صرح الدكتور عاطف سعداوي، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن الانتخابات التي تشهدها الولايات المتحدة هي الأكثر تنافسية وكثافة منذ سنوات طويلة، خاصة أن استطلاعات الرأي لم ترجح كفة أحد المرشحين حتى اليوم، كما لم يرجح المرشحان لديهم حاجة ملحة للكشف عن برامجهم لأن أحدهم رئيس سابق والآخر نائب رئيس حالي.
وأكد السعداوي في حديثه لـ«الوطن» أنه يستبعد أي عمل من أعمال العنف بعد الانتخابات في حال خسارة دونالد ترامب، رغم تصريحاته السابقة، لأن ما حدث مع الاعتداء على الكابيتول عام 2021 والتوتر حينها فرض أميركيين حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى، فهو يعتبر علامة سوداء في التاريخ الأمريكي.
من الأقرب للفوز بمقعد البيت الأبيض؟
– تعتبر هذه الانتخابات أكثر الانتخابات تنافسية في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، منذ عام 2000 تقريباً بين جورج دبليو بوش وآل غور، وفاز بها جورج بوش بقرار من المحكمة العليا. هذه الانتخابات تنافسية وهي صعبة. توقع الفائز، لكن نسبة فوز الاثنين متقاربة، وحتى استطلاعات الرأي لا تستطيع ذلك. لا يمكنك التأكد من هوية الفائز حتى اليوم، ولكنني أميل إلى الاعتقاد بأن ترامب يستطيع أن يقرر ذلك.
وأستبعد العنف إذا خسر ترامب، فإن فوز هاريس سيكون انتصارا معنويا للديمقراطية الأميركية، فهي أول امرأة تحكم البيت الأبيض.
هل ستؤدي هزيمة ترامب إلى أعمال عنف داخل الولايات المتحدة؟
– أستبعد أعمال العنف في حال خسارة ترامب، لأن الأميركيين حالياً لديهم إرث مرير مما حدث في عام 2021 مع أحداث الكابيتول، لأنها كانت علامة سوداء في تاريخ الديمقراطية والتنافس السياسي الأميركي يواصل ملاحقة ترامب، وإذا كان هناك ما سيؤثر على فرصه في الانتخابات فسيكون هذه النقطة، لكنه لن يكون غبيا بما يكفي لتكرار ما حدث مرة أخرى.
فهل يعني فوز كامالا هاريس بداية حقبة جديدة داخل الولايات المتحدة؟
فوز كامالا هاريس في الانتخابات سيعني شيئاً واحداً لعصر جديد، وهو الجانب الرمزي لكونها أول امرأة في التاريخ الأميركي تدير البيت الأبيض وتكون رئيسة للولايات المتحدة. هذا حدث جديد. لكنها لن تغير السياسة الأميركية. وأقارن انتخاب باراك أوباما بانتخاب كامالا هاريس، لأنه كان أول رئيس أسود يتولى السلطة في تاريخ الولايات المتحدة وترك زخما إيجابيا، كما قالوا حينها. أن أمريكا تصالحت وتغلبت على العنصرية، لكنها في النهاية ظلت أمريكا ولم تمثل بداية عصر جديد، واستمرت سياسات أمريكا كما كانت، فكان فوز هاريس هو الجانب الجديد الوحيد الذي سيساهم. عناوين الأخبار في ذلك الوقت لأنها أول امرأة تصل إلى البيت الأبيض بعد توحيد الولايات المتحدة وانتهاء الحرب الأهلية.
خلال الفترة الماضية.. من بين هاريس وترامب استطاع الكشف عن أجندته أكثر؟
وميزة المرشحين أنهما لم تكن لديهما حاجة ملحة للكشف عن برامجهما، رغم أن كل منهما يحاول توضيح وجهة نظره في القضايا الخلافية، إلا أنه لم يكن برنامجا، لأنه رئيس سابق وضعت سياساته تحت الاختبار، ومنافسها هو نائب الرئيس الحالي، مما يعني أنها مسؤولة بشكل أو بآخر عن السياسات أو القرارات التي تتخذها الإدارة الأمريكية، فمواقف كليهما موضع اختبار، سواء كان ترامب الذي أصبح رئيسا . البيت الأبيض لمدة 4 سنوات ولم تغير شيئا في مواقفها وسياساتها خلال إدارتها، أما “هاريس” فهي جزء من الإدارة الحالية، فمواقفها معروفة، وقد قدم الاثنان سياساتهما في لقاء بطريقة لا تختلف كثيراً عن السياسات التي اعتمدوها.
هل سيكون للصراع في الشرق الأوسط وأوروبا تأثير كبير على نتائج الانتخابات الأمريكية؟
– تأثير الصراع في الشرق الأوسط على النتائج الانتخابية ضعيف، إذ أن السياسة الخارجية بشكل عام لا تحتل المركز الأول بين اهتمامات الناخب الأميركي، وقد بدأ تأثيرها عام 2011 مع أحداث 11/9، وفي الماضي، أولاً، لم يكن له أي تأثير، وحاليا، حتى لو كان الصراع في الشرق يؤثر على نتيجة الشرق الأوسط بشكل أو بآخر، ليس لأسباب سياسية، ولكن لأن الصراع في غزة أصبح أزمة إنسانية كبيرة. ويضيف ذلك إلى أسوأ سجل للأزمات الإنسانية في التاريخ، لذلك بدأ الأميركيون ينتبهون إليه، ومن الولايات الحاسمة في الانتخابات ميشيغان التي غالبيتها من العرب والمسلمين، لذا فهي صاحبة النفوذ الوحيد. وحتى الآن في الانتخابات وفي أوروبا يخشون عودة ترامب، لأن تصريحاته ومواقفه تقول إنه سيحمي الأوروبيين مقابل دفع الأموال. وموقفهم هو أنه لا توجد حماية مجانية، ولهذا السبب تخشى أوروبا عودتهم.
النظام السياسي
تعتبر الولايات المتحدة أكبر ديمقراطية في العالم كما يقولون، وهي أكبر نظام سياسي وأكثر نظام سياسي يؤمن بحقوق المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة. ومع ذلك، لم تصبح أي امرأة رئيسة. في العديد من الدول الأوروبية والآسيوية أصبحت امرأة رئيسة. بالنسبة للأميركيين، الديمقراطية غير مكتملة، فكيف يمكن أن يكون انتصار هاريس، باعتبارها أكبر ديمقراطية لم تصل فيها امرأة إلى السلطة، انتصارا أخلاقيا للديمقراطية الأميركية؟
التعليقات