وتطايرت أصوات طائرات الاحتلال الإسرائيلي في سماء المنطقة. اختبأ هو وعائلته في إحدى الخيام، وكان جسده يتوسل من الجوع، حتى حصل الشاب الفلسطيني منير مراد على ثمن بعض علب “التونة” وقرر الرحيل. إلى أحد محلات البيع شمال غزة، إلا أن قوات الاحتلال قصفته واستشهد على الفور مع صديقه عماد الدنف.
وقبل ساعتين فقط من الحادثة السابقة التي وقعت الاثنين الماضي، كتب منير كلماته الأخيرة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي. ورغم المأساة التي كان يعيشها إلا أنه عبر عن حبه للشعب المصري وصلى من أجل شعبه. قائلين: “اللهم شعب مصر بلد يحبنا ونحبهم فلا نرى فيهم مكروه يبكيهم ويبكينا”.
هاني الغول صديق الشهيد “منير” يروي لـ”الوطن” تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته، مؤكداً أنه عند غروب الشمس يوم الاثنين الماضي رافق صديقه “عماد” لشراء علب “التونة”. وعندما عاد إليهم قصفه المتظاهرون وأضافوا: «علب التونة التي كانت معه هي سبب معرفة أهله به».
دعاء “منير” ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي
وفور إعلان وفاة منير، انتشرت كالنار في الهشيم الكلمات التي كتبها عن مصر على مواقع التواصل الاجتماعي، واندهش البعض من طريقة تفكيره رغم المأساة التي يعيشها. وبحسب صديقه “هاني”: “بصراحة المنشور الذي كنت أعيشه. المنشور غريب جداً يعني رغم أنه يعاني من الجوع”. ويضربوا في كل مكان، وفجأة ينشر بوست زي ده ويستشهد، وينتشر المنشور في كل مكان”.
حب فلسطين لمصر
وتحدث “هاني” عن حب صديقه الراحل لمصر وزيارته للأهرامات قبل وقت قصير من الحرب، موضحًا: “من أصغر طفل في غزة إلى أكبر رجل في غزة، كلنا نحب مصر، ومنير كان أيضًا خاطبًا”. وصاحبة أفراح في مصر.”
التعليقات