انطلقت أمس الثلاثاء قمة البريكس في مدينة كازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، وتستمر حتى 24 أكتوبر 2024، تحت شعار “البريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل معًا”. وتعتبر هذه القمة تاريخية حيث تشارك فيها مصر لأول مرة كعضو كامل العضوية بعد انضمامها رسميًا إلى اجتماع البريكس في وقت سابق من هذا العام.
وشارك في القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي المرة الأولى التي تحضر فيها مصر كعضو في المجموعة منذ انضمامها إليها.
محتويات المقال
تغيير الخريطة الاقتصادية للعالم
وقال الدكتور عمرو يوسف، أستاذ مساعد الاقتصاد والقانون المالي والضريبي، إن الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لمجموعة البريكس تأتي من كونها تضم دولا مؤثرة مثل روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا. وتهدف المجموعة إلى تغيير خريطة الاقتصاد العالمي، وإنشاء نظام متعدد الأقطاب بدلاً من الهيمنة الاقتصادية لقطب واحد. وتحتل المجموعة 26% من مساحة العالم، وتمثل 42% من سكانه، إضافة إلى أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
خلق نموذج تنافسي جديد
وأضاف يوسف أنه منذ تأسيس مجموعة البريكس عام 2009، تسعى الصين إلى بناء نموذج اقتصادي عالمي جديد بعيدًا عن هيمنة الدولار، وقد دعت الدول الأعضاء مؤخرًا مصر والمملكة العربية السعودية والأرجنتين ونيجيريا وإندونيسيا وغيرها إلى المشاركة في الاجتماع. ينضم. . التجمع، مما سيزيد الاستثمار المحلي ويحسن التعاون في مجالات متعددة.
قوة اقتصادية كبيرة
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أنه نظرا لأهمية هذه الكتلة والقوة الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها فهي قادرة على تحقيق معدلات تنمية عالية نتيجة توسع أسواقها. وانضمام مصر إلى هذه الكتلة يعتبر شهادة. التي أقرتها الاقتصادات الرئيسية في العالم واعتراف الدول بتوفر بيئة صحية للاقتصاد الوطني ونجاح برامجه الهيكلية يجعله قادراً خلال الأيام المقبلة على تحقيق معدلات تنمية مهمة رغم ما يواجهه من تحديات. الظروف غير العادية وقدرتك على التكيف مع هذه العقبات.
تحقيق التوازن في العلاقات الخارجية
ومضى يقول إن انضمام مصر إلى هذه الكتلة له بعد استراتيجي وسياسي مهم للغاية يعتمد على تحقيق التوازن في العلاقات الخارجية وفي نفس الوقت تحديد حق الدولة المصرية وحريتها في تقرير مصيرها الاقتصادي بعيدا عن القطب الواحد. هيمنة الاقتصاد العالمي، في محاولة لتأسيس نموذج جديد للعلاقات الدولية… يدعمه التعددية ووجود أكثر من بديل بحيث توفر هذه الكتلة فرصا استثمارية جديدة تتسم بالتنوع والابتكار.
توسيع معاملات التكتلات الاقتصادية في قلب القارة الإفريقية
ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تقتصر الفوائد على البلدان التي تطالب بالاتحاد فحسب. على سبيل المثال، فإن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس سيمنحها قوة إقليمية جديدة ويوسع تعاملات الكتلة الاقتصادية في قلب القارة الأفريقية نظرا للأهمية الاستراتيجية لمصر. موقعها الذي يجعل مصر تعتبر أحد أهم الأقطاب، مؤثرًا في أفريقيا والعالم، بالإضافة إلى امتلاكها قوة بشرية مهمة وأسواق ناشئة واعدة.
التعليقات