ببساطته وثقافته وروحه المميزة، ترك إسعاد يونس بصمة مميزة في ضمائر وعقول أجيال متعددة، حتى أصبح أحد أهم رموز الفن في مصر. تم اتباع نهج خاص يعتمد على الابتكار والاتساع. ولم يقتصر فيما قدمه على مجال واحد، من الإذاعة المصرية إلى التمثيل، ومن هناك إلى الكتابة والإنتاج، فهو موهبة فنية متكاملة، يستحق أن يكون “صاحب السعادة”، لما يرسمه من فرحة وابتسامة. . في وجوه الجمهور بمجرد سماع صوته المميز أو رؤية وجهه المبتسم على الشاشة.
بدأ “يونس” مشواره كمقدم برامج في إذاعة الشرق الأوسط، وقت العصر الذهبي للإذاعة، والتي كانت تضم آنذاك سناء منصور، وإيناس جوهر، وإمام عمر وآخرين، لترسيخ في أذهان الجمهور صوتا. التي أصبحت مولعة بها، حتى ظهرت على الشاشة لأول مرة كممثلة في سبعينيات القرن الماضي، وشاركت في العديد من الأفلام منها “أنا وبنتي والحب”، “صلاة من أجل”. المظلوم، «موعد مع سوسو»، «مرايا»، «انتهى الحب» و«أنا والملكة»، بالإضافة إلى لمساته الدرامية المميزة على الشاشة الصغيرة في العديد من المسلسلات منها: «أصل التاريخ». كذبة”، و”الدنيا عندما تتلف”، ورحلة إلى عالم مجنون.
ولاحقاً، انتشرت شهرته من المحيط إلى الخليج مع النجم الراحل سمير غانم في مسلسل “قصة ميزو” عام 1977، من تأليف الراحل لينين الرملي، والذي لعب فيه شخصية “صافيناز عبد الغني”. واستمر معاليه في تقديم الأعمال الفنية بين السينما والمسرح والمسرح حتى تفرغ للكتابة وكتب سيناريو فيلم “الأحمق” عام 1985، والذي لعب بطولته إلى جانب الفنان الراحل محمود عبد العزيز، وأخرجه. لعمر عبد العزيز، ليقدم بعد ذلك التجربة الأكثر تأثيرا في أجيال عديدة وهو مسلسل “بكيزة وزغلول” الذي شارك في كتابته وقدم خلاله شخصية “زغلول العشماوي” إلى جانب الفنانة الراحلة سهير. البابلي 1987.
ومع كل هذه النجاحات المتنوعة، لم يتوقف إبداع سعادته عن الابتكار والسعي إلى مراحل أخرى من النجاح، فخاض تجربة الإنتاج وأسس شركته عام 2000، لتكون من أهم كيانات الإنتاج الفني ولها طابع مختلف النهج الثقافي. ورؤية فنية تنقل رسائل مهمة في جميع الأعمال التي يقدمها للجمهور حول العالم.
وفي عام 2014، أطلقت يونس برنامجها الأشهر “صاحبة السعادة” الذي ذاع صيته في مصر والعالم العربي، وتميز بمحتواه المتنوع وشرائحه الشاملة غير التقليدية، ليرسم لها طريقًا جديدًا لتنجح في مسيرة فنية لا نهاية لها. حياة مهنية. مهنة مهنية.
ويبدو أن الرغبة والشغف في الوقوف أمام الكاميرا والخوض في تفاصيل شخصيات وحياة الآخرين هو متعة افتقدها، ولهذا قرر العودة إلى الشاشة الصغيرة مرة أخرى، ليقدم واحدة من أهم الأعمال الدرامية الاجتماعية تحت عنوان “تيتا زوزو”، على شاشة قناة “DMC”، والتي من خلالها يجتمع شمل الأسرة من جديد ويتجمعون حول شاشة التليفزيون لمتابعة حلقاته بشغف كبير. فهرس محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث الجمهور في الشارع، لقربه منهم وتعامله مع مشاكلهم الحقيقية على أرض الواقع.
ومرة أخرى يجمع العائلة حول شاشة التلفزيون بشخصية “اعتزاز”… ويطرح حلولاً لعلاج الأطفال بطريقة عصرية.
وقدم “يونس” خلال المسلسل شخصية “اعتزاز” التي عبرت عن رمز الاعتزاز بقيم ومبادئ الأسرة المصرية. وعلى مدى 30 حلقة، مدة كل منها 45 دقيقة، تمكن معاليه من التقاط الصور. لفت انتباه 3 أجيال من المشاهدين دفعة واحدة، أي الأجداد والآباء والأمهات والشباب وجيل المستقبل، واستعرض مشاكلهم بموضوعية حقيقية، بل وقدم حلولاً لكيفية التعامل مع الأطفال بطريقة عصرية.
سلط المسلسل الضوء على الصراع بين الأجيال وتناول التطور التقني والذكاء الاصطناعي.
ركز مسلسل “تيتا زوزو” على الصراع الذي لا نهاية له بين الأجيال، وتناول التطور التقني والذكاء الاصطناعي، وكيف يمكنهما التأثير دون قصد على معتقدات الشخص وقراراته الأساسية، وكيفية حماية النفس من الجوانب السلبية للتكنولوجيا، التي تنفر منه. “تيتا زوزو” من أحفاده وعائلته في فترة قصيرة بعد أن كانوا محور حياته، أكد على أهمية الروابط الأسرية والتواصل الأسري.
وقدمت الفنانة إسعاد يونس رسالة قوية وواضحة في نهاية حلقات المسلسل حول مدى خطورة هذا التطور التكنولوجي على البشرية، والذي يمكن أن يمثل تهديدا حقيقيا لحياتهم والأجيال القادمة. وشدد على أن الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تشكل تهديدا للإنسانية. كن سلاحًا فتاكًا، وتحول من صديق إلى عدو.
التعليقات