نركز في هذا التقرير على أحدث وآخرالتطورات السياسية والتي تصدرت الصحف العربية في عددها لهذا اليوم، من بينها ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط، تحت عنوان “غزة بين الواقع المحزن والمستقبل المجهول”، بقلم الكاتب اللبناني “أحمد محمود عجاج”، حيث أشارفيه إلى وجود رؤيتين إتجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
بداية شرح أحمد عجاج، الرؤية العربية والتي أضحت معروفة وحولها إجماع دولي، حيث تتمثل بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية وبضمانات تهدئ من مخاوف إسرائيل، وعلى أن تبدأ المفاوضات فورا بعد وقف إطلاق الناربين الفلسطينيين والإسرائيليين، برعاية عربية وأمريكية والأفضل دولية إذا قبلت إسرائيل بمشاركة من هذا النوع.
أما الرؤية الإسرائيلية فيصفها أحمد عجاج بالرمادية، وفي ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، فنتنياهوخلاف ما يشاع عن خوفه من المحاكمة يرى أن التاريخ في صفه وأن دولة إسرائيل التي يخطط لها ستخرج للعلن عن يديه وأن آخرهمه المحاكمة بعد تحول إلى بطل أسطوري في حربه التدميرية ضد حركة حماس وحزب الله في لبنان.
أيضا تصدرعنوان “تهديدات ترمب يجب أن تدفع بريطانيا نحو الاتحاد الأوروبي” للمعلق السياسي “جون رينتول” صحيفة إندبندنت العربية، حيث تناول فيه اعتقاد دونالد ترمب ومستشاريه بالتساوي بين الديمقراطية الاجتماعية الأوروبية والاشتراكية، وإعتقادهم بابتعاد بريطانيا عنها. مضيفا بالقول، إن ادعاء ستيفن مور “أحد مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب” بأن الإدارة الأميركية المقبلة – التي عبر عنها بكلمة “نحن” – ستكون أقل اهتماما بالتوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع المملكة المتحدة بسبب تحولها المتزايد نحو النموذج الأوروبي، هو كلام مهين وخاطئ من الناحية الاقتصادية.
مع ذلك يعتبرجون رينتول، أن من غيرالمقبول على الإطلاق طرح فرض رسوم جمركية على بريطانيا، لمجرد اتخاذها قرارات سياسية لا تروق لأتباع ترمب، كما يبدولرينتول، أن التوصل إلى اتفاق بين لندن وواشنطن أصبح أكثر بعدا من أي وقت مضى، على رغم أن تحقيقه كان دائما أمرا غير مرجح نظرا إلى العقبات التي تعترضه داخل الكونغرس الأميركي. إلا أن ما يهم في هذه المرحلة بصورة حاسمة، هو منع فرض رسوم جمركية شاملة، وهو ما سيكون كارثيا بالنسبة إلى كل من المملكة المتحدة وستارمر.
ويتنبأ المحلل السياسي، بأن رئيس الوزراء البريطاني سيسعى إلى الموازنة في المصالح بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتعزيز علاقات مع كل من واشنطن وبروكسل في آن واحد.
ونشرالكاتب “محمد عايش” مقاله بعنوان “إسرائيل في أزمة” في صحيفة القدس العربي، علق فيه بالقول، بينما ينخرط الكثيرون منذ شهور في الجدل الداخلي الفلسطيني، فإن المشهد الغائب عنهم هو، أن ثمة أزمة مماثلة يعيشها الإسرائيليون، وربما تكون الأزمة الإسرائيلية أكثر عمقا وأشد بأسا، وهذا أصلا ما يفسر اندفاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مزيد من المجازروتمسكه باستمرار الحرب، لأنه يعلم على المستوى الشخصي، أن حياته السياسية ستنتهي في اليوم التالي لوقف الحرب، ولذلك يحرص نتنياهو على إطالة أمدها من أجل إطالة بقائه في الحكم وفي الحياة السياسية الإسرائيلية
وتابع محمد عايش، أن هذه الحرب الدموية خلقت أزمة عميقة وغير مسبوقة داخل المجتمع الإسرائيلي وداخل المستوى السياسي في تل أبيب، وهذه الأزمة لا تقل عن تلك التي يعيشها الفلسطينيون، كما أن مآلات هذه الأزمة الداخلية لا تزال غير معروفة ولا ملموس، حتى الآن لكنها بكل تأكيد ستؤدي إلى إحداث تغيير كبير في منظومة الاحتلال وكيفية تعاطيه مع المنطقة، وستؤدي إلى تحول كبير في الموقف العالمي من إسرائيل.
فيما نشرت صحيفة العرب، مقال للكاتب الفلسطيني “فتحي أحمد” بعنوان “تنوع أسلحة إسرائيل القتالية وأهمها سلاح الجوع”، أرجع فيه إلى عام 2018والتي تم فيه حظراستخدام التجويع كسلاح حرب من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في القرار رقم 2417. حيث يدين هذا القرار بشدة تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب التي يحظرها القانون الإنساني الدولي. كما يدين القرار أيضا الرفض غير القانوني لوصول المساعدات الإنسانية والعرقلة المتعمدة لإيصال المساعدات. فسلاح الجوع ليس سلاحا نوويا ولا ذكيا، وليس اختراع اليوم، بل هو أقدم سلاح في الكون، يعود إليه المقاتلون بهدف إضعاف الخصم، ليسهل تحطيم إرادته وتسهيل إبادته.
وفيما يخص تهديد قطر بترحيل قيادة حماس عن أراضيها، يؤكد فتحي أحمد أنه لم يأت من فراغ، فلقد أدرك القطريون خطورة المرحلة القادمة، كما أدرك الإيرانيون كذلك. وأن السنوات العجاف الأربع القادمة سنوات إسرائيلية، ستحقق إسرائيل انتصارها على حماس وحزب الله ليس بالقضاء المطلق على الفصائل المسلحة، ولكن من خلال احتلال أجزاء كبيرة من القطاع وتطبيق قرار 1701 بشأن حزب الله. ولا يستبعد خلال هذه الفترة تنصل طهران من أذرعها في المنطقة.
ويفسرفتحي احمد، أن ما يحدث يشرح بشكل جلي ما يريده نتنياهو من استخدام سلاح الجوع وهوالقضاء على حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، ولفظ القاعدة الشعبية لحماس وتجريدها من الدعم والمناصرة التي كانت حماس تحظى بها قبل السابع من أكتوبر، والتأسيس للمرحلة التالية بعد الحرب. معتبرا أن الخطورة المتمثلة هنا تكمن في الهجرة الطوعية بعد انعدام كل مقومات الحياة في غزة.
وتحت عنوان “مخطط ضم الضفة الغربية” تناول الصحفي “نبيل سالم” في صحيفة الخليج، ما أعلن مؤخرا عن نية بنيامين نتنياهو طرح قضية ضم الضفة الغربية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والحديث عن دعم محتمل لهذه الخطوة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أمر يبدو في غاية الخطورة، وذلك بسبب ما تعنيه هذه الخطوة للمنطقة بأسرها، وتأثيراتها على مسارالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ناهيك عن أنها تشكل مخالفة كبيرة للقانون الدولي في التعامل مع الأراضي المحتلة.
ولفهم الخطورة التي يمثلها ضم الضفة الغربية، يرى نبيل سالم أنه لابد لنا أولا من فهم المعاني السياسية والقانونية للضم، وما سيتركه من أثر على على المسار السياسي للقضية الفلسطينية برمتها.
ويؤكد نبيل سالم، أن فرض القانون الإسرائيلي على مستوطني الضفة يعني خضوعهم للقوانين المدنية الإسرائيلية، وهذا مخالف للقوانين الدولية كون المستوطنات تقع في أرض محتلة، كما أن الضم سيضع الشعب الفلسطيني في مواجهة خيارات قاسية، حيث سيسقط ضم الضفة كل الفرص المأمولة لحل الدولتين، وبالتالي ينهي تماما أي حل سلمي للصراع، لا سيما في حال مساندة الإدارة الأمريكية الجديدة للسياسة العدوانية التوسعية، وهو أمرعبر عنه ترامب حتى قبل نجاحه في الانتخابات الأخيرة عندما دعا صراحة إلى توسيع حدود إسرائيل، الأمر الذي يحمل في طياته خطرا كبيرا، ويتجاوز فكرة استمالة أصوات اليهود الأمريكيين واللوبي الصهيوني.
النهایة
التعليقات