قال الدكتور مدحت نافع، مستشار وزير التموين والتجارة الأسبق والخبير الاقتصادي، إن المجال الاقتصادي يشهد حالة من الإرباك الشديد، مع تزايد المخاطر الناجمة عن السياسات المالية الفاشلة، مشيرًا إلى أن هذه المخاطر تعكس تأثيرات سلبية مهمة. آثارها نتيجة الأحداث العالمية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا، والصراع في غزة، مما يؤدي إلى أزمات متداخلة في التمويل والغذاء والطاقة.
وأدت الصراعات إلى تدمير رأس المال البشري والمادي
وأضاف الخبير الاقتصادي، خلال كلمته في ورشة عمل بعنوان “المعادلات المتغيرة للصراع والأمن في الشرق الأوسط”، التي نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الأزمات تتجلى في ارتفاع معدلات التضخم والدين العالمي. بالإضافة إلى تداعيات الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين منذ عام 2015، أشار إلى أن هذه الصراعات تسببت في تدمير رأس المال البشري والمادي، وارتفاع معدلات الفقر والنزوح، وهو ما يتطلب رؤية شاملة لمعالجتها. مع آثار هذه الصراعات.
وتتطلب إعادة الإعمار استراتيجيات غير موحدة
وأوضح أن عملية إعادة الإعمار تتطلب استراتيجيات غير موحدة تعتمد على سياق كل دولة، وتركز على إعادة إعمار شاملة تتجاوز البنية المادية، لافتا إلى أن ذلك يتطلب تحسين البنية المؤسسية، لأن هذا الجانب أساسي في أي إصلاح. مشيراً إلى أن سياسات الإصلاح تتطلب تحقيق الشمول الاقتصادي وتقليص الفوارق بين الطبقات. ويتطلب ذلك أيضاً إنشاء عقد اجتماعي جديد بين الحكومة والشعب، مما يساعد على استعادة الثقة وتحفيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن السياسات المالية والنقدية ضرورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، ويجب التركيز على السيطرة على التضخم وتحسين استقلالية البنك المركزي، مع ضرورة زيادة الشفافية في السياسات النقدية لتحقيق أهداف النمو والتوظيف. ويجب على البلدان إعادة بناء مؤسساتها السياسية والقضائية لتحسين بيئة الأعمال ودعم النمو الاقتصادي المستدام.
التعليقات