في 24 ديسمبر 1871، خرج إلى النور نموذج فريد من الخلود الفني، “أوبرا عايدة”، جسدت من خلاله عايدة، بطلة الرواية الأصلية، قصة الصراع الأبدي بين العاطفة والواجب، من أجل البقاء على هذا يوم واحد من أهم الأعمال الخالدة والفريدة من نوعها التي تنقل عمق التاريخ والحضارة من خلال النغمات الموسيقية. تزامناً مع يوم الأوبرا العالمي، نستعرض سر أيقونة الأوبرا العالمية عايدة.
تاريخ أوبرا عايدة وأسرارها التاريخية.
عندما وصل أوغست ماربيت باشا، عالم الآثار الفرنسي، إلى مصر عام 1850 مندوبًا عن الحكومة الفرنسية، بهدف البحث عن المخطوطات والآثار، لكنه تفرغ للتنقيب ونقل الكثير من الآثار إلى فرنسا، لكنه أسس فيما بعد “المتحف المصري” وفي عام 1869 كتب “ماربيت” لأخته رسالة قال فيها: إنه كتب أوبرا وظن أنها ستكون ضخمة وأن فيردي سيعزف عليها الموسيقى، ولم يكن يمزح؛ وكان ذلك قبل خمسة أشهر من افتتاح قناة السويس، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وقضى مرابط 6 أشهر في صعيد مصر في ترجمة العديد من النقوش الموجودة بالمعابد والنقوش الفنية، حتى أخرج عملا نصيا يتناسب مع النص التاريخي الذي أراده. كتب المؤرخ الفرنسي “سوليا” في كتابه “مصر خلفية فرنسية”. أن كثيرين ينسبون تأليف «أوبرا عايدة» إلى عدة كتاب، لكنه يعتقد أن الخديوي إسماعيل أمر بكتابتها شخصيا، وأنه أكد أن «ماربيت» هو كاتب السيناريو، وهو الذي صمم أزياء العرض وديكوراته، ورسم المسرحية. الخطوط العامة لتوجيه العمل.
كان الخديوي إسماعيل شغوفًا بالفنون وأراد أن تكون الأوبرا تحفة معمارية لا تقل عن أي تحفة معمارية أخرى في العالم. قام بتكليف مهندسين روس وإيطاليين بتطوير تصميم يأخذ في الاعتبار الدقة المعمارية الفنية. ورسامين لتزيين دار الأوبرا وتجميلها بالزخارف الفنية، وأسسها لأول مرة في منطقة باب الخلق بحسب دائرة المعلومات العامة “sis.gov”.
جدران المعبد وتسجيلات الاحتفالات القديمة.
وأثبت الخديوي للعالم أن فن الأوبرا لم يكن بعيدا عن المصريين وأن تاريخ مصر القديمة حافل بالنماذج الموسيقية التي تصاحب الشعر والعروض الدرامية. وقد تم نقش العديد من تسجيلات الاحتفالات القديمة على جدران المعابد مما يدل على الاهتمام بها. الغناء والموسيقى والرقص، حيث اخترع المصريون القدماء الآلات الموسيقية لحب الموسيقى.
كان الخديوي يعد تراثًا فنيًا لمنزله الجديد يشير إلى ماضي مصر العظيم. طلبت مارييت من الخديوي أن يختار قصة من التاريخ المصري القديم تصلح كعمل شعري. ثم نظمت الشاعرة الإيطالية جيالا نازوق شعرها. وقام الموسيقار الخديوي فيردي بتقديم الموسيقى. وهكذا تم إنتاج أوبرا عايدة التي اكتسبت شهرة عالمية أبدية بموضوعها المصري وموسيقاها الرائعة وأغنيتها القوية.
وكان من المفترض أن يتم عرض “أوبرا عايدة” خلال حفل افتتاح قناة السويس في “أوبرا الخديوي” عام 1869، لكنها لم تعرض خلال الافتتاح لعدم اكتمالها. تم عرضه لأول مرة. في دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة في 24 ديسمبر 1871، واستمر تقديمها بانتظام سنويًا لمدة 100 عام حتى احترقت دار الأوبرا في عام 1971.
صراع أبدي بين الواجب والحب.
أوبرا عايدة هي قصة صراع أبدي بين القلب والواجب. بطلة الرواية الأصلية عايدة هي أميرة إثيوبية محتجزة في قصر الفرعون كخادمة للأميرة. سرعان ما يصبحون أصدقاء ويقعون في الحب. رجل وهو قائد حربي مصري “راداميس”، لكنه في المقابل يحب عايدة، وتتوالى الأحداث الدرامية في سرد الأحداث بعد أن ساءت الأمور بسبب اندلاع الحرب بين مصر والحبشة، وانتصرت مصر.
يُطلب من راداميس الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على انتصاره، لكنه يسعى للهروب مع حبيبته عايدة. يرتكب خطأ فادحا ويكشف بعض أسراره العسكرية دون قصد. واجب ويحكم عليه أن يدفن حيا، وتتبعه لتموت بين ذراعيه.
التعليقات