بينما تمارس جماعة طالبان، القمع والاضطهاد ضد النساء والفتيات داخل أفغانستان، فازت امرأة معارضة وفتاة شابة من أفغانستان، بجوائز دولية مرموقة.
وقد فازت السيدة جوليا بارسي، السجينة السابقة لدى طالبان ورئيسة “الحركة العفوية للنساء المعارضات في أفغانستان” بجائزة مارتن إينالز للمدافعين عن حقوق الانسان.
وأعلنت مؤسسة مارتن إينالز، أن السيدة جوليا بارسي فازت مع منوجهر خالق نظرأوف، ناشط حقوق الانسان من طاجيكستان، بجائزة مارتن إينالز لعام 2024.
وقالت مؤسسة “مارتن أينالز” أن لجنة التحكيم المكونة من عشر منظمات دولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، قد اختارت هذين الاثنين كفائزين بجائزة “مارتن إينالز” لهذا العام.
كما حازت الفتاة الأفغانية المراهقة نيلا إبراهيمي البالغة من العمر 17 عاما، والتي هاجرت إلى كندا بعد إعادة طالبان سيطرتها على أفغانستان عام 2021، على جائزة السلام الدولية للأطفال عن مؤسسة “حقوق الأطفال” الدولية.
ومُنحت هذه الجائزة لليافعة الأفغانية نيلا إبراهيمي في الذكرى السنوية الـ 20 لتأسيس مؤسسة حقوق الأطفال، بالعاصمة الهولندية أمستردام.
من هي جوليا بارسي؟
جوليا بارسي هي امرأة أفغانية شابة شاركت مع سائر النساء الأفغانيات بعد تسلم طالبان السلطة في أفغانستان في آب 2021، في العديد من التجمعات للاحتجاج على طالبان.
وأطلقت هؤلاء النساء في تجمعاتهن الاحتجاجية شعار “الخبز والعمل والحرية” احتجاجا على سياسات طالبان المناهضة للمرأة وطالبن بحق العمل والتعليم للمرأة.
وشكلت السيدة بارسي مع عدد آخر من النساء الأفغانيات المعارضات “حركة النساء الأفغانيات المعارضات” لمواصلة احتجاجاتهن على طالبان.
وألقت قوات طالبان القبض عليها في 26 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي مع ابنها في كابل، وأخلي سبيلها بعد نحو ثلاثة أشهر في 17 كانون الأول/ديسمبر.
وكانت جوليا بارسي تعمل مدرّسة في مدينة كابل، قبل سيطرة جماعة طالبان على أفغانستان، لكن وبعد حكم هذه الجماعة، فُصلت من العمل، وحُرمت الفتيات من الدراسة.
إن حرمانها من العمل لكونها امرأة وحرمان فتياتها من التعليم والدراسة، أدى إلى أن تنزل مع باقي النساء إلى الشوارع لإطلاق صرخات الاحتجاج ضد طالبان.
من هي نيلا إبراهيمي؟
أما نيلا إبراهيمي اليافعة الأفغانية البالغة من العمر 17 ربيعا، فقد حازت على جائزة السلام الدولية للأطفال بسبب دفاعها عن تعليم الفتيات وتحولها إلى مصدر استلهام لفتيات أفغانستان.
وعندما عادت طالبان إلى أفغانستان، كانت نيلا، تلميذة في مدرسة “معرفت” غربي كابل، واضطرت للهروب مع عائلتها إلى باكستان ومن هناك إلى كندا.
وخلال هذه السنين، بذلت من خلال إلقاء كلمات في مؤتمرات دولية، جهدا في الذود عن حقوق الفتيات الأفغانيات ومنحهن الأمل والدافع.
وقالت نيلا بعد تسلمها جائزة السلام الدولية للأطفال: “إن الفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال يعني أن صوت النساء والفتيات الأفغان سيتردد في جميع أنحاء العالم. يجب أن نمحنهن الأمل والقوة، في أحلك الأوقات والظروف.”
واختيرت نيلا إبراهيمي لهذه الجائزة الدولية خلال “منافسة لصيقة” مع 165 فتاة من 47 دولة.
وقال مؤسس مؤسسة حقوق الأطفال مارك دولارت: “تواجه النساء والفتيات في أرجاء أفغانستان حاليا، تعسفا لا يُطاق. إن منع الفتيات من الدراسة ما بعد الابتدائية، يؤدي إلى حرمان مثير للاستغراب لـ 2.5 مليون فتاة في أفغانستان من الذهاب إلى المدرسة. إن العمل الملهم لـ نيلا لإطلاق صوت يُسمع في أرجاء العالم، جعلها الفائز الحقيقي الجدير بالدورة الـ 20 للجائزة الدولية للسلام لهذا العام.”
وقالت مؤسسة حقوق الأطفال في بيان أن هذه الفتاة الأفغانية وعلى خلفية قيادتها لحركة احتجاجية موسيقية في البلاد وكذلك تحولها إلى مصدر إلهام لسائر الفتيات الأفغان للمطالبة بحقوقهن والنضال ضد الظلم، قد كُرمت بسبب خطاباتها العامة وأنشطتها الدولية.
وأضافت: “إن الجهود الشجاعة لهذه الشابة الرائدة للذود عن حقوق الفتيات في أفغانستان، حوّلها إلى مصدر إلهام حقيقي، ويرسل رسالة أمل لباقي الشبان في أقاصي العالم.”
وتعد هذه الجائزة من أكثر الجوائز الدولية اعتبارا، والتي تُمنح للناشطين في مجال التعليم وحقوق الأطفال.
وقبلها، فازت ملالي يوسف زي ناشطة حقوق الانسان من باكستان وغرتا تونبرغ الناشطة البيئة من السويد، بهذه الجائزة الدولية.
التعليقات