تشارك الفنانة التونسية درة في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45، بفيلم “روحنا فين” الذي ينافس في مسابقة آفاق السينما العربية. هذه المرة اختارت «دورا» أن تكون خلف الكاميرا وتقدم عملها كممثلة. مخرجة لأول مرة في مسيرتها الفنية.
فيلم “أين نحن؟” يحكي الفيلم عن نادين، شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الصغيرتين، اللتين أنجبتهما قبل أشهر قليلة من الحرب بعد خمس سنوات من المعاناة، وكانت تنتظر مولودًا جديدًا. زوجها الذي لم يتمكن من اللحاق بها إلا بعد مرور شهرين.
وقالت “درة” في حوار مع “الوطن” إنها تسعى إلى تقديم وجهة نظرها من خلال عمل إنساني يحمل قيما عالية وحازمة، وكان هدفها بالأساس أن يقدم الفيلم رسالة دعم للشعب الفلسطيني .
محتويات المقال
وتمنيت أن يرى الأجانب هذا العمل ليعرفوا حقيقة ما يحدث.
في “غزة”
لماذا بكيت خلال العرض الخاص لـ«أين نحن»؟
– هذا هو أصدق وأفضل شعور بالنسبة لي بعد انتهاء عرض الفيلم، شعرت بفرحة غامرة، خاصة أن الجمهور صفق بشدة بعد انتهاء العرض، وكانت دموع الفرح، لأنه منذ البداية. شعرت وكأنني أريد تقديم رسالة محددة للجمهور. ربما يمكن للأجانب مشاهدته واستخلاص العبرة من أحداث الفيلم، كما اهتمت بشدة بآراء الفلسطينيين، فحاولت تسليط الضوء على زاوية ما. من زوايا عديدة عاشوها.
لقد أظهرت مشاعر الأمل والأمان خلال الأحداث. إحدى الرسائل التي أسعدتني أكثر هي طلب مجموعة كبيرة من الفلسطينيين رؤية العمل.
لماذا اخترت القضية الفلسطينية عنوانا لتجربتك الأولى كمخرج؟
– القضية الفلسطينية تعود إلى عقود مضت، واختياري لم يكن عفويا. لقد أثار هذا الموضوع قلقي لفترة طويلة وتمنيت أن أقدم فيلماً مليئاً بالمشاعر الصادقة والحقيقية. يغطي كافة تفاصيل القضية الفلسطينية، وهو ليس عملاً توثيقياً عما يحدث في فلسطين وغزة، بل هو عمل يسلط الضوء على مشاعر وأحاسيس شخصيات عاشت الألم وتأثرت به وبه. التفاصيل، ويسعدني أن أشارك تلك التجربة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية. إنه لشرف عظيم بالنسبة لي.
ما هي الرسالة الأساسية للفيلم التي أردت تقديمها للجمهور؟
– أعط الأمل لأي شخص يشاهد الفيلم. وهذا هو الهدف الأساسي من تقديم هذا العمل، لأن الوثائقي والوثائقي لهما خصوصية لا يمكن فصلهما عنها. وصلتني العديد من الرسائل من الجمهور في الدول العربية، ومن بينها. أكثر الرسائل التي أسعدتني هي أن هناك مجموعة كبيرة من الفلسطينيين يريدون مشاهدة الفيلم وقد سألوني.
هل هدف الفيلم تحقيق مكاسب مالية بعد طرحه في دور العرض؟
– لم أفكر مطلقا في هذا الأمر، حيث لم يكن هدفي تحقيق أي فائدة تجارية، لأنني كنت متحفزا لتقديم تجربة فنية مليئة بالأحاسيس والأحاسيس، خاصة أنني تأثرت بشدة بما يحدث حاليا مع أهل غزة، ويعكس الفيلم واقع القضية الفلسطينية من خلال قصة حقيقية لعائلة عاشت ظروف الحرب. وهذا أثر فيّ وأردت أن أنقله بصراحة إلى الشاشة.
هل فكرت في تصوير مشاهد الحرب؟
خطرت لي أفكار صعبة للغاية وأردت تصويرها خلال أحداث الفيلم، لكن كان من الصعب تنفيذها، لأنها تتعلق بغزة والمعبر، وكان من المستحيل أن تحدث في ظلها. الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، لذلك كان هذا بالتأكيد قيدًا للإبداع، لكني حاولت تقديم الفيلم بشكل أكثر تفصيلاً. كما أن من الصعوبات التي واجهتني هي تقديم الفيلم بالصورة المناسبة. عائلة عادية تأثرت بظروف الحرب، ولم أتعامل مع فنانين محترفين.
حرصت طوال الفيلم على تقديم عصور مختلفة مرت بظروف الحرب. ما هو السبب وراء هذا؟
هدفي من تمثيل الأعمار المختلفة في العمل هو نقل مشاعر الحرب والخوف بطريقة مختلفة. وكانت الفتاة حزينة على كتبها المدرسية التي كانت الأسرة تستخدمها لإشعال النار كبديل للحطب. من المشاعر التي تعيشها الطالبة الجامعية التي تفكر بشكل مختلف عن الأم التي تفكر في أطفالها، لدرجة أنها تنسى نفسها، فكل شخص لديه مشاعر منفصلة، وهذا صورة مصغرة لما عاشه الشعب الفلسطيني بشكل عام . على مدى سنوات عديدة، واكتشفت ذلك عندما اقتربت منهم.
الفيلم يحتوي على العديد من المشاهد الصعبة. ما هو كواليس الفيلم الذي يصاب فيه أحد أبطال الفيلم بالذعر بعد سماعه صوت طائرة فوق منزله في مصر؟
– كان للمشهد معنى عميق ومهم وهو الشعور بالأمان. هذه التفاصيل الصغيرة أهم من عرض مشاهد الانفجارات والحروب، لأن بيئة الحرب خلقت لديهم حالة من القلق جعلتهم يشعرون بوجودها دائما. لطائرة تقصفهم في أي لحظة، وتسقط قنبلة تنهي حياتهم في أي لحظة، وهو مشهد صعب، وفكرة شعورهم بأن هذه طائرة عادية تحمل الركاب لها معاني كثيرة. ، ومعناه الأول هو شعور الإنسان بالأمان، بعد شعوره الدائم بالخوف من الموت في أي لحظة.
شاهدت أفلامًا وثائقية وأعمالًا لمخرجين كبار قبل أن أبدأ العمل.
تقديم الفيلم الوثائقي يتطلب معايير خاصة. هل كان الأمر صعبًا بالنسبة لك؟
– كنت أدرك تماماً أنني عند تقديم فيلم وثائقي سأسلك طريقاً صعباً، خاصة أن هذا النوع من الأفلام له فئة محددة من الجمهور، وكل الفئات الأخرى لا يهم، لذا قبل البدء بالتجربة تأكدت من رؤية فئة معينة من الأفلام. الكثير من الأفلام الوثائقية وقرأت الكتب. هناك العديد من المخرجين في هذا المجال، حتى يخرج العمل بهذا الشكل، لأنني كما ذكرت أعتمدته بشكل أساسي على المشاعر والأحاسيس.
هل تثق في ترك مجال للارتجال؟
– بالتأكيد هناك عبارات جاءت من الممثلين بمشاعرهم وأحاسيسهم. لم أجبرهم على قول عبارات محددة، بل كنت أترك العبارات تخرج منهم. أردت دائمًا أن يشعروا بالحب والثقة. والراحة أثناء التصوير، لدرجة أنهم كانوا يروون تفاصيل حقيقية عاشوها، لذلك تركت مجالًا كبيرًا للارتجال، ثم اخترت ما هو مناسب لإدراجه في الفيلم. لقد صورت 10 ساعات وكنت راضيا. ساعة و20 دقيقة فقط. كان ذلك مهمًا بالنسبة لي. أشاهد كيف تتفاعل الأعمار المختلفة مع أحداث الفيلم.
هل من الممكن أن تطرح «دورا» تجربتها كمخرجة من جديد؟
– لم أحسم أمري في هذا الموضوع، لكن من الممكن أن أكرر تلك التجربة مرة أخرى، لأنني أحببت تلك المهنة، لأنها تنطوي على تحدي مختلف، ووجدت تفاصيل مثيرة للاهتمام لم يخوضها الفنان. تأثرت بالعديد من المخرجين العالميين أثناء عملي في هذا الفيلم، وقد أفكر في دراسة الإخراج مستقبلاً لتطوير موهبتي.
ما خططك لعرض الفيلم بعد نجاحه مع الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي؟
– سيتم عرض فيلم “أين نهضنا” ضمن فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي، وستكون هناك خطة لعرضه في أكثر من دولة عربية دون الاقتصار على المهرجانات فقط، لأن جمهور المهرجانات لديه خصوصية محددة، وهم مجموعة محددة، وأريد مجموعة كبيرة أن يشاهدوا الفيلم من الجمهور، لذلك أتمنى عرضه على منصة حتى يكون متاحا للجميع.
علوش يبكي قليلا
حصلت على ردود أفعال إيجابية ولم أتوقع كل هذا الحب، ولا أريد أن أنسى أحداً، لكن الجميع كان ينتظر على قدم وساق لمشاهدة الفيلم، ووصلتني رسائل إيجابية عن الفيلم، ولا أستطيع ننسى رد الفعل. من كندة علوش التي عانقتني بشدة بعد مشاهدة الفيلم. ودخلنا في نوبة بكاء شديد بسبب ما حدث، كما وجدت دعما كبيرا من الفنانتين هالة صدقي وسوسن بدر، وإشادة كبيرة من المنتج غابي خوري. وهذا بالنسبة لي. وهو تقدير مرتفع، نظراً لقيمته الكبيرة في صناعة السينما.
التعليقات