بروفايل.. مصطفى فهمي «الكاريزما» – فن

وفي السينما، أول ظهور له أمام الجمهور كان عام 1974، من خلال فيلم “أين عقلي؟”، إلى جانب سعاد حسني ومحمود ياسين، وفي السينما أيضا كان آخر ظهور له مع فيلم “السرب”. ليودع مصطفى فهمي من جمهوره الذي رافقه لمدة نصف عام قدم خلالها الفن والإبداع وصنع النجومية والاسم اللامع.

بعد 82 عامًا من الحياة على الأرض، منها 50 عامًا في مجال الفن، يرحل “إل غوابو” بهدوء شديد ويترك العالم بعد أن لم يعاني كثيرًا من مرض مفاجئ أصابه منذ بضعة أشهر، ليمضي قدمًا معه يخوض رحلة الكفاح من أجل البقاء، ويخضع لسلسلة من العمليات الجراحية للقضاء على الألم في «دماغه»، يعلم أنه ورم لن يختفي بسهولة، لكنه يحاول مراراً وتكراراً، حتى يختفي. قرر الجسد الذي كان يشع دائمًا بالتألق أن يستسلم إلى الأبد.

وفي عام 1942، ولد الصبي مصطفى فهمي، ووجد نفسه في حضن عائلة أرستقراطية. وشيئا فشيئا دخل عالم الفن بعد دراسته في المعهد العالي للسينما، ليعمل في مجال التصوير خلف الكاميرات والمخرج عاطف سالم. رأى فيه ممثلاً واعداً، وأسند له دوراً صغيراً إلى جانب فيلم “السندريلا” لسعاد حسني. ثم انطلق إلى عالم النجومية.

أحبته الكاميرا، وبجماله الأخاذ و”الكاريزما” التي يمتلكها، تعاقب عليه المخرجون، ليتألّق في أفلامه العديد من النجوم، ويحقق معهم النجاح والشهرة، حتى جاء الوقت الذي قرر فيه العرض. أنه لم يكن مجرد شاب عاشق أو تائه في عالم الأحلام، ولكنه قادر على تجسيد شخصيات تحمل في داخلها الشر والغموض والكراهية، وبدايته مع الزعيم عادل إمام. الرائعة «دموع في عيون وقحة» مع شخصية «أبو داود»، ويتبعها بالمسلسل الرائع «الحب وأشياء أخرى» لأسامة أنور عكاشة.

عاش مصطفى فهمي سنوات حياته بروح الشاب المحب للحياة. وتم اقتراح وصفة سحرية تعتمد على ممارسة الرياضة والأكل الصحي. كان همه الوحيد هو الفن وإيجاد أدوار جديدة، ولم يكن يحظى بأي دعم. إلا شقيقه الأكبر حسين فهمي، ثنائي لن يتكرر كثيراً. شقيقان يجمعهما الفن وحب الحب، ويتضامن كل منهما مع الآخر. لا يعرفون الوقت، ولا يتذكرون أعمارهم. فيخاطبه بـ«يا درش» فيرد على الفور «حسين بك». حتى جاءت اللحظة الحاسمة بوفاة لم تكن متوقعة، لتقلب معها صفحة الفرح بين دموع الأخ الأكبر.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *