أبرزما تناولته الصحف العربية في عددها لهذا اليوم

 

يأخذنا هذا التقريرلجولة مؤجزة لأهم العناوين التي تصدرت الصحافة العربية في عددها لهذا اليوم، والبداية مع صحيفة الشرق الأوسط والتي تصدرها مقال لعبدالعزيزحمد العويشق “الأمين العام المساعد للشؤون السياسية وشؤون المفاوضات في مجلس التعاون الخليجي” بعنوان “ماذا يريد الخليج من العهد القادم للرئيس ترمب”، إختصرخلاله ما يريده  الخليج خلال العهد الثاني تحت ثلاثة عناوين: سياسي واقتصادي وثقافي. مشيرا أن شعارترمب إنهاء جميع الحروب مغرلأهل الخليج، كما هو توظيفه للمصالح الاقتصادية لتحقيق ذلك، كما أكد على الحاجة للتصدي للهجرة غيرالشرعية وللمارسات التجارية الضارة، رغم إختلاف الحلول. وفيما يتعلق بالحروب الثقافية المستعرة في أوروبا وأميركا يرى العويشق، أن الخليج يرغب في العمل مع الولايات المتحدة للتصدي للكراهية والتعصب ويتمنى أن يقود البيت الأبيض حملة المصالحة الثقافية والتفاهم المتبادل. حيث إن الحروب الثقافية قد أدت إلى ارتفاع وتيرة خطاب الكراهية وجرائمها في مناطق كثيرة. ومن الثمارالمقلقة لهذه الحروب احتداد مظاهرالعنصرية والعداء للأديان خاصة ظاهرة الإسلاموفوبيا.

ونشرت صحيفة إندبندنت العربية مقال للكاتبة “ماري ديجيفسكي” حمل عنوان “تعيين مات غايتس يضع العدالة الأميركية في قفص الاتهام”، تناولت فيه ترشيح ترامب لمات غايتس لمنصب المدعي العام والتي قد ترك حالة من الذهول حتى في أوساط بعض الموالين للرئيس المنتخب ترمب. 

معتبرتا أن المشكلة التي يثيرها تعيين غايتس تتجلى على عدة مستويات. وهي تتعلق أولا بشخصيته. فهو محام وعضو في مجلس النواب الأميركي عن ولاية فلوريدا، كما تعرض للتحقيق معه في مزاعم تتعلق في اتجاره بالفتيات الصغيرات لأغراض الجنس ــ وهي مزاعم نفاها غايتس وقد أسقطت لاحقا، فيما التحقيق الذي أجرته لجنة الالتزام الأخلاقي في مجلس النواب الأميركي لم تطو صفحته بعد.

وأضافت ديجيفسكي، ليس من المؤكد بعد ترشيح غايتس سيصادق عليه مجلس الشيوخ، كما هو مطلوب. فالغالبية التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس الشيوخ تقتصر فحسب على ثلاثة مقاعد، وذلك يعد هامشا ضئيلا، وقد أعرب عدد كاف منهم بالفعل عن شكوكهم، مما يجعل المصادقة على تعيينه لشغل المنصب أمرا غير مرجح، بل يمكن القول إنه ومن خلال مجرد حصوله على ترشيح الرئيس المنتخب فإن ذلك لا بد أن يكون بادرة شكر كافية بحد ذاتها.

وتصدر عنوان “هل يمكن الحديث اليوم عما بعد حرب غزة” للأكاديمي اللبناني “زياد ماجد” في صحيفة القدس العربي، علق فيه بالقول، يمكن الافتراض أن اليوم التالي في غزة، غير المقبل في أي حال بعد، يهدف وفق المنطق السياسي الإسرائيلي الذي يرجح أن تتبناه إدارة دونالد ترامب في واشنطن إلى الإعلان عن سماح بإدخال مساعدات وانطلاق إعادة بناء قد تستغرق حياة جيل ستصم آذانه بعد القذائف والصواريخ أصوات آليات رفع الأنقاض والحفر، بموازاة هجوم سياسي وميداني محموم في الضفة بذريعة القضاء على حماس وشركائها هناك، وبهدف توسيع المستوطنات والضمّ أو القضم.

وأكد زياد ماجد، أن الواجب هو التفكير بالأمروإعادة تعريف معاني الكفاح الفلسطيني وفهم ظروفه المتبدلة وابتكار وسائل جديدة لتأمين استمراريته أو بالأحرى لدعمه من الخارج، في الأوساط التي تسيّست اليوم على وقع الحرب ورفضها، أو تلك التي نما وعيها الحقوقي والسياسي خلال العام الماضي وهي تتابع المقتلة وتكتشف حجم المظالم المسلطة على الفلسطينيين. والواجب أيضا هو العمل في كل مكان للتركيز على رفض حصانة القتلة وعلى ضرورة المحاسبة ورفع الدعاوى على مجرمي الحرب الإسرائيليين حيث تتيح التشريعات المقاضاة الدولية، لربط المسارات القانونية والحقوقية باستحقاقات اليوم التالي.

ويقترح زياد ماجد أيضا التفكير بمرحلة انتقالية داخل قطاع غزة نفسه، توضع خلالها موازنات دولية لعمليات إعادة الإعمار، بدءا بالبنى التحتية ومحطات الطاقة والمياه والمستشفيات والمدارس والجامعات، مرورا بالمساكن وتأمين حقوق الغزاويين في تملكها أو استئجارها، وصولا إلى إعادة تأهيل المناطق الزراعية والصناعية. وهذا يعني الحاجة لإدارة مشتركة أممية-فلسطينية، تتطلب بدورها خريطة طريق فلسطينية للمصالحات وتوزيع الأدوار وإعادة تشكيل السلطة الوطنية، وبلورة سياسات مواجهة لخطط إسرائيل في الضفة، ودعاوى لطلب تعويضات نتيجة التدمير في غزة، وغير ذلك من مهام خطيرة لا تبدو السلطة الحالية قادرة على الخوض بها أو راغبة بالأمر.

أما صحيفة العرب، فتصدرها مقال الكاتب المصري “محمد أبوالفضل” بعنوان “إسرائيل وضعت تصوراتها لإجهاض حل الدولتين”، حيث تناول تغييرإسرائيل لكثير من تكتيكاتها في التعامل مع القضية الفلسطينية، وإجراءها تعديلات هيكلية في سياساتها القديمة، وذلك كي تربك السلطة الوطنية وتخلط أوراق الدول العربية المدافعة عن خيار الدولة الفلسطينية، وتقطع الطريق على تحويل الصوت الدولي المرتفع الداعم لها إلى ممارسات حقيقية، وتخلق أمرا واقعا معقدا لا يجعل هناك مجالا لنقل الحديث عن الدولة من مربع التصورات إلى الإجراءات.

ويشرح أبوالفضل، إن إسرائيل قد استنفدت جزءا كبيرا من أهدافها في ملف الانقسام الفلسطيني، والسجال بين فريقي السلام والمقاومة، وربما على وشك أن تنتهي هذه الثنائية، فتعمل على إيجاد ثنائيات وجدليات أخرى تتعلق بالإدارة المدنية لغزة ومن يشرف على الإعمار وإنكار دور السلطة الفلسطينية، وبالطبع انتهاء دور حماس، وكلها إشكاليات يستغرق حل شفراتها وقتا، يكون قطار الدولة قد ولى، وهو التحدي الذي على الدول العربية والمجتمع الدولي المعني بإنهاء الصراع في المنطقة الانتباه له، فاللعبة التي تمارسها إسرائيل ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وليس فقط القضاء على مشروع الدولة.

وتنبأ الكاتب “عبدالله السناوي” في مقاله “الحرب وما بعدها.. لبنان ومصيره” والتي نشرته صحيفة الخليج، أن لا وقف لإطلاق نار مرجحا خلال الشهرين المقبلين، بينما الحركة الدبلوماسية لن تتوقف حتى تستبين الحقائق في الميدان. 

وإعتبرالسناوي، أن معضلة نتنياهو في حال وقف القتال على جبهتي غزة ولبنان من دون أن يحقق أهدافه المعلنة هي أنه سوف ينظر إليه في إسرائيل على أنه فشل فشلا ذريعا. كما يدرك أنه لم يعد أمامه وقت طويل. بتعبيره: “إن وقف إطلاق النار في لبنان سوف يكون هدية مبكرة لترامب”.

وأكمل عبدالله السناوي قائلا، في مشهد واحد تتداخل إدارتان أمريكيتان، كل منهما تريد أن تحسب الفضل في وقف إطلاق النار بلبنان إليها وحدها
يحاول الرئيس بايدن، وهو يلملم ملفاته مغادرا البيت الأبيض والتاريخ معا، أن يخفف من وطأة هزيمته السياسية والأخلاقية بوقف إطلاق نار على الجبهة اللبنانية. فيما يحاول الرئيس ترامب، الذي يوشك أن يدخل البيت الأبيض مجددا، أن يثبت صدقيته فيما بذله من وعود بوقف الحرب في لبنان وغزة.

النهایة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *