ما زال تفكير العقلية السياسية العربية بالنسبة للمرأة ثابتا من خلال رؤيته للمرأة بأنها كائن وديع بسبب ما تحويه بداخلها من مشاعر وعواطف وأحاسيس إنسانية ناعمة ورقيقة ووفقا لهذه الخصائص البيولوجية التي تتمكن منها لا تستطيع المرأة بكونها أنثى تحمل
هذا الكم الهائل من العواطف والمشاعر تحمل الأعباء الخاصة بمنصب الرئاسة كما أنه تم اقتصار تقلدها المناصب ذات الطابع الخدمي بالنسبة للمناصب الوزارية الأخرى مثل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة السياحة لذا لم نجد التاريخ العربي
السياسي قام بتسجيل أي حادثة بشأن بلوغ المرأة العربية هذا المنصب الهام بالنسبة للنظام السياسي العربي المعاصر فكان هذا المنصب من احتكار رجال السياسة والعسكر فقط ولكن بالنسبة للنظام السياسي الدولي المعاصر
نجد المرأة تقلدت العديد من المناصب السياسية بعيدا عن العالم العربي كما أنها وصلت إلى هذا المنصب وأثبتت قدرتها على تحمل مهامه ومسئولياته بكل جدارة مثل ميركل مستشارة ألمانيا الاتحادية التي فازت بهذا المنصب مرتين
وحققت بلدها في عهدها دورا عظيما ومؤثرا بشأن سياسات الاتحاد الأوروبي وهذا بدوره جعل بلدها من ضمن الدول الكبرى الخمس في مجلس الأمن وكذلك تولت مارجريت تاتشر في الماضي منصب رئيسة وزراء بريطانيا ففي فترة توليها هذا المنصب
خاضت بلدها حربا مع الأرجنتين سميت بـ حرب الفوكلاند ولقبت تلك المرأة بالمرأة الحديدية ولا ننسى الدور البارز أنديرا غاندي رئيسة الوزراء السابقة التي حكمت دولة الهند والتي كانت في عهدها من أكثر الدول الديمقراطية
ولكن لاقت مصرعها على يد أحد حراسها المتعصبين من السيخ وكانت أندرتيكر من الرموز السياسية الحيادية وتقلدت وقتها منصب رئيسة وزراء جزيرة سيلان سابقا كما أنها رافقت من رؤساء الدول الأخرى كلا من عبد الناصر وتيتو وسوكارنو بالنسبة لاتباع هذه
السياسة أثناء الأزمات الدولية وقامت مواقع التواصل الإجتماعي بتسليط الضوء في الفترة الحالية على رئيسة كرواتيا وعدم اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ويعتبر موقفها من المواقف السياسية الشجاعة الذي لم يسبق قيام أي رئيس دولة أخري بالإعلان عنه
والسؤال المهم هنا لماذا لم تعطي العقلية السياسية العربية فرصة للمرأة العربية بحصولها على هذا المنصب فيمكن أن تقوم بتحقيق العديد من الانتصارات في ذلك المجال السياسي كما فعلت سابقاتها في الدول الغربية
التعليقات