الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل    – كتاب الرأي

ومن الأحداث العجيبة التي تستحق منا التأمل والتأمل هو حضور خزان الوحي سيدنا جبريل عليه السلام في هيئة رجل غريب. وقد رآه الصحابة كما يرون ويسمعون. له أثناء الاستماع لبعضهم البعض.

وكانت أحداث هذا الحدث جذابة لجميع الحاضرين، ولفتت انتباههم إلى كل ما قيل. كان الشخص الحاضر رجلاً غريبًا كان الناس يأملون في مقابلته. كان ذا وجه جميل لا تبتعد عنه العيون. وكانت لها ريح لطيفة جعلت الناس يشعرون بالارتياح معها. وكانت ملابسه نظيفة ولا تظهر عليه آثار السفر مثل الغبار والعرق! ورغم أنه غريب مجهول، إلا أنه ليس من سكان المكان وليس ضيفاً على بعض أهله! إنها مسألة تجذب الحواس.

ثم سلم على أستاذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستأذنه في الاقتراب منه مراراً. وقد جاء ذلك في رواية الإمام النسائي التي جاء فيها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً بين ظهور أصحابه». [أى: بينَهم]فجاء الغريب ولم ندري أيهم هو حتى سأل، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. [أى: استأذناه] لنجعل له مكاناً حتى يتعرف عليه الغريب عندما يأتيه، فبنينا له خيمة من الطين. [أى: دَكَّةً يقعد عليها] كان جالساً عليه، ونحن جلوس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه، إذ جاء رجل من أحسن وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، كأنما ولم يمس ثيابه دنس حتى سلم على طرف البساط وقال: السلام عليك يا محمد. فرد عليه السلام وقال: أقترب يا محمد؟ قال: “اقترب”. وما زال يقول: هيا بنا؟ وكان يقول له مراراً: «اقترب» حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكل هذه الأمور تتضافر لتلفت انتباه الجالسين، حتى تعي قلوبهم كل ما سيقال. أليس هذا دليلاً للمعلمين والدعاة والآباء في كيفية تهيئة نفوس من يحبون؟ لتوجيه الكلمات والنصح، فتصير قلوبهم أوعية واعية للهداية الموجهة إليهم؟

ثم يبدأ الحوار الذي يروي لنا فيه أستاذنا عمر الفاروق رضي الله عنه كلام الرجل الغريب الذي مثل في صورته معلمنا جبريل عليه السلام. فيقول: يا محمد أخبرني عن الإسلام.

البدء بالسؤال عن الإسلام أمر متوقع من شخص غريب جاء ليتعرف على الدين. وهذا ليس غريباً ولا عجيباً، ولكن الغريب حقاً هو ما يقوله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يمكنه صلى الله عليه وسلم أن يقول: ؟ له، تلخيص الأمر؟ عن هذا الدين الذي هو رسالة الله تعالى إلى العالمين باختصار… لو أخبرت مجموعة كبيرة من العلماء الذين قضوا حياتهم في دراسة هذا الدين وتلخيصه بأكبر عدد ممكن من الكلمات. إنهم بحاجة إلى تكريس وقتهم لكتابة كتاب. ولتوضيح هذا الدين، كلما أعادوا النظر فيه زادوا فيه، وغيروه، وغيروه.

وها هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يلخص الإسلام في كلمات قليلة. ويقول صلى الله عليه وسلم: “”الإسلام يجب أن يشهد أن لا إله إلا الله”.” وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً».

صلى الله عليه وسلم، بدأ تعريفه للإسلام بقوله: “الإسلام يجب أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، عليه الصلاة والسلام”. “” كن معه “” إن الإسلام يبدأ بالشهادتين الكريمتين؛ الشهادة بوجود الله تعالى ووحدانيته، والشهادة بصدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعواه للنبوة والرسالة.

ولا بد من الاهتمام بخصوصية كلمة (أشهد) التي أشار إليها أهل العلم، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل بدلاً منها: (أعترف)، أو (أعترف). ، أو شيء آخر… بل قال: (أشهد) لتلك الكلمة التي يجب أن يقولها من أراد أن يدخل في هذا الدين، ويرددها المسلم في كل أذان وصلاة.

ويعرف العلماء الشهادة بأنها: “البيان الصادر عن علم حصل عن طريق شهادة الرؤية أو الرؤية. ولذلك يبدأ الإسلام من هذه النقطة، من نقطة إزالة أي حجاب يستر البصر والبصر، حتى يشهد الإنسان بلا أدنى غموض. عن توحيد الله تعالى وصدق رسالة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *