بمشاعر مختلطة من الإحباط واليأس، تشاهد الأم ابنتها البالغة من العمر 11 عاماً تنتقل من نافذة إلى أخرى، وتغطي أذنيها بإحكام بيديها، وهي تدخل في حالة من الذعر الشديد، مصحوبة بالصراخ. وتتقيأ أخيرًا، بينما تقف والدتها مكتوفة الأيدي ويداها غير قادرة على مساعدتها وتحاول ببساطة تهدئتها.
عاصفة برد مفاجئة
عندما كانت الفتاة البريطانية بوبي في عامها الثاني، كانت سعيدة واعتادت على الذهاب في نزهات ورحلات مع والديها إلى الغابة المفتوحة، لكنها لم تكن تعلم أنها على موعد مع حدث سيغير حياتها. الحياة إلى الأبد.
وفي أحد الأيام الحارة خرجت الفتاة مع والدتها وكانت تجلس داخل سيارة أطفالها وهي حافية القدمين وعلى رجليها. ثم، بعد لحظات، اختفى ضوء النهار فجأة وحل محله سحب داكنة كثيفة، تهيمن عليه السحب. كما ساد الهدوء للحظات التي سبقت العاصفة، بحسب صحيفة “مترو” البريطانية.
وكانت حبات البرد كبيرة وثقيلة ولا هوادة فيها، وبينما كانت الطفلة الصغيرة مربوطة بحزام الأمان داخل سيارتها، وقفت والدتها وحاولت حماية وجهها من التعرض للعاصفة الطارئة المصحوبة برقائق الثلج، لكن “بوبي صرخ. في حالة صدمة، وبعد دقائق قليلة انتهى كل شيء وعادت الشمس وكأن شيئا لم يحدث.
تغيير حياة الفتاة.
تلك اللحظة غيرت كل شيء في حياة الفتاة البريطانية، التي تطورت فيما بعد إلى ما يعرف برهاب المطر، وهو خوف شديد من المطر ونوع من اضطراب القلق الذي قد يخاف فيه الشخص فيما بعد من المطر الغزير أو حتى الخفيف رذاذ بحسب منظمة الصحة العالمية.
وعندما بلغت الفتاة السادسة من عمرها، بدأت والدتها تتحدث معها عن حالتها وتساعدها على تخفيف خوفها بنصائح الأطباء، لكن لم يحدث أي تحسن، وعندما بلغت بوبي التاسعة من عمرها، أصبحت مهتمة بتطبيقات الطقس. وبدأ بتتبع البرق في أماكن بعيدة في بلاده مثل إيطاليا.
تبلغ الفتاة الآن أحد عشر عامًا وتستمر معركتها مع ذلك الذعر الذي يؤدي أحيانًا إلى القيء. وبينما يستمتع الناس بالوقوف تحت المطر، تهرب الفتاة الصغيرة وتختبئ.
التعليقات