يطرح الكثير من المواطنين الأفغان اليوم، هذا التساؤل: أي رئيس أمريكي، هو الأفضل بالنسبة لمصالح أفغانستان فيما أعلن الجمهوري دونالد ترامب أنه فاز بالبيت الأبيض ليصبح الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية.
وتسبب الوجود الأمريكي على مدى عشرين عاما في أفغانستان، وانسحابها “الكارثي” منها، في أن يكون ثمة صدى واسع للانتخابات الرئاسية الأمريكية ونتيجتها في أفغانستان.
وقد تابعت وسائل الإعلام والمحللون والنشطاء السياسيون في أفغانستان تطورات ومجريات الرئاسيات الأمريكية، وتحدثوا عن آثارها المحتملة على بلادهم.
وكالكثير من شعوب الدول المختلفة في العالم، عبر المواطنون الأفغان عن رؤى ووجهات نظرهم متباينة تجاه المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبينما كان عدد من الأفغان يميلون إلى أن تفوز المرشحة الديمقراطية المتحدرة من أصول هندية كامالا هاريس بالبيت الأبيض، كان آخرون يرغبون بعودة دونالد ترامب إلى السلطة.
ومن بين وجهات النظر المختلفة التي أدلى بها المواطنون الأفغان بشأن الرئاسيات الأمريكية، أثير هذا السؤال مرارا ألا وهو: من هو الأفضل والأكثر فائدة بالنسبة لأفغانستان؟
ويقول المؤرخ والعضو السابق بمجلس النواب الأفغاني محي الدين مهدي: “بالنسبة لي لا يفرق من يفوز بالبيت الأبيض في واشنطن – ترامب أم هاريس-؛ وأظن أن فوز هذا أو تلك، لا يفرق لأغلبية الشعب الأفغاني أيضا.”
وأضاف: “إن ترامب هو من أبرم اتفاقا مع طالبان؛ وإن بايدن – هاريس، سلما أفغانستان لطالبان”.
غير أن مهدي يذهب إلى أن “الانتخابات الرئاسية الأمريكية مهمة للشعب الأفغاني لجهة أن نتذكر: إنه مع فوز ترامب، فمن الأرجح كثيرا أن يعود خليل زاد إلى المشهد السياسي الأمريكي، ويتحول بذلك إلى محور صنع القرار بشأن أفغانستان.”
لكن صاحب امتياز صحيفة “هشت صبح” سنجر سهيل، كتب يقول: “إن القضية الأفغانية يجب أن تظل عابرة للفئوية والحزبية في الانتخابات الأمريكية. إن أفغانستان ما زالت محفورة في ذاكرة الملايين من الأمريكيين، وأن الكثير من أنصار التيارات السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية المختلفة، يسعون لايجاد مقاربة ديمقراطية للقضية الأفغانية.”
وأضاف: “إن ما يجري اليوم في أفغانستان، ناتج عن قصورنا، وكذلك القرارات الخاطئة للسياسيين من كلا الحزبين الرئيسيين في أمريكا.”
وكانت “الجبهة المتحدة الأفغانية” بقيادة عدد من كبار قيادات الجيش في الحكومة الأفغانية السابقة، قد أعلنت دعمها لدونالد ترامب.
وحمّلت الجبهة، بايدن ونائبته كامالا هاريس مسؤولية “كارثة أفغانستان” وقالت أن ترامب بوسعه إعادة السلام والاستقرار إلى أفغانستان.
ورغم التباين في وجهات النظر هذه، فان معظم الخبراء السياسيين يرون أن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، لن يحدث تغيرا في السياسة العامة لامريكا تجاه الوضع الجاري في أفغانستان، وأن واشنطن لن تشغل نفسها مرة أخرى بالقضية الأفغانية بصورة جادة وواسعة، ومع ذلك فان التدخلات السياسية الأمريكية في شؤون أفغانستان لن تتوقف.
ما موقف طالبان؟
أما جماعة طالبان التي تسيطر على البلاد منذ ثلاث سنوات، فقد رحبت بفوز دونالد ترامب بالرئاسيات الأمريكية ودعت إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إدارة ترامب.
وقالت وزارة خارجية طالبان في بيان يوم الأربعاء أن هذه الجماعة جاهزة على أساس سياسة خارجية متزنة، للتعامل مع إدارة ترامب الجديدة، وبدء صفحة جديدة من العلاقات معها.
واعتبرت طالبان، فوز ترامب بانه مبعث أمل وقالت أن اتفاق الدوحة وُقع إبان ولاية ترامب الرئاسية الأولى.
ودعت وزارة خارجية طالبان، الإدارة الأمريكية القادمة لاتخاذ خطوات واقعية تسهم في تحقيق تقدم ملموس في العلاقات بين البلدين.
وقالت طالبان أنها تتوقع من ترامب أن يضطلع بدور بناء لإدارة الحروب الجارية في العالم والمنطقة لا سيما في غزة ولبنان.
ويأتي هذا بينما كان دونالد ترامب، قد وجه مرارا انتقادا لطريقة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وقال أن معدات وتجهيزات عسكرية أمريكية، وقعت بيد طالبان تقدر قيمتها بملايين الدولارات.
وأكد ترامب أنه سيتعامل مع طالبان إن فاز بالرئاسة وسيخضع قاعدة بغرام الجوية في افغانستان للسيطرة الأمريكية.
إن طالبان التي حاربت القوات الأمريكية في أفغانستان وقوات الحكومة الأفغانية السابقة، على مدى 20 عاما، طالبت بعد هيمنتها مجددا على البلاد، باقامة علاقات سياسية مع أمريكا.
وحتى أنها دعت إلى إعادة فتح السفارة الأمريكية في كابل وعقدت مرارا محادثات مع مسؤولين أمريكيين في الدول المختلفة. ومع ذلك، فان أمريكا لم تطبّع علاقاتها بصورة علنية مع طالبان لحد الان.
إن الرئيس الأمريكي الجديد سيدخل البيت الأبيض بينما لا تخوض بلاده حربا مع أفغانستان الغارقة الان في الأزمات السياسية والانسانية.
لكن ونظرا إلى الأزمات الكبرى التي تعصف في مناطق من العالم بما فيها حرب غزة ولبنان والحرب في أوكرانيا، فانه لا يبدو أن أفغانستان ستحتل موقع الأولوية في السياسة الخارجية الأمريكية.
انتهى
التعليقات