د. هشام الهلباوي يكتب: تنمية شاملة – تحقيقات وملفات

ويعد برنامج تنمية الصعيد نموذجا رائدا لجني ثمار التنمية المستدامة التي طالب بها القادة السياسيون، ويأتي ضمن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق طفرة التنمية الشاملة في محافظات الصعيد. مصر.

إن ما حققه هذا البرنامج بالتعاون مع البنك الدولي قد فاق كل التوقعات والأهداف التنموية التي حددتها الحكومة المصرية، مما جعله محورًا أساسيًا في استراتيجيات التنمية المحلية.

ويرتكز برنامج تنمية صعيد مصر على مبدأ التنمية المحلية، وهو تحقيق التوازن بين المشروعات القومية الكبيرة والمشروعات المحلية الصغيرة، حتى تصل ثمار التنمية إلى المواطنين مباشرة.

ومن المحاور الأساسية لهذا البرنامج خلق أنشطة اقتصادية وحرفية جديدة، مما يعزز فرص العمل ويزيد من تنوع الاقتصاد المحلي.

ولعل أبرز إنجاز للبرنامج هو إنشاء مناطق صناعية جديدة مجهزة بالكامل، في خطوة لم تشهدها المنطقة من قبل.

توفر هذه المناطق بيئة مثالية لعمل الشركات والمصانع، مع وجود ورش عمل ومناطق حرفية قريبة لتلبية احتياجات الصناعات المختلفة.

واعتمدت الحكومة إصلاحات هيكلية في عملية التخطيط المحلي لتحسين وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين. وتشمل هذه الإصلاحات تحسين إدارة الأصول المحلية، وزيادة إيرادات الحكومة المحلية، وتقديم المنح المالية على أساس الأداء للمحافظات.

وأدت هذه الإجراءات إلى تحسن كبير في الخدمات المحلية، حيث تم تطوير 48 مركزًا تكنولوجيًا لتقديم الخدمات بسرعة وكفاءة أكبر، مما أدى إلى استفادة 77 ألف مواطن من هذه الخدمات.

وعلى مدار الأعوام الستة الماضية، حقق برنامج تنمية صعيد مصر نجاحا على مستوى التنفيذ، وهو ما توج بإشادة كبيرة من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي، الذي أشاد بجهود الحكومة المصرية في تحقيق اللامركزية.

كما حصل البرنامج على جائزة أفضل برنامج تنموي ممول من البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023، وصنفته الأمم المتحدة كأحد أهم الممارسات التنموية التي ساهمت في تحديد مواقع التنمية المستدامة الأهداف.

ومن أهم إنجازات البرنامج توفير بيئة مشجعة للاستثمار، مما ساهم في استفادة أكثر من 50 ألف شركة من شركات القطاع الخاص، بنسبة رضا تزيد عن 85%. وتم إنشاء أربع مناطق صناعية ودعم 12 كتلة اقتصادية في القطاعين الزراعي والحرفي، مما أدى إلى تحسين القدرة التنافسية للمحافظات وتمكينها من قيادة عملية التنمية الاقتصادية.

ونفذ البرنامج 5130 مشروعا في مختلف القطاعات الحيوية مثل الصرف الصحي ومياه الشرب والطرق والكهرباء والإنارة، مما أحدث تغييرا نوعيا في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بمحافظتي سوهاج وقنا، بإجمالي استثمارات بلغت 22.25 مليون جنيه. مليار جنيه.

وساهمت هذه المشروعات في تحسين الظروف المعيشية وتعزيز التنمية العمرانية والاقتصادية في صعيد مصر.

وتركز الخطة المستقبلية للبرنامج على تطوير المزيد من المناطق الصناعية والكتل الاقتصادية، مع استكمال مشاريع تحسين البنية التحتية وإنارة الطرق وتطوير المناطق الريفية.

كما يسعى البرنامج إلى إصدار دليل تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية بالتعاون مع البنك الدولي، ودمج المجتمعات المحلية في دورة حياة المشاريع العامة، مع تعزيز دور القطاع الخاص.

يعد برنامج تنمية صعيد مصر رؤية تنموية متكاملة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة وتوضح أن استثمار الدولة في البنية التحتية والخدمات المحلية يمكن أن يحقق تغييرًا نوعيًا في حياة المواطنين ويحسن القدرات الاقتصادية لمصر على المدى الطويل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *