“أتمنى أن يتعلم أطفالي وأن يظلوا أفضل منه ومني. “لقد كنت بائسًا طوال حياتي وتحملت أثقالها.” وبصوت ممزوج بنبرة البكاء، كررت زينب (31 عاما) هذه الكلمات. تجلس على درجات محكمة الأسرة، محاطة بـ 7 أطفال، أكبرهم محمد، 11 سنة، الذي كان يربت على كتفها طوال الوقت؛ وبعد سؤالها عن سبب دعوى الطلاق التي رفعتها على زوجها بعد زواج استمر 12 عاما وإنجاب أطفالها الذين ما زالوا صغارا، على حد وصفها؛ وبما أنها كانت تعيش على خبزها اليومي الذي توفره بنفسها لأسرتها، وتعيش قانعة به حتى قرر هدم العش لتطير الطيور بلا مبالاة، فما هي قصتها؟
وتضم محكمة الأسرة زينب وأولادها السبعة.
ورغم وضعها الصعب منذ طفولتها وعملها منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها في مساعدة ربات البيوت، بحسب وصفها؛ لكنها كانت راضية بحياتها وصمدت حتى جاء اليوم المنشود بعد 6 سنوات، عندما رآها شاب يعمل في مغسلة سيارات على درج أحد المباني وتبادلا الإعجاب. وبعد التحدث مع والده وافق. دون أن تفكر في الأمر، وظنت أنها ستكون ربة منزل مثل النساء اللاتي تساعدهن، وبدأت ترسم معه أحلاماً رائعة. وكان يبيعها الوهم كل يوم، بحسب حديثه لـ«الوطن».
الزوج يتقاضى راتباً جيداً ويعيش مع والديه وابنه؛ ولذلك لم يكلف والدها حتى عناء سؤالها عن أخلاقها، فتفاجأت بعد الزواج بأنه مدمن للمخدرات، وينفق أمواله عليها، ويقضي وقته في المقهى مع أصدقاء السوء. وهكذا تم الزواج. حتى لا يدمر زواجها، لكن توابع الندم ظهرت بعد وقت قصير من حملها خلال الشهر الأول من الزواج. واكتشفت أنه كان من المفترض أن تطلب الطلاق في اليوم الثاني من الزفاف، بحسب روايتها.
وفي اليوم الثاني من زواجها، استيقظت زينب على شجار بين زوجها ووالدها، على مصاريف الزفاف وأنهما لن يغطيا نفقاتها بعد ذلك. لقد صدمت عندما دخل غرفتها وضربها دون سبب. ومنذ ذلك اليوم أصبح مدمناً على سبها وضربها، كما كان مدمناً على المخدرات، عاشت أسوأ كوابيسها، وكانت حياتها صعبة ولم تجد ما تأكله. من الطفل؟ فعادت إلى العمل، لكنها لم تكن تعلم أنه سيترك العمل ويعتمد عليها ليل نهار في الحصول على طعامه اليومي من بيوت الآخرين.
12 عاماً من الضرب.. زينب تشتكي لزوجها
12 عامًا ينفق بسخاء بعرق جبينه، وما زال مستمرًا حتى يومنا هذا. وقال: “12 عاماً من الإهانات والضرب وتعاطي المخدرات، ولكن ليس بما فيه الكفاية، مما أجبر ابننا على ترك المدرسة والعمل لينفق ماله ويتعلم التجارة. لقد أُجبر على السماح لجميع الأطفال، حتى الأولاد، بالعمل في أي شيء، حتى لو لم يكن مناسبًا للأطفال، وكلهم الثلاثة بنات. “إنه يجبرهم على الخدمة في المنازل، ومرة الناس رفضوا ذلك بسبب صغر سنهم”. وعندما اشتكيت، بقي الجميع خارج مدارسهم”.
لقد حطم الزوج أحلام زينب بأفعاله مراراً وتكراراً؛ لكنها قررت ألا تتركه يدمر حلمها في تعليم أطفالها، الذي طالما اشتاقت إليه طوال حياتها. وأن يكبروا ويعملوا في وظائف محترمة بعد إكمال تعليمهم الذي عملت من أجله طويلاً واجتهاداً، وأن بناتها لن يعانين من نفس مصيرها، وسيضطرون مثلها في يوم من الأيام إلى العمل في المنازل، لكنها لم تجد حلاً آخر سوى الانفصال عنه وأخذ أطفالها ومواصلة حياتها قبل أن يدمرهم، فلجأت إلى المحكمة. وأسرة إمبابة أقامت عليها دعوى طلاق للتعويضات رقم 751 وستتحمل نفقتها.
التعليقات