كشف الصحفي جمال الكشكي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أن فلسفة الحوار الوطني تقوم على توفير المساحات المشتركة، لترسيخ مفهوم احترام آراء وآراء الآخرين. وتحدث في حديث لـ«الوطن» عن التقدم الذي تم إحرازه منذ إطلاق المرحلة الأولى. جلسات الحوار الوطني، مشيراً إلى أن قضية “حرب الشائعات” ستطرح على طاولة مجلس الأمناء، باعتبارها من أخطر الأسلحة المستخدمة للهجوم على مفهوم الدولة الوطنية. نص الحوار:
بداية، ما أهمية الحوار الوطني وما الفرق بينه وبين البرلمان؟
وجاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي في 26 إبريل 2023 لتؤكد أن الأمم الحية هي التي تأخذ زمام المبادرة وتستكشف مسارات المستقبل، وتقرأ البيانات الوطنية ببصيرة، وتدرك المتغيرات الدولية المتفشية. ثم يستبقون هذه المعطيات وتلك المتغيرات بخطوات فكرية واسعة، وأعتقد أن مبادرة الرئيس السيسي لفتح النوافذ والأبواب للحوار الوطني بين كافة شرائح المجتمع المصري جاءت في هذا الإطار الجامع، خاصة عندما رعاها حزب وطني بحت. جسم. أعلنت مؤسسة الأكاديمية الوطنية للتدريب، من منظور وطني، أنها ستسمح بحرية جميع الآراء دون تدخل، ودعت الجميع إلى الحوار دون تردد، في مختلف القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، للوصول إلى نقاط الاهتمام. اتفاق على كافة أطياف العمل السياسي في مصر.
في رأيك ما هي الفلسفة وراء المبادرة؟
– نحن أمام جمهورية جديدة، ذات معنى وبنية، عرفت كيف تتقاتل في مسرحين معاً، مسرح الحرب الشاملة ضد الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، ثم مسرح البناء العملاق والإعمار المتين غير المسبوق. في العصر الحديث، لتستأنف معه ما تركته أو أهملته قرناً كاملاً، لأسباب داخلية أو خارجية، أو نتيجة التقاعس الفكري، وتمزق الهويات المتنافرة في مركز النخب، ونحن لا نفعل ذلك. لا تفعل ذلك. حرمنا المنطق والتاريخ، ثم جاءت مصر ثم جاء التاريخ، وقد حفظ لنا هذا التاريخ الكثير من المواقف الرائدة للعقل المصري الموحد، خاصة في القرنين الأخيرين، وتكوين الدولة الحديثة، وربما التحديث وتحريرها من الجهل والفقر والمرض، وإيفاد البعثات إلى الخارج لتحديث مصر، من خلال مشروع نهضوي كبير، يؤكد اتجاه العقل المصري الاستباقي، وبالنسبة لنا مبادرتا الحرب والسلام، كمبادرتين مصريتين بحتتين. والتي فاجأت العالم أجمع، هي مثال ساطع على تلك العقلية الاستباقية، حيث جاءت دليلا على حيوية العقل المصري الشجاع على مر التاريخ.
وماذا عن التعاون بين الحوار الوطني ومجلس النواب؟
البرلمان مؤسسة تشريعية تحظى بالاحترام والتقدير الكاملين. وبموجب الدستور، يتمتع البرلمان بالسلطة الكاملة لسن القوانين وإلغائها. البرلمان هو الهيئة التي تمثل السلطة التشريعية في الدول الدستورية والحوار الوطني. وهي منصة تضم كافة أطياف المجتمع والقوى السياسية. وهي ليست هيئة تنفيذية ولا تنافس أي مؤسسة. بل يهتم بالمشاركة والتكامل من خلال التوصيات والنتائج التي يقدمها للرئيس السيسي. وهو بدوره يحيلهم إلى الحكومة إذا كانوا بحاجة إلى قرارات تنفيذية، أو إلى البرلمان إذا كانوا بحاجة إلى قرارات تشريعية. لذلك أستطيع القول إن دعوة الرئيس للحوار الوطني تمثل منعطفا مهما وتدشين مرحلة جديدة في المسار العام للحكومة. الدولة المصرية من أجل رفعة الأمة وتقدمها واستقرارها، وخطوة على طريق الإصلاح السياسي، مما يساعد على تحديد أولويات العمل الوطني، وتدشين جمهورية جديدة تقبل الجميع، ولا يجوز الاختلاف في الرأي. إفساد قضية الأمة
ما أبرز الإنجازات التي حققها الحوار الوطني منذ الإعلان عن المبادرة؟
ولعل أهم هذه الإنجازات هو أن الحوار منذ بدايته خلق حالة غير مسبوقة من تبادل الآراء واحترام الرأي الآخر، ورسخ مفهوم وثقافة الحوار لدى كل من يتابع الجلسات العامة التي تم بثها على الهواء مباشرة. . سيتأكدون أن الحوار فتح آفاقا وآفاقا لم تكن هي القاعدة من قبل، لم تكن هناك خطوط حمراء، وفي الوقت نفسه تحدث الجميع بحرية ومسؤولية، لم يمنع أحد من التحدث أو التعبير عن وجهة نظره. وهكذا انعكست هذه الروح التي تضمنها الحوار بشكل إيجابي على الشارع السياسي، وعلى الأحزاب والقوى السياسية، وعلى كافة شرائح المجتمع بما أنعش الحياة السياسية، ومد جسور الحوار، وخلق مساحات مشتركة. . للجميع وفق أولويات العمل الوطني.
من خلال تجربتك كعضو في مجلس الأمناء، كيف انتقل الحوار من العملية الإجرائية إلى مفهوم الحوار التفاعلي؟
– هذا سؤال مهم. إن حالة الحوار التي شهدتها مصر، من خلال أجندة الحوار الوطني، أكدت أننا أمام واقع حقيقي لفكرة مؤسسية جادة ومشروع سياسي وطني، يؤسس لبداية مسار جديد. انطلاقا من الإيمان بالدستور واحترام مؤسسات الدولة الوطنية، وأن الحوار ليس عملية إجرائية بل حوار تفاعلي هدفه تنفيذ نتائجه وفق القانون والدستور. وهذه الجلسات التي شهدناها تؤكد مساحات الرأي المشتركة والآراء الأخرى، من منظور وطني، وأريد أن أشير إلى التمثيل العمري الذي يشارك في جلسات الحوار، حيث أن غالبية المشاركين هم من فئة الشباب والوسطى. جيل. ويؤكد الشيوخ على تواصل الأجيال وحماس الجميع للمشاركة في بناء الجمهورية الجديدة وإقامة مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ورسم المتحدثون سيناريو لم تعرفه مصر من قبل من خلال تجاربهم السابقة. أنفسهم، حيث أعطوا الفرصة الكاملة للمتحدثين من اليمين إلى اليسار، مروراً بالمركز، حتى أن قيادة الحوار طلبت منهم تقديم مقترحات إضافية، بما يسهم في تحقيق أفضل النتائج لهذه المناقشات.
كيف ترى وضع الحوار الذي يتطور في مصر؟
– حالة الحوار بكل ما شهدناه من تفاصيل تقول إننا أمام أمة بحجم مصر لها قوة جوهرية تستمدها من مسيرتها الطويلة مما يؤكد وحدة المصريين لمواجهة الجديد أو الجديد. التحديات الناشئة، وإعادة بناء التلاحم الداخلي بين كافة القوى السياسية والشبابية، وإعادة بناء مصر، حتى تتمكن من التمتع بمكانتها الطبيعية الإقليمية والدولية، كما تستحق، بالإضافة إلى أن المبادرة تركت أثراً كبيراً على مصر. شارع الحكومة المصرية، ويمكن استثماره وبنائه في مختلف المجالات، خاصة أن مجلس الأمناء بكل تنوعاته السياسية، قرر منذ جلساته الأولى أن يبدأ مناقشاته على أساس ثلاثة محاور، هي السياسية، الاقتصادية والاقتصادية. والاجتماعي، وهذا التنوع يعطي هامشاً واسعاً للتجول بين أولوية العمل الوطني، ومن ثم فإن مكانة المواطن أولوية مهمة في المناقشات التي جرت في كافة جلسات الحوار الوطني منذ انطلاقته وحتى الآن. ولذلك فإن تضافر جهود كافة القوى السياسية، والمضي قدماً في تعميق مفهوم الحوار، هو رسالة عميقة تؤكد الحماس الجماعي لصياغة مستقبل يتوافق تماماً مع المصلحة العامة، ويؤسس للثقافة. والتي كانت قد اختفت قبل أن يطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة الحوار الوطني، في 26 أبريل 2022.
التعليقات