قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن جرائم الحرب الإسرائيلية ضد العرب تشكل استراتيجية أساسية للنظام الاستعماري الاستيطاني الذي حكم إسرائيل – عبر الطيف السياسي – منذ إنشائها..وأن العدوان الإسرائيلي المستمر والمتزامن على غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران يبدو للكثيرين استثنائيا وغير مسبوق.
وأكد أن الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المطارات المدنية والمستشفيات والمدارس والملاجئ هي من عمل قيادة يمينية متطرفة يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو..في حين أن حجم الإبادة الجماعية في غزة ــ والتي قتلت، وفقا لتقديرات حديثة ، نحو 200 ألف شخص ــ غير مسبوق بالفعل، فإن مثل هذه الفظائع أصبحت روتينية في جميع الحكومات الإسرائيلية.
وذكر أن زعماء حزب العمل الإسرائيلي قد ارتكبوا جرائم حرب إسرائيلية مماثلة وجرائم ضد الإنسانية، وكان ضحيتها شعوب العالم العربي..وهناك أمثلة عديدة لمثل هذه السوابق المروعة.. فبعد حرب 1967، قمعت إسرائيل بعنف الاحتجاجات ضد احتلالها لثلاث دول عربية.. وهاجم المحتلون الإسرائيليون المواطنين في غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان وسيناء يومياً ـ فأطلقوا النار عليهم وقتلوهم وضربوهم واعتقلوهم ودمروا الآلاف من منازلهم.
وأورد أن في عام 1972، طردت إسرائيل 10 آلاف مصري من سيناء بعد مصادرة أراضيهم في عام 1969.. وواصل الإسرائيليون هدم منازلهم ومحاصيلهم ومساجدهم ومدارسهم من أجل إنشاء ستة كيبوتسات، وتسع مستوطنات يهودية ريفية..وفي نوفمبر 1967، قصفت قوات الاحتلال مخيم اللاجئين الفلسطينيين في الكرامة داخل الأردن، بما في ذلك مدرسة للبنات، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، بينهم ثلاث طالبات ومعلمة.. وفي فبراير 1968، قصفت قوات الاحتلال المخيم مرة أخرى، وهذه المرة قصفت مدرسة للبنين، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا آخرين.
وتابع أن الطائرات الإسرائيلية استمرت في قصف أكثر من 15 قرية أردنية ومخيمات للاجئين على طول نهر الأردن بالنابالم، مما أسفر عن مقتل 56 شخصاً، منهم 46 مدنياً..ونزح أكثر من 70 ألف شخص إلى عمان كلاجئين..وفي فبراير/شباط 1969 قصفت إسرائيل سوريا أيضا، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين.. واستهدفت هذه الغارات قرى مثل مجدل سلوم وميسلون وحاصبيا، وبلغت ذروتها بقصف إسرائيل لسبع قرى سورية، مما أسفر عن مقتل 200 شخص في سبتمبر/أيلول 1972 وحده.
ولكن هذا لم يكن كل شيء.. لقد ارتكب الإسرائيليون اثنتين من أسوأ المجازر في فبراير/شباط 1970، عندما قصفوا مصنعاً للخردة المعدنية في أبو زعبل بالنابالم، مما أسفر عن مقتل 70 عاملاً، وفي إبريل/نيسان 1970، عندما قصفوا مدرسة ابتدائية في بحر البقر مما أسفر عن مقتل 46 طفلاً..وتزايدت غاراتهم على القرى اللبنانية في عام 1970، بما في ذلك على بلدة كفركلا وبنت جبيل، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.. وتزايدت الغارات الجوية الإسرائيلية في عام 1972، وخاصة في شهري فبراير وسبتمبر من ذلك العام، مما أسفر عن مقتل 58 مدنياً.
ولكي لا نظن أن اليمن نجت من العدوان الإسرائيلي، ففي وقت سابق من الستينيات، وخاصة بين عامي 1964 و1966، كانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي منشغلة بالتحليق فوق اليمن وإسقاط الأسلحة والذخائر للقوات الملكية المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية ضد الثوار الجمهوريين في الحرب الأهلية في اليمن.
وكما هو الحال اليوم، كانت المستشفيات دائمًا هدفًا عسكريًا إسرائيليًا مفضلًا..خلال الغزو الوحشي الذي شنته إسرائيل للقدس الشرقية في عام 1967، قصفت إسرائيل عمداً مستشفى أوغستا فيكتوريا بالنابالم، مدعية زوراً أن الجيش الأردني كان يستخدمه، وهي واحدة من العديد من افتراءات إسرائيل.. وفي عام 1982، قصفت مستشفى غزة في مخيم للاجئين في بيروت.
أما فيما يتعلق بالمطارات، فقد قصفت إسرائيل المطارات المدنية الرئيسية في دمشق وعمان أثناء احتلالها عام 1967..ورغم أن الهجمات الإسرائيلية على مطاري حلب ودمشق لم تهدأ على مدى العقد الماضي، فإن هذا ليس تكتيكا جديدا..وبالفعل، قصفت إسرائيل مطار بيروت الدولي في ديسمبر/كانون الأول 1968، فدمرت 13 طائرة ركاب مدنية ، بلغت قيمتها آنذاك نحو 44 مليون دولار، فضلاً عن حظائر الطائرات ومنشآت المطار الأخرى.. كما قصفت إسرائيل محيط مطار القاهرة الدولي في عام 1970.
ويهدف معرض الفظائع المذكور أعلاه إلى إظهار أن الحقد والعنف الذي مارسته إسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين على مدى العام الماضي ليس أكثر من استمرار لعدوانها الطويل الأمد ضد الفلسطينيين والعرب بشكل عام.. ومع ذلك فإن التفاصيل المذكورة أعلاه ليست سوى جزء من الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل على مدى فترة تاريخية قصيرة ــ قبل وقت طويل من حرب الإبادة الجماعية الحالية.
النهایة
التعليقات