وفي إحدى زوايا معرض الحرف التراثية لمعرض “أيدي مصر”، يقف عم ربيع بكري محمد (65 عاما) مع زوجته، يعرضان مصنوعات فريدة صنعها بأطراف أصابعه من بقايا سعف نخيل “العرجون”. . التي حولت السلال من النفايات البسيطة إلى روائع فنية متقنة، ومن الأطباق إلى الصواني إلى المعلقات، كل قطعة تنقل قصة الإبداع المستمر في تحويل المواد المهملة إلى منتجات عملية وجمالية يمكنها تزيين أي منزل.
محتويات المقال
بداية عام ربيع مع العرجون
«بدأت هذه التجارة بعد سن التقاعد، منذ خمس سنوات فقط»، يقول العم ربيع، الذي انتقل من «فرشوط» بمحافظة قنا إلى محافظة الوادي الجديد. “خطرت لي فكرة إعادة تدوير العرجون ورأيتها. لقد كانت فرصة لتحويل شيء لا قيمة له إلى شيء مفيد وجميل. لكن تجاربي السابقة جعلتني أتقن هذه الوظيفة بسرعة. وكان هذا التحدي بمثابة شغف، حيث بدأ عم ربيع وزوجته في تكريس وقتهما لصنع قطع فنية لتزيين المنازل. وتمكنوا من ترك علامة واضحة على المواد المتاحة. هم.
رئيس الوزراء يشيد بمنتجات عم ربيع
عندما افتتح الدكتور مصطفى مدبولي معرض “أيدي مصر”، كان عم ربيع وزوجته جزءًا من هذا الحدث الكبير. “سعادتي لا توصف عندما أشاد رئيس الوزراء بعملي. شعرت وكأنني أنجزت شيئًا يستحق التقدير. وتكشف كلمات عم ربيع عن اعتزازه بهذه المهنة التي لا تقتصر على الفنون الحرفية فحسب، بل تحمل في طياتها تاريخ الحفاظ على التراث وتجديده.
العم ربيع: هذه الوظيفة أصبحت حياتي.
ويضيف العم ربيع: “هذه الحرفة أصبحت جزءاً من حياتي الآن، ولكن الأهم بالنسبة لي هو تقديم سر الحرفة للأجيال القادمة. أريدكم أن تحافظوا على هذه المهنة وهذا التراث، لأنني. “نحن نعتقد أنه جزء من هويتنا.” وعلى الرغم من التحديات، فإن العمل اليدوي الذي يقوم به عم ربيع وزوجته مستمر في النمو، مع تزايد تقدير المجتمع المحلي لهما. مما يؤدي بالدولة إلى الاستفادة من النفايات.
ويبقى العم ربيع مثالاً حياً للإبداع والتمسك بالتراث وكيفية تحويل التحديات إلى فرص بل وأداة لتعليم الآخرين أهمية إعادة التدوير في حياتنا اليومية.
فتاة الوادي الجديد تحول الرمال إلى لوحات فنية تحكي قصة التراث
ومن بين ألوان الرمال الطبيعية، برزت ملاك مصطفى صابر، طالبة الصف الثالث الثانوي، بتحويل حبات الرمل، هذا المكون البسيط، إلى لوحات فنية تعبر عن تراث الواحة.
من المعرض المدرسي
بدأ شغف ملك بالرسم بالرمل في معرض فني نظمته مدرسته. وكانت في ذلك الوقت مجرد طفلة تستكشف طريق الإبداع، لكن عندما حصلت على دورة تدريبية في التشكيل بالرمل، أصبحت الهواية شغفاً حقيقياً. مما دفعها إلى التخصص في هذا الفن النادر.
الجمال مستمد من أعماق الصحراء
يروي ملاك لـ«الوطن» قصته وأنه يجمع الرمال من بيئتها الطبيعية في صحراء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، حيث تختلف ألوان الرمال، من الأحمر والأبيض والأسود وألوانها المتعددة، تشكيل صور متناغمة. حتى أنه يطلب من أصدقائه أن يحضروا له رملًا ملونًا مختلفًا إذا وجدوه أثناء رحلاته.
باستخدام مواد بسيطة، يبدأ ملاك أعماله الفنية بالغراء ويضع عدة طبقات من الرمل الملون. تقول: “أبدأ بالرسم بقلم الرصاص، ثم أضيف طبقة تلو الأخرى من الرمل الملون. “أحب التعبير عن تراث الواحة ليكون حاضراً في لوحاتي.”
حلم يتسع مع كل لوحة.
منذ 5 سنوات، تبدع ملك في هذا الفن، لكن مشاركتها في المعرض الحرفي خلال زيارة رئيس الوزراء كانت لحظة فارقة “شعرت بالفخر والخوف”، خاصة أنها أرادت أن تكون عارضة أزياء مشرفة تعكس الجمال. لتراث الواحات في هذا المعرض الذي حضره كبار رجال الدولة.
تقول ملاك: “كنت سعيدة جدًا بوجودي في المعرض. هذه السعادة شعر بها كل من كان بجانبي. آمل أن تكون هذه المشاركة بداية جيدة بالنسبة لي. أحلم بمواصلة التعبير عن تراث الواحات. والمشاركة في المزيد من المعارض المهمة في مصر والعالم.
ملك ليست فنانة فحسب، بل حارسة لتراث الواحة. بلمساته الإبداعية يروي حكايات الصحراء ويحول الرمال إلى رسائل تنقل عبق الواحات وأصالةها.
التعليقات