زيارات ورسائل وبناء كنائس.. جهود البابا تواضروس لتعزيز الوحدة والمحبة المسيحية – تحقيقات وملفات

واصل البابا تواضروس الثاني، البطريرك الـ 118 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في عامه الخامس، جهوده لتوسيع دائرة العمل المسكوني وتعزيز العلاقات بين الكنائس المسيحية حول العالم. كان العام مليئا بالزيارات واللقاءات التاريخية مثل العام الماضي. وزار البابا 9 دول مختلفة حاملاً معه رسالة الوحدة والمحبة التي تتجاوز الخلافات الطائفية.

وكان البابا، الذي سبق أن زار الفاتيكان في مايو 2013 والتقى بالبابا فرنسيس الأول، استقبل البابا فرنسيس في القاهرة خلال هذا العام 2017 على رأس وفد كنسي كبير، ووقعا إعلانا مشتركا أبرز أواصر المحبة بين الشعبين. كنيستين، ثم ترأسا معًا صلاة مسكونية في الكنيسة البطرسية بحضور رؤساء الطوائف المسيحية في الكنيسة في مصر، ومن بينهم البطريرك المسكوني برثلماوس الأول القسطنطينية، مما يجعل هذه اللحظة علامة فارقة في تاريخ التعاون بين الكنائس.

وفي 23 مايو 2017، توجه البابا تواضروس إلى روسيا في زيارته الثانية، حيث حصل على جائزة “تعزيز الوحدة بين الأرثوذكس”، تقديرًا لجهوده في توطيد الروابط المسيحية الأرثوذكسية. وتسلم خلال الزيارة الوسام من بطريرك موسكو كيريل ثم التقى بالرئيس فلاديمير بوتين في لقاء دافئ.

وفي خطوة أخرى غير مسبوقة، زار البابا اليابان في أغسطس 2017 لوضع حجر الأساس لأول كنيسة قبطية هناك في كيوتو، تحمل اسم السيدة العذراء مريم ومرقس الرسول، لتعزيز انتشار الكنيسة القبطية في شرق آسيا.

لكن العام لم يكن خالياً من الألم؛ في يوم مأساوي، هاجم الإرهاب كنيسة مارجرجس بطنطا، وكنيسة مار مرقس بالإسكندرية، حيث كان البابا يصلي قداس أحد الشعانين، هربًا من الحادث المزدوج الذي أدى إلى استشهاد العشرات من الأقباط، كالصدمة حدث للطائفة القبطية. إلا أن البابا أراد أن يعرب عن تعازيه لأسر الشهداء. فزارهم وصلى من أجلهم. وفي بادرة وفاء لهؤلاء الشهداء، قرر المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس اعتبار الثامن من أمشير، الموافق 15 فبراير من كل عام، عيدًا لشهداء الأقباط في العصر الحديث، تخليدًا لذكرى تضحياتهم. أُنشئت دائرة للخدمات الاجتماعية في الأسقفية العامة لرعاية أسر الشهداء والمعترفين، وتحسين الدعم الروحي والمادي لهم، وفي إطار دعم الأسرة المسيحية.