤسسات الدولية لم تعد بالضرورة أدوات للغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، فى حين أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا من الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، هناك 124 دولة أخرى موقعة، وهى ملتزمة رسميا بتنفيذ مذكرات الاعتقال إذا وطأ نتنياهو أو جالانت أو أى شخص مطلوب آخر أرضها، حتى لو كان ذلك عن طريق الخطأ، مثل عطل فى الطائرة يتطلب هبوطا غير مقرر.
ونقلت عن فيليب ساندز، عضو فريق الدفاع الفلسطينى أمام محكمة العدل الدولية، قوله إن مذكرات الاعتقال “ملزمة لجميع الأطراف فى المحكمة الجنائية الدولية، إذا وطأت أقدامهم أراضى دولة طرف، فإن هذه الدولة الطرف ملزمة باعتقالهم ونقلهم إلى لاهاى، وهذا ملزم إلى حد كبير”.
وقالت “نيويورك تايمز”، إن نتنياهو لديه حلفاؤه السياسيون من بين الدول الأعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، مثل رئيس الأرجنتين خافيير ميلى، الذى قال إن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الحليفتان الرئيسيتان للأرجنتين.
وانتقد ميلى اليوم على الفور حكم المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو، زاعما أنه “يتجاهل الحق المشروع لإسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى مواجهة الهجمات المستمرة من جانب حماس وحزب الله”.
غير أن المحامى دانييل رايزنر، الرئيس السابق لدائرة القانون الدولى فى الجيش الاسرائيلى، يرى أن العالم سيكون مكانا أصغر بالنسبة لنتنياهو وجالانت، اللذين سيتعين عليهما التخطيط لرحلاتهما بعناية شديدة.
من جانبها، قالت داليا شيندلين، المحللة الإسرائيلية وخبيرة استطلاعات الرأى، إنه بسبب حرب غزة، أصبحت سمعة إسرائيل سيئة بالفعل فى أجزاء كبيرة من العالم.
وأضافت: “المذكرات القضائية قد تعزز شرعية المؤسسات الدولية التى تضررت بالفعل نتيجة للعديد من الإخفاقات، وقد يؤدى هذا إلى إحياء الشعور بتطبيق القانون بشكل متسق على الدول الغربية، حتى تلك التى تدعمها الولايات المتحدة، لكنها سوف تثور، وقد تبدأ أيضا فى تقويض المحكمة بشكل كبير”.
النهایة
التعليقات