هناك أسباب عديدة للكبت والنفي وحتى التوافق مع هذا الواقع، بعضها شرعي وموضوعي. هذا بخلاف الوجه البشع وأحادي البعد الذي يظهر في مرآة شوهاء لليسار المتطرف في العالم (وبعضه في البلاد أيضاً). لكن تعقيد الحقيقة لا يغير النتيجة التي لا يمكن الاختباء منها: إسرائيل في طريق مؤكد لتحويل كارثتها الكبرى إلى كارثة من نوع آخر – أخلاقية، سياسية واقتصادية. الحقائق على الأرض التي يثبتها الجيش الإسرائيلي شمالي القطاع (من خلال شق الطرق، وبناء البنى التحتية وطرد السكان)، غياب أفق لإنهاء الحرب والغموض السلطوي لمستقبل القطاع تشتم كاحتلال وليس من النوع المؤقت. إن تعاظم الخطاب لدى اليمين عن إقامة مستوطنات، دون أي توضيح من جانب رئيس الوزراء حول ذلك، إنما يعمق الاشتباه بأن إسرائيل أقرب لتحقيق إحلال سموتريتش من إنهاء كابوس عيناب تسنغاوكر.
وحتى البابا(بالإجمال الشخصية الأهم على وجه الأرض بالنسبة لطائفة صغيرة من 1.4 مليار نسمة) يدعو إلى فحص ما إذا كانت إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في غزة، فإن شاشة الجهل الإسرائيلي التي تشبه ما يحصل في روسيا، ناقص إخفاء معارضي النظام، أصبحت أكثر سمكاً وغلاظة: بدون الصور التي تنتشر كالنار في الشبكات الإعلامية الأكبر، وبدون رقابة جدية على سلوك الجيش، وبدون محاسبة الأفعال التي تطرد إسرائيل من أسرة الشعوب، مع ترقب أن يدور ترامب حاملاً عصا كبيرة ويسمح لنا بكل شيء. وسواء يحصل هذا أم لا، ستأتي اللحظة التي يضطر فيها جمهور وطني وصهيوني (نعم، صهيوني) ليصرخ “ليس باسمنا”. هي لحظة تقترب بخطوات كبرى. لا أحد يحق له أن يقول “لم أعرف”.
عيناب شيف
القدس العربی
يديعوت أحرونوت 18/11/2024
التعليقات