كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن خصائص استراتيجية مصر في تطوير قطاع الرياضة وأبرز جهود الدولة في الاستثمار الرياضي، بالإضافة إلى أهم التطورات في قطاع الرياضة والاستثمار الرياضي في مصر.
تعزيز الصحة الجسدية والعقلية
وأشار المركز خلال التقرير إلى أن الرياضة عنصر أساسي في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. يساهم في تحسين الصحة الجسدية والنفسية، ويعتبر مصدراً للقيم الإنسانية كالانضباط والتعاون والروح الرياضية. مما يجعلها جزءا لا يتجزأ من حياة الناس والمجتمعات.
وأشار التقرير إلى أن الاستثمار في الرياضة أصبح ذا أهمية متزايدة محليا وعالميا. يوفر الاستثمار الرياضي فرصاً وإمكانات هائلة لتحقيق الأرباح والدخل، سواء من خلال الأندية الرياضية أو تنظيم الفعاليات أو تطوير التكنولوجيا الرياضية. مما يعزز النمو الاقتصادي للدول ويساهم في تحسين البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة.
تعتبر الرياضة والاستثمار فيها من العوامل الأساسية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين الصحة والرفاهية والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد والمجتمعات.
صناعة الرياضة
ويوضح التقرير أن مفهوم صناعة الرياضة شهد تطوراً في السنوات الأخيرة. في الماضي، كانت صناعة الرياضة تعتمد على تمويل المؤسسات التي تمارس الرياضة، كالمدارس والأندية، من قبل الحكومة أو الجمعيات الخيرية، دون أي هدف ربحي للأنشطة التي تمارسها. وكان الهدف هو تعزيز الصحة البدنية وتوفير الوسائل اللازمة للقيام بذلك. ترفيه.
وتابع: «في الوقت الحاضر أصبحت الأندية والمراكز الرياضية مربحة، من خلال العديد من المجالات، مثل: الطب الرياضي، وتصنيع المعدات، وإدارة وصيانة الملاعب والمنشآت الرياضية، وأدوات التسويق كالإعلان وغيرها».
على الرغم من أهمية صناعة الرياضة في اقتصاديات الدول، إلا أنه لا يوجد تعريف موحد لها، إلا أن هناك بعض الدراسات التي اعتمدت على وصف هذا النوع من الصناعة من خلال تقسيمها إلى قطاعات، مثل نموذج ميك الذي يعتمد على ثلاثة القطاعات. على النحو التالي:
-القطاع الأول: الترفيه الرياضي؛ وتشمل الفرق الرياضية المحترفة والهواة والأحداث الرياضية ووسائل الإعلام الرياضية والشركات المرتبطة بالسياحة الرياضية.
-القطاع الثاني: المنتجات والخدمات الرياضية. يشمل وحدات الإنتاج الرياضي المرتبطة بتصميم وتصنيع وتوزيع السلع الرياضية.
– القطاع الثالث: المنظمات الداعمة للرياضة. يشمل جميع المنظمات المهنية والهواة، مثل الدوريات والمنظمات التسويقية.
الاستثمار المؤثر في الرياضة
وبحسب التقرير الذي نشرته اليونسكو عام 2023 حول أثر الاستثمار في الرياضة والابتكار في تمويل الرياضة من أجل التنمية، تم التأكيد على أن تحسين الاستثمارات في الرياضة كان محور اهتمام مهم للمؤتمر الدولي السابع للوزراء وكبار مسؤولي التربية البدنية والرياضة. والتي تعتبر نقطة انطلاق للتوعية وتسهيل العمل؛ جعل الاستثمار في الرياضة حقيقة عالمية.
ويوضح التقرير أن هناك فرصاً هائلة لمزيد من التطوير، لكنها غير مستغلة بالكامل في الوقت الحالي.
وفيما يتعلق بالبانوراما العالمية لصناعة الرياضة ومجالات الاستثمار فيها، أشار التقرير إلى أن بعض الدراسات البحثية أظهرت أن كل دولار أمريكي يتم استثماره في المجال الرياضي يولد قيمة تتراوح بين 3 دولارات و124 دولاراً.
وأضاف أنه مع التطور السريع للاقتصاد الرياضي، من المتوقع أن تصل قيمة السوق الرياضية إلى نحو 651.01 مليار دولار أمريكي في عام 2028، مقارنة بـ 484.9 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.1%. ومع مزيد من التوقعات بأن يستمر السوق في النمو في عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.8%؛ وبلغ حجم السوق الرياضية 862.6 مليار دولار، مما يعطي مؤشراً قوياً على النمو السريع والمتزايد لهذه السوق، وبالتالي زيادة مساهمتها في اقتصادات الدول والناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويرجع ذلك إلى الارتباط الوثيق بين قطاع الرياضة والقطاعات الاقتصادية الأخرى، بما في ذلك التعليم والعقارات والسياحة وتحسين الصحة العامة والرفاهية.
وبحسب تقرير نشرته شركة ديلويت في مارس 2024، احتلت كرة القدم المرتبة الأولى بين الرياضات الأكثر جذبا للاستثمارات الرياضية وكانت أكبر مستحوذ على المعاملات التجارية والنقدية في قطاع صناعة الرياضة. لأنها نوع الرياضة التي تحتوي على الأصول الأكثر قابلية للاستثمار.
ومن إجمالي المعاملات المنفذة عالمياً في عام 2023، شكلت كرة القدم 52%، تليها كرة السلة بنسبة 8%، ثم الكريكيت وتنس المضرب ورياضات السيارات بنسبة 4% لكل منهما، ثم الهوكي على الجليد بنسبة 3%، ثم كرة القدم الأمريكية و كرة القدم. الجولف بنسبة 2% لكل منهما.
وفيما يتعلق بتوزيع المناطق حسب جنسية المستثمرين في المجال الرياضي العالمي، أظهر التقرير أن المستثمرين من منطقة أمريكا الشمالية هم المستثمرون الأكثر نشاطا في مجال الاستثمار الرياضي. وشكلوا ما نسبته 62% من إجمالي التعاملات في هذا المجال خلال عام 2023، يليهم المستثمرون من المنطقة الأوروبية بنسبة 20% ثم من منطقة الشرق الأوسط بنسبة 9%.
وفيما يتعلق بتوزيع الاستثمارات الرياضية حسب المناطق، شكلت منطقة أوروبا النسبة الأكبر من الاستثمارات الرياضية على مستوى العالم بنسبة 45%، تليها أمريكا الشمالية بنسبة 38%، ثم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 7%. .
ويضيف التقرير أن سوق الرياضة يشهد نموا سريعا. أظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة PWC في يوليو 2024 بين عينة من المديرين التنفيذيين الرياضيين العالميين أن سوق الرياضة سينمو بنسبة 7.3٪ على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مع تسجيل الرياضات النسائية نموًا مزدوج الرقم.
التعليقات